تونس الصباح بلغت نسبة تغطية الصادرات التونسية للواردات 2،80% خلال النصف الأول من 2009، وهو ما يعني أن اقتصادنا يغطي نسبة 2،80% من تكاليف الواردات بما يجنيه من عائدات الصادرات. وتجدر الملاحظة أن هذه النسبة قد شهدت تراجعًا ب4،1% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2008. ويعود هذا التراجع إلى تدني مستوى الصادرات بنسبة 3،21% مقابل تراجع أقل للواردات بلغت نسبته 9،19%. ذكرت وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة قد تراجعت في تونس بنسبة 1،20% مع مطلع السنة الحالية، وحيث أن هذه الاستثمارات تحدث في الغالب مشاريع مصدرة فإن نسبة الصادرات قد تأثرت بدورها بهذا التراجع. ومقابل الحديث عن تراجع الصادرات فقد رأى المختصون أن تراجع الواردات يعد مؤشرًا إيجابيًا حيث اعتبروا أن التراجع يعد دليلاً على نمو الإنتاج التونسي في عديد القطاعات واستغناء اقتصادنا عن توريد عديد المواد بعد اقترابه من تحقيق الاكتفاء الذاتي. إلا أن البعض لم يحمل نفس نبرة التفاؤل ذلك أن جزءًا من الواردات يستعمل في عملية الإنتاج، لذلك فإن نقصها قد يؤثر على مستوى الإنتاج بشكل أو بآخر. وبغض النظر عن صحة الرأيين، فقد أجمع المراقبون على أن تأثير الأزمة المالية العالمية الأخيرة قد جاء خفيفًا عن اقتصادنا مقارنة بالدمار الذي شهدته اقتصاديات أخرى. وقد استشهد أصحاب هذا الرأي بنسبة النمو المحترمة التي بلغت 6،3% في النصف الثاني من السنة الحالية. ومن جانبه أكد البنك المركزي التونسي وجود عديد الدلائل على ارتفاع نسق نمو الاقتصاد العالمي ليبلغ 1،3% مع مطلع السنة المقبلة وهو ما سيؤثر إيجابيًا على الطلب العالمي وعلى ارتفاع نسق الصادرات. وقد لاحظ مجلس إدارة البنك المركزي المنعقد في 29 أكتوبر نموًا طفيفًا للصادرات التونسية مع بداية النصف الثاني من 2009. ارتفاع ولكن... ومن جهته تحدث مركز الإحاطة بالمؤسسات التابع لغرفة التجارة والصناعة لتونس عن ارتفاع هام للصادرات التونسية نحو البلدان العربية والمغاربية بنسبة 5،19% في النصف الثاني من 2009. ورغم أن هذا التطور الهام قد يفسر ما لاحظه البنك المركزي من تطور للصادرات إلا أنه لا يؤثر بوضوح في ارتفاع حصة تونس من السوق العالمية وذلك لأن نسبة الصادرات نحو البلدان المغاربية والعربية لا تمثل سوى 9،7% من القيمة الجملية للصادرات التونسية. من الملاحظ في دراسة الميزان التجاري التونسي أن تراجع الصادرات قد أثر إيجابًا على العجز التجاري الذي تراجع بنسبة هامة بلغت 8،13% وهو ما قد يقلل من القلق بشأن تراجع الصادرات.