المطالعة متعة، ولكنها أيضا مهنة أو ربما حرفة؟. كيف يكون الامر كذلك. فإذا ما سلّمنا بأن المطالعة أو القراءة تحقق المتعة لصاحبها فإننا نتساءل كيف تتحول إلى حرفة أو مهنة. لن تكون الاجابة عن هذا السؤال قبل حضور اللقاء الذي ينظّمه كل من فضاء ''التياترو'' الثقافي بالعاصمة والمعهد الفرنسي للتعاون. تستمر هذه التظاهرة يومين، الخميس والجمعة من هذا الاسبوع. ويشارك فيها عدد كبير من الادباء من روائيين وقصاصين وشعراء إضافة إلى ممثلين عن دور النشر وباحثين وجامعيين ومهتمين بالمطالعة والنشر من تونس ومن فرنسا. ويأتي تنظيم هذه التظاهرة بمناسبة الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة بتونس التي انطلقت منذ أفريل الماضي. ولا يقتصر برنامج هذا اللقاء على النقاش والقراءة، بل يتضمن كذلك عروضا سينمائية ذات علاقة مباشرة بالكتاب. كتب تغير حياة كاملة ينطلق البرنامج مساء الغد بداية من الساعة السادسة مساء وتحمل الجلسة الاولى عنوان ''اقرأ واجعل الناس يقرؤون''. أما الجلسة الثانية التي تقام مساء الجمعة فهي بعنوان ''الكتب التي يمكن أن تغيّر حياة كاملة'' ويقع فيها تقديم شهادات في هذا الموضوع. ويتضمّن البرنامج عرضين سينمائيين من تقديم المخرج الوثائقي هشام بن عمار. يحمل الفيلم الاول عنوان ''بين الجدران'' وهو فيلم فرنسي حائز على السعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائي الدولي. السيناريو مقتبس من رواية لفرانسوا بيغودو. ويعرض في سهرة الغد. الفيلم الثاني بعنوان ''القارئ'' وهو من انتاج مشترك ألماني/ أمريكي وقد أخرجه ''دالدري'' أما السيناريو فهو مقتبس عن رواية لبرنهارد شلينك. الاختيار كما يبدو هو مقصود ويؤكد مدى الرابطة التي تجمع الكتاب بمختلف الفنون. ومن بين الوجوه التي تمت دعوتها للمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية نذكر كل من سمير المرزوقي الاستاذ المبرز والمختص في تدريس الادب الفرنسي والفرنكفوني بجامعة منوبة. سمير المرزوقي هو أيضا من الوجوه المعروفة المدافعة على الفرنكفونية وهو شاعر وقصاص مهتم بالخصوص بالتواصل مع الشباب. نجد كذلك الصحفي والكاتب رضا الكافي والاستاذ محمد محجوب المختص في الفلسفة الحديثة والسيدة سامية القمرتي المختصة في التاريخ والمكتبات وسناء غنيمة صاحبة دار نشر مختصة في الكتب ذات النزعة البيداغوجية وجون فونتان الباحث بمعهد الاباء البيض والمهتم بالادب التونسي. يشارك في هذه التظاهرة كذلك كل من آلان نادو أستاذ الاداب والفلسفة والكاتب الفرنسي وهو يعيش بتونس منذ سنة 2002 وفرانسواز لالوند الكاتبة وأستاذة الاداب بجامعة بروكسيل (بلجيكا) وغيرهم دون أن ننسى الاستاذ هشام بن عمار المخرج والمنتج السينمائي. وتعتبر هذه اللقاءات فرصة للتطرق لعدد من القضايا ذات الصلة بعلاقة القارئ بالمطالعة. وهي وإذ تنتظم في الوقت الذي نقوم فيه في تونس باستشارة وطنية حول الكتاب والمطالعة إضافة إلى سبر الاراء الموسع حول علاقة التونسي بالكتاب فإنه ينتظر منها أن تثمر بعض المقترحات العملية في هذا الشأن خاصة أنها تجمع نخبة من الباحثين والاكاديميين. كما أنها تعتبر فرصة للتعرف على تجارب الاجانب في التعامل مع المطالعة خاصة وأننا نعرف الاختلاف الكبير بين القارئ ببلداننا ونظيره بالبلدان المتقدمة.