تونس - الصباح: يندر أن رأينا المنتخب التونسي بهذا الضعف في الاداء وبهذه العشوائية في التمركز وبهذا التثاقل والشتت في التحرك على الميدان! لم نعرف يوم أمس لاعبينا ونحن متأكدون من امكانياتهم الحقيقية ومن أنهم لو أعادوا المباراة مائة مرة لما كانوا بذلك السوء ولما ظهروا بذلك الوجه الشاحب. خط الدفاع كان افضل خطوط المنتخب طيلة التصفيات وقلما تغيرت عناصره أو أخطأت بل وصرنا نتباهى بمردوده وباستقراره وبصلابته، لكنه مساء أمس كان «كارثيا» بمعنى الكلمة خصوصا في المحور حيث تميز مردود حقي وغزال بالارتباك والتذبذب وكانا لقمة سائغة لمهاجمي الموزمبيق داريو خان وتيكو-تيكو الذين عبثا بدفاعنا وهددا مرمانا من كل الزوايا والمسافات. السويسي أثرت عليه الاصابة وبدا غير جاهز للمشاركة بسبب لخبطة ما قبل المباراة وعدم توفر بديل له. لاعبو وسط الميدان أضاعوا تريكزهم ولم يعرفوا المطلوب منهم ولم يدخلوا في اللقاء... حتى نهايته. في هذا الخط، كان الراقد بعيدا جدا عن مستواه المعهود وخلنا القربي غائبا حيث لم نشاهده إلا عند ارتكابه للمخالفات. فهد بن خلف اللّه وشوقي بن سعادة كانا عالة على الفريق يوم أمس فلاهما قاما بدور دفاعي ولاهما ساهما في البناء الهجومي ونتساءل عن مدى اضافتهم للمنتخب! غياب صانع العاب، أو عنصر يساعد على ايصال الكرات الى الهجوم (وكان الدراجي والذوادي قادران على ذلك منذ بداية اللقاء) حكم على المهاجمين الشرميطي وجمعة بالعزلة وسط مناطق المنافس ولم تنجح محاولاتهما في طلب الكرة في الرواقين ولا في العمق كما لم يكن بوسعهما المراوغة والتدرج بالكرة بنفسهما بسبب صعوبة الارضية وغياب الفورمة. ويبقى الحارس المثلوثي نقطة الضوء الوحيدة في هذه المباراة وأسد الشباك بدون منازع. فلولاه، لدخلت شباكنا اربع كرات او اكثر، ولولاه لكانت هزيمة تاريخية ضد اضعف منتخبات القارة الافريقية. لو لم يكن المثلوثي يوم امس في تلك «الفورمة» وذلك الحضور الذهني والبدني... لكانت فضيحة تاريخية لتونس!