رضا العزابي لعب في الترجي وترأس الإفريقي... والطاهر الملّيجي «مكشّخ» لكنه عمل كاتبا قارا للإفريقي تونس الصباح لما نتأمل في صفحات الرياضة التونسية تشدنا عدة حقائق بقدر ما هي مشوقة فإنها تنزع كل أشكال الإثارة لما يميزها من صفاء... فمهما بلغ التنافس حدته فان الجميع توحدهم الغاية والوظيفة الأساسية للرياضة ونحن إزاء دربي الترجي والإفريقي فإننا نجد انفسنا ازاء خفايا من الواجب التعريف بها حتى تتبين متانة الروابط لنبدأ بالمرحوم رضا العزابي الذي سبق له رئاسة النادي الإفريقي فهو لاعب سابق في الترجي الرياضي وله علاقة مصاهرة مع احد كبار الترجي في السبعينات وهو فتحي فارح . ولما نزيد تبيانا في العلاقة الإفريقية الترجية نجد اللاعب السابق للترجي الرياضي علي التواتي ( شهر باقندة ) قد تقمص ابناه خالد وسامي زي النادي الافريقي فيما كان ثالث الأشقاء حارس مرمى في الترجي... وهذه العائلة كانت تتنافس فوق الميدان والان في المدارج ويتواصل الأمر في المنزل وإذا كان الهادي حمودية من أقطاب النادي الإفريقي كلاعب ثم كمسير فان شقيقه محمود كان له دور فعال في الترجي كأمين مال في الستينات وحتى مطلع السبعينات قبل أن يتولى أمانة المال الحاج كيلاني كيلاني إلى جانب شقيقه عبدالحميد ككاتب عام. ولعل من ابرز العائلات التي انتمت إلى الفريقين في ذات الوقت وتولت رئاستهما نجد عائلة زهير... اذ نذكر جيدا أن المرحوم فتحي زهير كان رئيسا للإفريقي فيما تولى شقيقه المرحوم المنصف زهير رئاسة الترجي وهي المهمة التي تولاها ابنه عزيز. وإذا كان عبدالجبار مشوش نجما في الترجي فان شقيقه رضا كان من أعمدة النادي الإفريقي... تماما مثل ابن خالتهما احمد بوعجيلة وهو من ركائز النادي الإفريقي في الستينات بالخصوص وحاليا إذ نجد كمال ايدير على رأس النادي الإفريقي فانه تربى في حي باب سعدون المنسوب إلى الترجي الرياضي كما نجد شقيقه نورالدين... مكشخ حتى النخاع كما نجد في عائلة بن يحي كلا من خالد(في الترجي) ووسام (في الإفريقي) كما سبقهما يوسف بن يحي في الاتحاد التونسي والملعب التونسي . ولعله من أطرف القصص التي ربما يتعرف عليها الجمهور العريض لأول مرة أن طارق ذياب كاد ينتمي إلى النادي الإفريقي فلما كان في جمعية أريانة كانت كل الفرق راغبة فيه كما أن الحارس العملاق الصادق ساسي (عتوقة) كاد بدوره ان يلتحق بالترجي الرياضي ولازال عامر البحري شاهدا على القصة التي تعود إلى سنة 1958 والصادق عتوقة هو من روى لي القصة بحضور شاهد عيان الذي زادني تفاصيل... و إذا كان يعلم الجميع أن عم الطاهر المليجي (باللمارة صاحب البرامج الفنية) من عشاق الترجي فقد عمل كاتبا قارا للنادي الإفريقي وهي الخطة التي كان يضطلع بها في الترجي إلى غاية سنة 1974 وهو ما يختزل صفاء العلاقة التي لا تؤثر فيها نتيجة أي دربي عابر