صحيح أن أيام قرطاج المسرحية قد استحوذت لمدّة أسبوعين تقريبا على كل الاهتمامات وأخذت حيّزا إعلاميا يليق بهذه التظاهرة ولكن هذا لا يجب أن يحجب عن أعيننا حقيقة مركزية ونعني بها الفقر المدقع الذي تعيشه الساحة الابداعية فكأن القرائح قد عجزت في بداية هذا الموسم الثقافي عن تقديم الجديد والمبتكر ونخص هنا بالذّكر الانتاجات «السينمائية وغيابها عن الساحة وبالتالي عن القاعات فإلى حد هذه الساعة لم نظفر بأي عمل تونسي يشفي الغليل وتشدّ إليه الجمهور. فأين السينمائيون في كل ذلك، فجماعة الفن السابع قد تذمروا طويلا من محدودية الامكانيات كما أنهم اتهموا الجمهور بالتقصير في تشجيع أعمالهم ولكن يبدو أن الأمور أعمق من ذلك خاصة وأن وزارة الثقافة والمحافظة على التراث تقدم أموالا طائلة توضع تحت خانة الدعم، ولكن هذه المساعدات التي تقدّر بالملايين تذهب هباء منثورا والعديد هم الذين تحصّلوا على الدّعم ولكن أعمالهم لم تر النور ولعل ذلك الدعم ذهب ليدعم أشياء أخرى حياتية غير الأفلام؟؟ إذن إشكال كبير يطرح واستفهامات عديدة تقفز الى الذهن فمتى تعي كل الأطراف بضرورة أن نوحد صناعة سينمائية في تونس فعلى جماعة الفنّ السابع النهوض من السبات العميق الذي يغطّون فيه خاصة وأن الدولة والمجموعة الوطنية قد وفروا كل ممهّدات النجاح لنحقق قفزة كميّة ونوعيّة في المجال السينمائي. نبيل الباسطي للتعليق على هذا الموضوع: