تونس الصباح تأكد بما لا يدع أي مجال للشك أن ظاهرة انتشار المجموعات في صفوف جماهير الفريق الواحد يمثل خطرًا على سلامة بقية الجماهير وأمنهم باعتبار أن وجود مثل هذه المجموعات يولد تنافسًا فيما بينها من أجل البروز، وقد تتطور الأمور لتصل إلى حد تبادل العنف وإلحاق الضرر بأحباء الفريق الواحد!! وآخر مثال على ما نقوله هو الحادث المؤسف الذي جدّ مساء يوم السبت الفارط بمدارج ملعب رادس خلال لقاء النادي الإفريقي ومستقبل القصرين، حيث عمد شاب ينتمي إلى مجموعة تسمي نفسها «كورد» إلى طعن شاب آخر تابع لمجموعة «وبنانس» بسبب مناوشة حصلت بين أفراد هاتين المجموعتين حول أغنية تزعم كل مجموعة أنها من تأليفها ولا يحق لأي كان أن يرددها دون أن يأخذ «الإذن» من المجموعة التي تملك حقوق التأليف والتوزيع!!.. وقد جاء في تفاصيل هذه الحادثة أنه بمجرد أن افتتح زهير الذوادي النتيجة لفائدة النادي الإفريقي في الدقيقة 75 حتى عمّت أجواء من الفرحة في صفوف أحباء الفريق، وقد انقلبت هذه الفرحة إلى هستيريا وتبادل للعنف بين مجموعة من الأحباء الذين كانوا يرددون نفس الأهازيج والأغاني وهو ما أثار حفيظة أحد الشبان (وهو المتهم الرئيسي في هذه القضية)، حيث دخل في مناوشة مع المتضرر (وهو شاب في العقد الثاني من العمر، أصيل جهة نابل وتلميذ في المرحلة الأخيرة من التعليم الثانوي..) حول أحقية كل مجموعة بترديدها لتلك الأغنية. وقد تطورت هذه المناوشة إلى تبادل للعنف حيث استل الأول سكينًا كان يخفيه تحت طيات ثيابه وطعن به خصمه في البطن محدثًا له جرحًا كبيرًا، ولما أدرك خطورة الجرم الذي ارتكبه، اندس وسط الجماهير تاركًا المتضرر يتخبط في دمائه ولاذ بالفرار. وبتدخل ناجع وعاجل من أعوان الحماية المدنية، تم نقل المصاب إلى مستشفى الإصابات والحروق البليغة ببن عروس حيث تمكن الإطار الطبي من إيقاف النزيف ورتق مكان الجرح بإحدى عشر غرزة، كما أجريت له فحوصات وكشوف بواسطة الأشعة للتأكد من سلامة الأمعاء والكبد.. وبالتوازي مع هذه الإجراءات، تمكنت إحدى الفرق الأمنية المختصة من تحديد هوية المظنون فيه الذي مازال إلى حد كتابة هذه الأسطر بحالة فرار، فيما تمكنوا من إلقاء القبض على أحد شركائه. وقد أفادنا رئيس لجنة الأحباء بالنادي الإفريقي أن الهيئة المديرة وهيئة الأحباء ينددان بمثل هذه الأفعال الإجرامية التي لا تشرف الجماهير العريقة للفريق والمعروفة بتحليها بالروح الرياضية والانضباط واحترامها لجماهير الفرق الأخرى، فما بالك بجماهير الفريق الواحد؟! كما أكد لنا محدثنا أن هيئة الأحباء غير مسؤولة بشكل أو بآخر على تشكيل مثل هذه المجموعات التي انتشرت في صفوف أحباء الفريق بمبادرات شخصية من أفرادها، كما أنها غير مسؤولة عن تصرفاتها التي تسيء إلى سمعة الجمعية وتاريخها وعراقتها... هذا وما تزال الأبحاث متواصلة في هذه الحادثة لتحديد مسؤولية كل طرف فيها قبل إحالة ملف القضية إلى العدالة.