أشرف الرئيس زين العابدين بن علي صباح أمس الاحد بمنطقة عين زغوان بالضاحية الشمالية للعاصمة على الاحتفال بالعيد الوطني للشجرة وخص رئيس الدولة لدى حلوله بهذه المنطقة باستقبال حار وحفاوة وترحاب كبيرين من قبل جموع المواطنين والمواطنات الذين هتفوا طويلا بحياته وحياة تونس. وإيذانا بانطلاق الحملة الوطنية للتشجير لهذا الموسم تولى رئيس الجمهورية في أجواء احتفالية شاركت فيها بالخصوص تشكيلات للأطفال والشباب غرس شجرة زيتون بحديقة عين زغوان وهي حديقة في شكل غابة حضرية تغطي مساحة 5،3 هكتارات وتعتبر نموذجا للغابات المتاخمة للمدن بما تحتويه من مسالك بيئية وصحية للتنزه والترفيه ومن أشجار عديدة ( 2000 شجرة) من صنف الصنوبر الحلبي والخروب الذي يعتبر من الأصناف النادرة. وكان سيادة الرئيس اطلع قبل ذلك ومن خلال لوحات بيانية وخرائط واحصائيات على النتائج المسجلة والمؤشرات المتميزة لبرامج التشجير الغابي والرعوي والعناية بالمساحات الخضراء التي تم إنجازها على المستوى الوطني خلال موسم 2008/2009 حيث تطورت نسبة الغطاء الغابي إلى 04،13بالمائة مقابل 86،12 بالمائة في الموسم الفارط. وتعرف الرئيس زين العابدين بن علي بالخصوص على الجهود المبذولة في مجال العناية بالمحميات الطبيعية مؤكدا على دورها في الحفاظ على التوازنات البيئية داخل المنظومات الغابية. وبلغ عدد هذه المحميات 44 محمية علما أن 4 محميات جديدة هي حاليا في طور الإدراج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو ومن أهمها الواحة الساحلية بقابس باعتبارها المحمية المتوسطية الساحلية الوحيدة في شكل واحة. واهتم سيادة الرئيس بتطور القطاع الغابي في تونس التي صنفها تقرير المنظمة الأممية للأغذية والزراعة (الفاو) ضمن البلدان الأوائل في المحافظة على الغطاء النباتي وكذلك بالدراسات التي كان أذن بها حول التغيرات المناخية وانعكاساتها على الموارد الطبيعية. واتجه اهتمام الرئيس زين العابدين بن علي على صعيد آخر إلى برنامج التشجير بالوسط الحضري وما تحقق من تقدم في اتجاه بلوغ معدل 15 مترا مربعا من المساحات الخضراء للفرد الواحد مع موفى السنة الحالية. وقد تم تجاوز هذا المعدل العام في أغلب الولايات ليصل إلى 23،16 مترا مربعا إلى جانب استكمال برنامج إنجاز المنتزهات الحضرية بكل الولايات ليرتفع عددها إلى 36 منتزها. واطلع رئيس الدولة في هذا الإطار على مجسم لمركز السياحة الايكولوجية ببوقرنين الذي يحتوي على عدد هام من الأصناف النباتية بالإضافة إلى متحف ايكولوجي للتعريف بالمنتوج البيولوجي. وأكد سيادته على ضرورة تدعيم هذه الفضاءات وتعميمها بكامل الجهات كمتنفس لها وكفضاءات ترفيه لمتساكنيها. كما اطلع على عينات من آخر إصدارات وزارتي الفلاحة والموارد المائية والبيئة والتنمية المستديمة والمتعلقة خاصة بالتشجير والنباتات والتنوع البيولوجي والبحوث الغابية حول الحدائق الوطنية والمحميات الطبيعية.