فلتتصل أصوات الكتاب بنبض شعوبها عوضا عن الالتصاق بالسلطة - التأم مؤخّرا بالقاهرة المؤتمر الدّولي السادس لاتحاد كتاب آسيا وإفريقيا بعد أن تكثّفت الدعوات لإحيائه وبعد سعي دؤوب دام قرابة ست سنوات لإعطاء نقطة انطلاق جديدة لهذا الهيكل الأممي العريق الذي علق نشاطه لمدة أربعين عاما وجمدت كل الهياكل واللجان التابعة له بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وهو الذي خدم أهم قضايا تحرير الشعوب ومارس مهاما طالما استفادت منها شعوب آسيا وأفريقيا. واتحاد كتاب آسيا وإفريقيا منظمة أدبية وفكرية غير حكومية تجمع بين الكتاب في أكثر من100 دولة تزامن إحداثه(1958) مع حركات التحرر في القارتين والنضال ضد الاستعمار. عمل على تأسيس جسور التواصل بين القارات والشعوب حيث وجدوا للاستفادة من تجاربهم الإنسانية، وإحياؤه اليوم أصبح أكثر من ضروري في ظل انتفاضة الشعوب ضد التسلط والدكتاتورية والتفرد بالحكم وأكثر إلحاحا إذا أخذنا بعين الاعتبار حالات الاستقطاب الحادة التي يشهدها العالم وتراجع الثقافات المحلية. نظام أساسي جديد يواكب متغيرات العالم سبق لهذا الهيكل ان نظم خمس دورات وانتظمت دورته السادسة أيام 10/9/8ديسمبر الجاري وحضرته وفود من60 دولة افريقية وآسيوية نذكر من بينها إضافة إلى مصر -التي مثلها الكاتب محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر واتحاد الكتاب العرب والدكتور محمد البدوي رئيس اتحاد الكتاب التونسيين والأستاذ جلول عزونة رئيس رابطة الكتاب التونسيين الأحرار- الجزائر والسودان والبحرين والمغرب ولبنان وليبيا واليمن والعراق وفلسطين والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والأردن وروسيا وسنغفورة واليابان والنيبال وفيتنام وسيرلنكا... وناقش المؤتمرون ضرورة انضمام أمريكا اللاتينية والقوانين التي يتم على أساسها هذا الانضمام وتم انتخاب قيادة جديدة للاتحاد كما تم تنظيم مائدة مستديرة موضوعها"الآداب والثقافة فى عالم متغير" وكانت إعادة تأهيل اتحاد الكتاب آسيا وافريقا من خلال الدستور واللائحة الداخلية وإقرارهما وإعادة إصدار مجلة اللوتس باللغات العربية والانقليزية والفرنسية من أهم التوصيا. تونس تفوز بمكتب أدب الطفل أما الانتخابات التي أجريت لتجديد مسؤوليه وهياكله فقد أسفرت عن فوز محمد سلماوي رئيس اتحاد كتّاب مصر والأمين العام لاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب بمنصب الأمين العام وذهب منصب الرئيس لأمين عام اتحاد الكتّاب في الهند علي جافيد وفازت أوغندا بمنصب النائب الأول(عن إفريقيا) للأمين العام إلى جانب فيتنام في المنصب نفسه. وفازت رابطة الكتّاب الأردنيين بمنصب النائب الأول(عن آسيا) للأمين العام لاتحاد كتّاب إفريقيا وآسيا بعد منافسة شديدة مع طاجكستان والعراق وفلسطين إذ حظيت بثمانية أصوات في الجولة الأولى متعادلةً مع فلسطين ثم حُسمت المسألة بالقرعة. كما اتفق المؤتمرون على ان تحظى مصر بالمقر الدائم للاتحاد رغم اعتراض نائب رئيس اتحاد كتاب المغرب عبد الدين حمروش وعلى بعث تسعة مكاتب نوعية انتخب لها مسؤولون من الدول الأعضاء كالتالي: مكتب شؤون العضوية (السودان) مكتب الترجمة(زيمبابوى) مكتب النشر والبحوث والدراسات (الكويت) مكتب الحريات وحقوق الإنسان (الهند) مكتب الإعلام (المغرب) مكتب التعاون والعلاقات الخارجية (روسيا) مكتب الدعم والموارد المالية (العراق) مكتب النشاط الثقافي (رواندا)، مكتب أدب الطفل(تونس). طبعا نحن في تونس نرحب بعودة اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا للنشاط وبكل ما يساعد على التصدي للحكومات الاستبدادية والنظم الظالمة ونضم صوتنا لكل الأصوات التي تنادي بتحرير الشعوب خاصة وانه من أوكد مهام الاتحاد فضح هيمنة النظام العالمي الحديث وسعي الدول العظمى إلى فرض العولمة بطريقة وحشية. ونحتاج كذلك إلى أن تتصل أصوات الكتاب بنبض الشعب والمواطن، وإذابة الجليد الذي تراكم إما لولاء الكتاب للسلطة الحاكمة او لبعد المواضيع المطروحة عن المشاغل الحقيقة للمواطن والإيغال في استعمال الرمز خوفا من الأنظمة الحاكمة المستبدة كما نأمل ان يتمكن الاتحاد من وضع فلسفة للعمل وخطط للتنشيط والتبادل الثقافي وتبني قضايا الكتاب والشعوب وفتح أفاق جديدة أمام الفكر والإبداع في شعوب الدول المشاركة.