اهتزت منطقة بئر الملولي او ما يطلق عليها «بئر الموت» الواقعة بطريق منزل شاكر التابعة لولاية صفاقس ليلة الاربعاء الماضي على وقع حادث مرور أليم وهي فاجعة جديدة استيقظ عليها متساكنو المنطقة قبل ان تنقضي سنة على الفاجعة الأليمة التي حلت بأربع عائلات وذهب ضحيتها اربعة اشخاص في حادث مرور مروع دفعة واحدة وعلى عين المكان خلال سنة 2007.. وانفردت الصباح بنشر تفاصيل الفاجعة (بتاريخ 14 جوان 2007) بعد أن دهستهم سيارة. ومن سخرية القدر ان تكون الضحية الخامسة في هذا الحادث الجديد احد ضحايا فاجعة السنة الفارطة الذي لقي حتفه في نفس المكان.. وتفيد تفاصيل هذا الحادث المروع ان الضحية ويدعى رجب بن المرحوم محمد اليوسفي يبلغ من العمر 26 سنة.. غادر محل سكناه ليلة الواقعة على متن دراجته النارية لاداء صلاة العشاء.. وقبيل بلوغه المسجد بحوالي 20م تقريبا داهمته سيارة من نوع «usuzu» كانت قادمة من ولاية سيدي بوزيد تسير بسرعة جنونية لترديه قتيلا على عين المكان في نفس المكان الذي شهد فيه حادث السنة الفارطة ولقي فيه والده المرحوم محمد اليوسفي ورفاقه الثلاثة الذين كانوا بصدد لعب «الخربقة» في انتظار ان يحين وقت اداء صلاة العشاء.. ثم ومن فرط السرعة اصطدم سائق شاحنة «usuzu» بعمود كهربائي وفي مرحلة ثالثة اصطدم «بطابية» ليهوى بسيارته بقاع هفهوف دون ان يصاب بمكروه لكن راكب الدراجة لقي حتفه. الصباح اتصلت بأحد افراد عائلة الضحية فحدثنا الشاب والطالب بكلية الحقوق مرحلة ثالثة لطفي النحالي بكل مرارة وحسرة: «جرحنا لم يندمل بعد ومازلنا نعيش على وقع الصدمة العنيفة التي حلت بنا منذ حوالي عشرة اشهر تقريبا وفقدنا خلالها رجالاتنا كبار الحومة» بسبب افراط مستعملي هذه الطريق الرئيسية في السرعة خاصة وانها الطريق الوحيدة المؤدية للجزائر والكاف وسيدي بوزيد والقصرين والتي تشهد حركية دؤوبة طيلة كل هذه الفترات وهي طريق غالبا ما تشهد حوادث قاتلة فتنقلب فيها شاحنات ثقيلة وسيارات خفيفة دون وجود اية اشارة تذكر على خطورة هذا المكان خاصة اثناء الفترات الليلية والمنطقة تفتقر للانارة رغم كثافة متساكنيها ووجود مدرسة اطفال على قارعة الطريق. ويواصل محدثنا كلامه فالضحية رجب اليوسفي عامل يومي خلف ثكلى حاملا واربع بنات آثار 12 سنة وهاجر 7 سنوات وضحى 4 سنوات ووفاء عامان.. وهكذا التحقت بعداد الارامل اللواتي قمن حال حصول الحادث بسد منفذ الطريق باغصان الزياتين زهاء الست ساعات احتجاجا على تكرار هذه الحوادث المأساوية دون ان تحرك السلط المعنية ساكنا رغم نداءاتنا المستمرة التي توجهنا بها اليهم في عديد المناسبات..».. ونحن بدورنا نناشد السلط المعنية لانقاذ متساكني المنطقة من غول الطريق الذي الح عليه الضحية الثاني رجب اليوسفي عندما التقيناه السنة الفارطة وهو يبكي بحرقة وألم على فراق والده بضرورة الاعتناء بمنطقتهم دون ان يدرك بان القضاء والقدر يخفي له مكروها وأنه سيلقى حتفه بنفس المكان الذي هلك فيه افراد المجموعة..