تونس الصباح تحتاج الوحدات السياحية اليوم في تونس إلى التأهيل اللامادي أكثر من الاستثمار في النواحي المادية والمطلوب بدرجة أولى التركيز أساسا على مزيد تأهيل وتكوين العنصر البشري في المؤسسات السياحية لانه الطريق الوحيد والامثل نحو الرفع من جودة الخدمات ومزيد الاستجابة إلى رغبات الحريف والسائح. هذا أهم ما توصلت إليه عملية تقييم المرحلة النموذجية من برنامج تأهيل الوحدات الفندقية الذي انتفعت به 45 وحدة فندقية. وتم اثر عملية تقييم المرحلة النموذجية من برنامج التاهيل في القطاع السياحي،التوجه نحو الترفيع في المنحة الموجهة إلى الاستثمار في الجوانب اللامادية لتصل إلى 50 بالمائة بسقف 50 ألف ديناربعد أن كانت خلال المرحلة النموذجية لا تتجاوز ال10 بالمائة. وقصد مزيد التعريف والتحسيس بهذه الاجراءات الجديدة المتخذة ضمن البرنامج الوطني لتأهيل الوحدات الفندقية والسياحية انتظم يوم أمس ملتقى مشترك بين وزارة السياحية والجامعة التونسية للنزل إضافة إلى الوكالة الفرنسية للتنمية الجهة الممولة لبرنامج تأهيل القطاع السياحي كما حضره عدد كبير من المهنيين في القطاع. تحسين جودة الخدمات خلال اشرافه على هذا الملتقى أشار السيد خليل العجيمي وزير السياحة إلى أن البرامج المستقبلية المرسومة للقطاع السياحي على غرار العمل على بلوغ عتبة ال10 ملايين سائح في غضون 2014 والرفع من مردودية القطاع على مستوى المداخيل بالتوجه أكثر نحو سياح ذوي مقدرة شرائية أرفع..،تتطلب النجاح في برنامج التأهيل للوصول إلى خدمات سياحية ذات جودة. وبين الوزير أن تقييم المرحلة النموذجية للتأهيل أفرز إعادة النظر في سقف المنح قصد مزيد دعم مخططات التأهيل والرفع من قدرة الوحدات السياحية على التنظيم الداخلي مع التركيز أكثر على تأهيل العنصر البشري داخل الفندق... يذكر أيضا أن التوجه نحو دعم الجوانب اللامادية خلال تأهيل الوحدات السياحية يتضمن من جهة أخرى دعم قدرة المؤسسة السياحية على الاقتصاد في استهلاك الطاقة والمياه للضغط على الكلفة وبالتالي تحسين مردودية المؤسسة الفندقية،بالاضافة إلى دعم عمليات الاشهار والتسويق عبر شبكة الانترنات وباستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة... دعم برامج التكوين أشار من جهته السيد محمد بلعجوزة رئيس الجامعة التونسية للنزل أن تحسين مردودية القطاع والاستجابة إلى التطلعات المرسومة يمر حتما عبر تحسين مستوى جودة الخدمات في المؤسسات السياحية، وذلك لن يتحقق إلا من خلال الرفع من آداء العنصر البشري عبر دعم الجانب التكويني الاولى والتكوين المستمر للعاملين في القطاع السياحي. تضمنت أيضا مداخلة ممثل الوكالة الفرنسية للتنمية جملة من الملاحظات في صيغة توصيات للنجاح في تأهيل القطاع السياحي من أهمها التأكيد على ضرورة انخراط المؤسسات السياحية التي تقدم منتوج آخر غير المنتوج البحري لا سيما وأن المرحلة الاولى من تنفيذ برنامج التأهيل سجل نسبة انخراط عالية فقط في صفوف الفنادق التي تقدم منتوج السياحة البحرية وهذا لا ينسجم مع التوجهات المستقبلية للقطاع السياحي في تونس الخاصة بتنويع المنتوج وعدم الاقتصار على الصورة النمطية للوجهة السياحة التونسية كوجهة بحرية فقط. تجدر الاشارة إلى أن برنامج تأهيل الوحدات الفندقية والسياحية شهد إلى حد الان انخراط أكثر من 70 ألف سرير من جملة 230 ألف سرير تمثل طاقة الاستيعاب الجملية للقطاع.