تونس الصباح مع بلوغ فيروس "الفريب أ" مرحلة الانتشار السريع أو ما يعرف بالعدوى المجتمعية المكثفة ينتظر أن تتعدد قرارات غلق المؤسسات التعليمية خلال الفترة الشتوية القادمة كإجراء وقائي بالدرجة الاولى. يهدف إلى حماية مجموع الشريحة التلمذية بالمدرسة الواحدة مهما كان عدد الاصابات محدودا بها مقارنة بالعدد الجملي للمرسمين. ومع الشروع الاضطراري طبعا في تنفيذ اجراءات الغلق والتي طالت إلى غاية أمس 6 مؤسسات تربوية بما يعني ضمنيا تعطل السير العادي للمرفق التربوي أخذت تتردد في أوساط الاولياء تساؤلات حول الاليات التي تؤمنها وزارة التربية لتدارك حصص الدراسة الضائعة وحول الاجراءات التي ستتخذ عند تزامن الغلق الكلي لمؤسسة أو قسم مع انطلاق موعد الامتحانات وهي على الابواب في المستويين الابتدائي والثانوي. السيد محمد الخياطي أحدإطارات وزارة التربية وافى "الصباح" بتوضيحات في هذا الشأن تشدد في المقام الاول على أنّ صحة التلميذ هي الاساس وأنّ سلامة المتمدرسين وتوفير أسباب الحماية لهم تبقى من أوكد المشاغل والاهداف وهي بالتالي تتقدّم على أي مشغل آخر بما في ذلك الامتحان "وإذا ما اقتضى الوضع الغلق قبيل الامتحان فستغلب المصلحة الصحيّة قبل التعليمية وهو ماينبغي أن يدركه الاولياء..". وأضاف "بأنّ تدارك التخلف عن إجراء الاختبارات ممكن بتأجيلها لمدّة أسبوع عند الاقتضاء. وهذه الفرضية تظلّ مطروحة بالنسبة للابتدائي الذي تنطلق فيه الامتحانات الثلاثية يوم 23من الشهر الجاري وتستمر إلى غاية 5 ديسمبر. " ولا وجود لاي إشكال في ذلك حسب محدثنا. أمّا بالاعدادي والثانوي فإنّ خروج التلاميذ في عطلة الاسبوع القادم بمناسبة عيد الاضحى يشكل حماية مؤقتة من انتشار العدوى وكذلك فرصة لاستعادة التلاميذ المبعدين عافيتهم والعود للدراسة في ظروف صحية عادية. للتذكير تنطلق اختبارات الاسبوع المغلق يوم 5 ديسمبر وهي فترة ماتزال بعيدة نسبيا هذا وتفيد آخر المعطيات أنّ 34 تلميذا استأنفوا الدروس من مجموع 57 تغيبوا بسبب الاصابة ويواصل البقية متابعة العلاج. التعليم عن بعد غير وارد حول إمكانية اعتماد تقنية التعليم عن بعد مثلما هو الشأن في عدد من البلدان اهتدت لهذا الحلّ لضمان استمرارية الدروس استبعد محدثنا هذه الامكانية لعدم توفر هذه الالية للجميع وافتقاد عديد الاسر للكمبيوتر مما يتعذّر معه استخدام هذه التقنية. وحتّى تكون الاستفادة شاملة وعادلة نصّ المحور الخاص بضمان استمرارية المرفق التربوي صلب خطة وزارة التربية لمجابهة الانتشار المحتمل لمرض انفلونزا الخنازير على جملة من الاجراءات منها ما يتعلّق في حال غيابات التلاميذبرمجة حصص تدارك مجانية بطبيعة الحال ويتولى كل مدير مؤسسة مسك ملف لمتابعة الغيابات يعتمد في تنظيم هذه الدروس. وبخصوص التصرف في غيابات الاطار الاداري والقيمين تعهد للمدير وضع سيناريو لتوزيع الادوار بين القيمين والاداريين لتفادي تاثير الغيابات على السير العادي للدروس. وبالنسبة لغيابات الاساتذة يكلف كل مدير جهوي باتخاذ الاحتياطات اللازمة لاعداد بنك أسماء للمدرسين المعوضين في مختلف الاختصاصات للقيام بالنيابات اللازمة دون تاخير ضمانا للسير العادي للدروس. على صعيد آخر علمت "الصباح" انه يجري التشاور بين وزارتي التربية والصحة حول مزيد تنظيم و"تروشيك" اجراءات الغلق تؤخذ بالاعتبار في تطبيق الشروط الموجبة للغلق كثافة عدد التلاميذ بالمؤسسة التربوية والتي تتجاوز أحيانا 1500 تلميذ وفي هذه الحال ورغم أنّ الاجراء لم يتأكد بعد فانه لايستبعد الاكتفاء بابعاد المصابين مالم يتجاوزعددهم الحد المضبوط طبقا للمعايير الوقائية المنتهجة ومتابعتهم دون الغلق الكلي للمؤسسة.