تونس الصباح: تحتضن إمارة دبي في الفترة الفاصلة بين 9 و16 ديسمبر المرتقب فعاليات الدورة السادسة لمهرجان دبي السينمائي الدولي الذي يتمتع بشهرة كبيرة في مختلف أنحاء العالم لجودة برامجه وسعيه إلى الارتقاء بهذا الحدث المهم إلى مستوى المهرجانات العالمية الكبرى.. عرض لحيثياته. لا شك أن السمعة التي تحظى بها هذه التظاهرة السينمائية الهامة جعلت منه امطمح الكثير من السينمائيين الدوليين الذين ما انفك عدد ملفات مشاركتهم يرتفع من دورة إلى أخرى. ويكفي الاستشهاد بالدورة السابقة من هذا المهرجان التي استقبلت أكثر من 47 ألف زائر ومجموعة من أهم النجوم والمشاهير، كما شهدت عرض 179 فيلمًا من 66 دولة من ضمنها 18 فيلمًا عالميًا في عرض عالمي أول حتى نستخلص قيمتها... فسيفساء من البرنامج تتضمن الدورة الجديدة من مهرجان دبي السينمائي الدولي 12 برنامجًا متميزًا منها «ليال عربية» و«أصوات خليجية» و«سينما العالم» و«سينما الأطفال» و«سينما آسيا وإفريقيا»، وبرنامجًا خاصًا يعنى بتكريم إنجازات الفنانين عدا عن مجموعة متنوعة من الأفلام الهندية بما يتيح الفرصة لتشكيل «فسيفساء» منمقة من الأعمال المشاركة في إطار تلك البرامج المعلنة، ولعل ثراء البرمجة يعدّ المحرك الأساسي لرغبة السينمائيين من مختلف الجنسيات والانتماءات في حضور هذه التظاهرة التي تتيح لهم الفرصة لعرض إنتاجاتهم، كما تشكل مناسبة للمولعين بالفن السابع لمتابعة آخر مستجدات الشاشة الفضية من خلال مجموعة من الأفلام التي تعرض للمرة الأولى على مستوى العالم. «المهر».. إبداع ودولارات يعرض المهرجان باقة جديدة من الأفلام الوثائقية والأفلام الروائية بصنفيها الطويلة والقصيرة، كما ستضع دورته السادسة السينما الفرنسية في دائرة الضوء. وتشكل مسابقة «المهر» بشقيها العربي والآسيوي الإفريقي الحدث الأبرز لهذا المهرجان. ولا شك أن تلقي إدارة المهرجان لأكثر من 900 فيلم من 62 دولة للمشاركة في فعاليات المسابقة، دليل صارخ على أهمية التظاهرة التي تسيل الجوائز المالية المرصودة لها لعاب الطامحين لنيلها حيث ترصد هيئة المهرجان لمسابقة «المهر العربي» ومسابقة «المهر الآسيوي الإفريقي» معًا هبات مالية تتجاوز قيمتها الإجمالية 575 ألف دولار أمريكي (690 ألف دينار) علاوة على جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسي) لأفضل فيلم روائي عربي. وقد استقطبت مسابقة «المهر العربي» المخصصة للمخرجين من جنسيات أو أصول عربية حوالي 437 فيلمًا ضمن فئات الأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة من منطقة الخليج العربي وبلاد الشام والمغرب العربي وأستراليا وبلجيكا وكندا وتشيكيا والدنمارك وفرنسا والمكسيك وهولندا وبريطانيا وأمريكا، أما مسابقة «المهر الآسيوي الإفريقي» فقد بلغت 513 فيلمًا ضمّت فئات الأفلام الوثائقية والروائية والقصيرة تمثل حوالي 33 دولة من ضمنها الهند وباكستان وبنغلاديش وسريلانكا وإيران وأفغانستان ومنغوليا وجورجيا وأذربيجان وتايلندا وتايوان والفيليبين وماكاو وأندونيسيا والصين وجنوب إفريقيا وبورندي وأثيوبيا والسينغال. هذا الإقبال الكبير من قبل مخرجي البلدان المذكورة آنفًا على المشاركة في مسابقة المهر سيتيح دون شك الفرصة للجماهير التي ستواكب فعاليات المهرجان للاطلاع عن كثب على