اختتمت فعاليات الدورة السادسة لمهرجان دبي السينمائي الدولي الأربعاء مساء بحفل باهر تم خلاله تكريم المواهب السينمائية والتمثيلية المتميزة من العالم العربي وآسيا وإفريقيا، وذلك في إطار مسابقتي »المهر العربي« و»المهر الآسيوي الإفريقي«. وتم توزيع 28 جائزة في مجالات التمثيل، والتصوير، والتوليف، والموسيقى، والسيناريو، بالإضافة إلى جوائز لجنة التحكيم. وقد استقطبت المسابقتان مشاركات أكثر من 62 بلدًا في آسيا، وإفريقيا، والأمريكتين، وأستراليا، وأوروبا، في ثلاث فئات هي: الأفلام الوثائقية، والقصيرة، والروائية الطويلة... وتجدر الإشارة إلى أن المهرجان تلقى خلال هذا العام أكثر من900 فيلم من العالم العربي، وآسيا، وإفريقيا، للمنافسة على جوائز مالية تتجاوز قيمتها الإجمالية 575 ألف دولار أمريكي، بالإضافة إلى جوائز لجنة التحكيم الدولية المرموقة فيما تلقت »مسابقة المهر العربي«، المفتوحة أمام المخرجين العرب أو ذوي الأصول العربية، حوالي437 مشاركة، في حين تجاوز عدد الأفلام التي تقدمت للمشاركة في »مسابقة المهر الآسيوي الإفريقي«، في نسختها الثانية، أكثر من 513 فيلمًا. بهذه المناسبة، أوضح مسعود أمر الله آل علي، المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي، »أن المشاركة القوية للأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة، التي تقدمت لمسابقتي »المهر العربي« و»المهر الآسيوي الإفريقي« تعكسان القدرة الإبداعية والحس الفني الرائع الذي يتمتع به صانعوها«. مضيفًا أن »نمو المشاركة كمًا ونوعًا، يؤكد الدور المهم الذي يلعبه مهرجان دبي السينمائي الدولي في تشجيع المواهب الإقليمية المتميزة في عالم الفن السابع، من خلال توفير منصة مثالية تتيح للسينمائيين في العالم العربي، وآسيا، وإفريقيا، استعراض إبداعاتهم«. علواش وأكثر من جائزة وذهبت الجوائز الثلاث الأولى في مسابقة »موفيز إن موشن« التي تهدف إلى اكتشاف المزيد من المواهب الشابة في منطقة الشرق الأوسط، إلى كل من دياب غازي في المركز الثالث، »»داني هاسيكيك« في المركز الثاني، ومحمد البدري في المركز الأول. في حين فاز عويل محمد بجائزة اختيار الجمهور ضمن هذه المسابقة المخصصة لأفلام الدقيقتين، والتي تلقت 550 مشاركة. وضمن شراكة المهرجان مع »شبكة أفلام حقوق الانسان«، التي تشجع التبادل والتواصل والتعاون على صعيد قضايا حقوق الإنسان عبر السينما، فاز مرزاق علواش الشهير عن فيلم »حرافة« (الجزائر)، بأول جائزة من مهرجان دبي السينمائي الدولي لشبكة أفلام حقوق الإنسان، بعد أن تم اختياره من بين 10 أفلام تعالج قضايا حقوق الإنسان بأسلوب مميز. ويذكر أن الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين »فيبريسي« أطلق »جائزة النقاد الدوليين« السنوية التي تُمنح لأفضل الأفلام العربية المعروضة خلال مهرجان دبي السينمائي الدولي التي فاز بها كذلك مرزاق علواش عن فيلم »حرافة«، بجائزة أفضل فيلم روائي طويل، وذلك لبراعته في مناقشة أحد أبرز قضايا العالم الثالث، وهي قضية الهجرة غير الشرعية مع العلم أن الفيلم حصل كذلك على جائزة لجنة التحكيم. وفاز فيلم محمد الظاهري عن فيلم »شروق، غروب« (السعودية)، بجائزة أفضل فيلم قصير، وذلك لبساطته وأسلوبه القوي والشجاع في تسليط الضوء على المشاكل التي تواجه الشباب في مجتمعنا. وقال بهمان فارمانارا، رئيس لجنة تحكيم المهر الآسيوي الإفريقي للأفلام الروائية الطويلة: »التحكيم ليس عملية سهلة، لا سيما في المجال الفني، حيث يتحدد الإبداع من خلال التحفظات والاعتبارات الشخصية للفنانين. وتزداد هذه العملية صعوبة وتعقيدًا، وكذلك إمتاعًا، عندما تكون الأفلام التي اختارها القائمون على المهرجان متميزة وعالية الجودة. آنذاك تتحول العملية بأكملها إلى تجربة غنية ومجزية فعلاً««. وأضاف: »هذه هي المشاعر التي انتابتني أنا وزملائي في لجنة التحكيم؛ »مانيشا كويرالا« و»جان ميشال فرودون« و»كيت شيري« و»نورالدين لخماري«، خلال تجربة تقييم الأفلام المرشحة لجوائز »المهر الآسيوي الإفريقي«. لقد تميزت الأعمال التي شاهدناها بجودتها الفائقة التي جعلتنا نتطلع إلى المزيد من الأفلام الجيدة والقوية من هاتين المنطقتين في المستقبل«. وبالتالي كانت الجوائز على النحو التالي: أفضل ممثل سعيد باي عن فيلم »الرجل الذي باع العالم« (المغرب)، أفضل ممثلة نسرين فاعور عن فيلم »أمريكا« (الولاياتالمتحدة، كندا، الكويت). أفضل فيلم روائي طويل في مسابقة المهر الآسيوي الإفريقي: بيلانتي ميندوزا عن فيلم »لولا« فرنسا، الفلبين. أفضل فيلم روائي طويل في مسابقة المهر العربي: ميشيل خليفي عن فيلم »زنديق« (فلسطين، المملكة المتحدة، الإمارات العربية المتحدة). وقال عمر أميرلاي، رئيس لجنة تحكيم مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية، »إن الأفلام على الرغم من معالجتها لموضوعات راهنة في غاية الأهمية إلا أن غالبيتها بقيت تعاني من ضعف واضح في لغتها السينمائية وفي رؤية المؤلف الخاصة لهذه الموضوعات. فبعض هذه الأفلام وإن عبرت من خلال موضوعاتها عن شغف وإرادة حازمة في الإصلاح والتغيير، إلا أننا نعتقد بأن الالتزام الفني وحده هو الكفيل بصنع فيلم قوي ومؤثر«. وشهد الحفل الختامي لمهرجان دبي السينمائي الدولي 2009، توزيع ثلاث جوائز مخصصة لتكريم المواهب الإماراتية، فقد ذهبت جائزة »أفضل موهبة إماراتية« إلى محمد حسن أحمد، فيما فازت منال بن عمرو بجائزة »أفضل مخرجة إماراتية«، بينما حصل نواف الجناحي على جائزة »أفضل مخرج إماراتي«. هذا وقد نالت زينة دكّاش جائزة اختيار الجمهور عن فيلم »12 لبناني غاضب« الوثائقي، وذلك بعد منافسة قوية شهدتها هذه الفئة والتي يحدد الفائز فيها جماهير مهرجان دبي السينمائي الدولي.