انهت المهرجانات الصيفية التزاماتها وقدمت للجمهور هنا وهناك عروضها.. تعددت الآراء وتنوعت المواقف حول بعض الاختيارات التي ولئن راهن اصحابها على جدواها.. واعني هنا المشرفين على المهرجانات.. فان الواقع اكد غير ذلك وكشف ان «الاسم اللامع» لم يعد في اغلب الحالات الورقة الرابحة والجالبة للجمهور الغفير. هذه الحقيقة كشفتها عديد المهرجانات التي راهنت على اسماء في حجم وقيمة راغب علامة وحتى فضل شاكر واليسا لتحصد عجزا ماليا لا يستهان به!! وفي المقابل راهنت مهرجانات اخرى على الاسماء والانتاج التونسي.. ليحصل اجماع كلي حول جدوى واهمية وقيمة هذه الاختيارات . من المسؤول؟ السؤال الذي يطرح بالحاح من المسؤول؟ اعتقد بشكل قطعي ان المتعهدين او همزة الوصل بين الباث والمتلقي لهم القسط الاوفر او حتى الكامل حيث يكون الاتجاه نحو التعاقد بشكل برقي مع هذا الاسم او ذاك الفنان بمجرد ان اسمه معروف بشكل كبير عبر الفضائيات العربية بدون ترو او دراسة لطبيعة المهرجانات ونوعية جمهورها. ان الخطأ الاكبر يبرز بشكل كبير في برمجة اسماء «مستهلكة» بشكل كبير،، لذا فالخسارة تكون حاصلة حتما. وتبرز في زحمة هذا التهافت على الاسماء الفنية العربية الشهيرة.. سيدة اختارت عن حب واقتناع ودراية المراهنة على الابداع الوطني موسيقى كانت أم مسرحا.. فكسبت الرهان واكدت من خلال ما اقترحته انها عارفة لكل خفايا المهرجانات. قدمت مسرحية «واحد منا» لجعفر القاسمي فكانت الفرجة مضمونة والمتعة حاصلة على اعتبار الطرح الطريف الذي قدمته هذه المسرحية.. ومع زياد غرسة.. قدمت عرضا فنيا مختلفا عن المألوف بحثا عن الاضافة وضمانا للمتعة الفنية وفي ذلك «استغلال» ذكي لطاقات وامكانيات وثقافة زياد غرسة الفنية ولعل السهرة الختامية لمهرجان قرطاج الدولي خير تأكيد على حرفية وذكاء السيدة وحيدة البلطاجي في التعامل مع ما هو متوفر على الساحة الثقافية التونسية ولم يكن تعاملها مع الفنانة لطيفة العرفاوي من قبيل «خالف تعرف» بل كان ذلك عن ودراية واقتناع بان لطيفة العرفاوي يهز الجمهور التونسي حنين كبير لها وهي الغائبة عنه على امتداد سنوات طويلة. ثم ان لطيفة العرفاوي معروف عنها العمل الفني المتواصل والبحث الدائم عن النغم الجديد.. وكلها مؤشرات عملت السيدة وحيدة البلطاجي على استغلالها وتوظيفها واعداد باتقان. ولا غرابة ان تكلل كل سهرات لطيفة العرفاوي عبر المهرجانات الصيفية بالنجاح الذي اسعد مديري المهرجانات والجمهور ولطيفة العرفاوي. واجمالا يمكن القول ان الدراسة العميقة للساحة الابداعية والتوظيف الذكي لما هو متوفر خير ضامن للنجاح الذي يوفر المتعة ويجلب الاحترام.. فالتهافت واللهث بكل تسرع من اجل الفوز بهذا الاسم او ذاك الفنان اعتمادا على «الاسم فقط» لا يجني من وراءه صاحبه الا الخيبة.. وكثيرا من مهرجانات هذه السنة قدمت الدليل وكشفت عديد الحقائق المؤلمة في هذا الاتجاه.