جد مؤخرا حادث مرور مريع على الطريق الرابطة بين منطقة بوفيشة ومدينة الحمامات خلف لوعة وأسى في قلوب كل من عايشوه أو من واكبوا مراسم دفن الضحيتين من متساكني المنطقة سيما وأن ضحاياه هما فردان من عائلة واحدة وهما أم وطفلها ...ونجا الأب بأعجوبة وتفيد أطوارالحادث أن العائلة قررت القيام بنزهة بمدينة الحمامات سيما وأن رب العائلة هو سائق سيارة أجرة «تاكسي» ويمكنهم التنقل على متنها ولكنهم قبل الانطلاق في نزهتهم كان لزاما على الأب المغادرة لتزويد سيارته بالغاز من نقطة تزويد تقع بمنطقة بوفيشة وللغرض اصطحب الأب معه طفله الذي تجاوز عمره العامين بقليل وزوجته وهي في الثلاثين من عمرها وغادروا مقر سكناهم الكائن بمنطقة سيدي عاشور بنابل نحو منطقة بوفيشة ليلا وفي الطريق الرابطة بين بوفيشة والحمامات فوجئت العائلة بشاحنة كبيرة الحجم تداهمهم وقد حاول الأب تفاديها والنجاة بأفراد عائلته ولكنه كان عبثا يفعل إذ داهمت الشاحنة سيارة العائلة «تاكسي» ومن قوّة الاصطدام توفيت الأم وطفلها في حين امكن الأب من النجاة من الحادث بأعجوبة. حُرم الطفل من الطهور وكانت العائلة المنكوبة تستعد للاحتفال بطهور طفلها الهالك ولكن غول حوادث الطرقات اختطفه رفقة أمه في يوم واحد كما شُيّعا في جنازة واحدة مخلفين حزنا وألما عميقين في قلوب كل من بلغه صدى هذا الحادث الأليم وكل أقربائهم وسيما الأب الذي حرم زوجته وطفله في حادث مريع وفي وقت واحد. هذا وقد تركت الهالكة وراءها ثلاثة أطفال وهم طفل رضيع عمره 6 أشهر وبنتان تزاولان تعليمهما بالمدرسة الاعدادية في حاجة إلى الرعاية والعناية ولعل هذا الحادث يعكس المأساة المتكررة يوميا في شوارعنا بكل بشاعتها والمتمثلة في غول حوادث الطرقات التي يحصد الأرواح بصورة تتزايد رغم كل التحذيرات والتوعية والمجهودات المبذولة للحد منها.