الابنة حال سماعها الخبر انهارت عصبيا وحاولت الانتحار والابن الثاني أنقذ بأعجوبة صيادة- الأسبوعي - القسم القضائي: قتيل، أثنان، ثلاثة، أربعة.. كلهم من عائلة واحدة قضوا نحبهم خلال الاسبوع الفارط على طريق الموت الرابط بين منطقتي المكنين ومنزل الفارسي.. مات الأب والأم والابن والعم وترملت زوجة شابة وتيتم خمسة أبناء كلهم في عمر الزهور.. هذه إحصائية الحادث الفظيع الذي هزّ مدينة صيادة بولاية المنستير قبل يومين من عيد الإضحى. هناك حيث انتقلنا كانت المأساة.. لا حديث في هذه البلدة الساحلية الا عن الفاجعة التي سبقت العيد.. إلا عن الألم الذي سبق الفرحة فتحولت الى أسى ودموع وعبرات، الكلمات في الحقيقة تعجز عن وصف الألم الذي كان عليه أهالي صيادة قبيل موكب دفن الضحايا.. ضحايا غول الطريق. رحلة تسوق «كارثة حلت بنا ونحن نستقبل عيد الإضحى.. لم أصدق الى حد هذه اللحظة ما حدث.. كانت قبل لحظات عائلة تعيش حياتها في هدوء.. والآن اندثرت ولم يبق سوى أطفال أبرياء وجدوا أنفسهم فجأة يتامى بلا سند مادي أو معنوي» بهذه الكلمات بدأ السيد رشيد الجلاد صهر العائلة المنكوبة الحديث إلينا عن المأساة التي حلت بهم ثم أضاف: «هذا الحادث ليس الأول ولن يكون الاخير على هذا الطريق الرابط بين المكنين ومنزل الفارسي لضيقه وسرعة السيارات المارة إذ شهد عدة حوادث حتى أصبح يعرف بطريق الموت بعد أن التهم ضحايا أبرياء». وذكر محدثنا أن الأب محمد الناصر عبد اللطيف (43 سنة) أصطحب يوم الحادث زوجته فاطمة (39 سنة) وابنيه «إ» (8 سنوات) و«أ»(14 سنة) وشقيقه الاكبر عبد السلام (47 سنة) وأب لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين ال10 سنوات وال 14 سنة في رحلة تسوق بمدينة الجم لاقتناء بعض المفروشات والأثاث لمنزله الجديد الذي كان يستعد للسكن فيه بعيد العيد ولكنهم تعرضوا لحادث أليم أودى بحياة أربعة منهم فيما نجا الطفل «أ» بأعجوبة من موت محقق. شاهد عيان يروي «للأسبوعي» تفاصيل الحادث ولمعرفة المزيد من التفاصيل حول هذه المأساة التقينا بشاهد عيان يدعى رمزي فأفادنا بأنه كان متوجها رفقة أسرته الى منطقة أولاد حمزة لزيارة أحد الأقارب عندما وقف شاهدا على ما حصل. وأضاف: «لم أكن اتصور أن أكون شاهدا على ما حدث إذ لمحت قدوم سيارة خفيفة تسير بسرعة غير عادية ثم سرعان ما فقد سائقها السيطرة على المقود مما تسبب في انزلاق السيارة ثم اصطدامها بسيارة العائلة من نوع رينو 4 قبل أن تصطدم بها شاحنة خفيفة فتوفي ثلاثة أشخاص على عين المكان وهم محمد الناصر وعبد السلام والطفل «إ» وأصيب أربعة آخرون» واضاف : لقد شاهدت الطفل «أ» وهو يصرخ «بطني، صدري» من شدة الألم قبل أن يغمي عليه أما والدته فاطمة فكانت في كامل وعيها ومدتني برقم هاتف شقيقتها للاتصال بها ولكننا لم نتحصل عليها وعندما سألتها عن حالتها الصحية أعلمتني بأنها تعاني من أوجاع حادة أسفل البطن وفي ساقيها ثم نادت على زوجها وطفليها فلم يجبها أحد منهم». إسعاف ووفاة من جانب آخر علمنا أن أعوان مركز الحرس الوطني بمنزل الفارسي أوقفوا السائق المتهم بقتل أربعة من أفراد هذه العائلة للتحري معه حول ملابسات هذا الحادث الأليم الذي إضافة لما خلفه من ضحايا أبرياء فإنه كاد أن يودي بحياة طفلة والتي ما أن علمت بهلاك أمها ووالدها وشقيقها حتى أصيبت بأنهيار عصبي دفعها الى محاولة الانتحار بتجرع مادة سامة وقد تم إنقاذها بأعجوبة.. صابر المكشر