الواقع الراهن في مختلف أنحاء العالم، كما سيمكن الجيل الصاعد من المخرجين من الحصول على فرص الدعم والمساندة لإنتاجاتهم، فضلاً عن كونه يشكل أرضية لضيوف صناعة السينما لمشاهدة أجود الأفلام المنتقاة في العالم في وقت واحد. أصوات ومواهب خليجية يوفر برنامج «أصوات خليجية» منبرًا مهمًا يتيح للمخرجين الخليجيين الصاعدين والمحترفين على حد السواء عرض إنتاجاتهم السينمائية التي ترنو إلى الإبحار في آفاق أوسع تتجاوز حدود القضايا الضيقة. ويعرض هذا البرنامج مجموعة مختارة بعناية لأحدث الإنتاجات السينمائية الخليجية التي تغوص في عمق المجتمع الخليجي لا سيما الإنتاجات الإماراتية بما يعكس الدور المحوري الذي يلعبه المهرجان في إرساء أسس وتقاليد ثابتة لدعم ثقافة سينمائية محلية. ومن بين الأفلام الإماراتية التي ستعرض ضمن برنامج «أصوات خليجية»، فيلم «البحث عن الشريك المثالي» الذي يصوّر حيرة الجيل الجديد بين التقاليد الموروثة من جهة والحياة العصرية على الجهة المقابلة.. الطريف في هذا الفيلم هو أنه يأتي بإمضاء مخرجتين شابتين هما طالبتان في اختصاص الإعلام التطبيقي الهام شرف وهند الحمادي، تحصلتا على الجائزة الثالثة في مسابقة الطلبة للأفلام الوثائقية ضمن مهرجان مهرجان الخليج السينمائي دورة 2009. من الإمارات أيضًا، يشارك المخرج بلال عبد اللّه بفيلم «نصف قلب» الذي يعرض قصة مؤثرة حول الروابط الأسرية العربية من خلال طرح مشل الحمل خارج الأطر الشرعية والقانونية، أما فيلم «مرّة» للمخرجة نايلة الخاجة، فيبحر في عالم فتاة عربية في السابعة عشرة من العمر تنطلق في رحلة التحول إلى امرأة. من سلطنة عمان، تمت برمجة فيلم «القنت» للمخرج المعتصم الشقصي، وهو فيلم يحكي يوميات مجموعة من الأطفال يحاولون معرفة مصدر أصوات غريبة متأتية من بئر مهجورة. أما «مريمي» للمخرج علي العلي، فيروي معاناة راقصة نبذها المجتمع. روائع في «سينما الأطفال» يستقطب مهرجان دبي السينمائي الدولي الأطفال أيضًا. لهذا خصص لهم برنامجًا ثريًا ومتنوعًا تحت عنوان «سينما الأطفال» تعرض خلاله العديد من الإنتاجات الناجحة على الصعيد العالمي. من بين الأفلام التي ستعرض هذا العام فيلم الرسوم المتحركة الجديد من ديزني «الأميرة والضفدع» الذي يجمع بين القدرات الإخراجية المميزة لكل من جون موسكر ورون كليمنتس، وإبداع طاقم التمثيل الذي يضم كلاً من أوبرا ونيفري، تيرينس هوارد وكيث ديفيد. بعد النجاح الكبير الذي حققة جزأه الأول، يعود فيلم «ألفين والسناجب» للمخرج بيني نوماس في جزئه الثاني ليؤثث إحدى فقرات برنامج «سينما الأطفال»، فيما يتناول الفيلم الفرنسي «نيكولا الصغير» للمخرج لوران في أول ظهور له على الشاشة الكبيرة مغامرة مضحكة وجريئة للطفل نيكولا الذي يستمتع بكونه وحيد والديه. في برنامج «سينما الأطفال» إطلالة على سينما الأطفال في قطر ومصر وسوريا.. وفي إشارة إلى دور الأفلام المبرمجة ضمن «سينما الأطفال» في تثقيف الشباب والجيل المعاصر، أفادت ميرنا معكرون، المشرفة على برمجة تظاهرة «سينما الأطفال» أن هذا البرنامج يسعى إلى تقديم أفلام ذات مضمون مميز يجمع بين التثقيف والترفيه، ويتيح الفرصة أمام أطفال الإمارات للتعرف بشكل أوضح على جوانب مختلفة من حياة نظرائهم في أجزاء أخرى من المنطقة العربية والعالم.