تمثل الجغرافيا وأدب الرحلات وسيلة من وسائل التعريف بالنفس وإضاءة منزلة الآخر... وقد تميزت الحضارة العربية-الإسلامية في هذا الصنف من الإنسانيات وضمت العديد من الرحالة أبرزهم إبن بطوطة، مما يجعل إقامة مسابقة فيها من علامات المحاورة... والجوائز التي أعلن عنها المركز العربي للأدب الجغرافي وسيلة من وسائل التحفيز على إضاءة الأنا وكشف الآخر... عرض للجوائز. أعلن «المركز العربي للأدب الجغرافي - ارتياد الآفاق» ومقره أبو ظبي ولندن، نهاية الأسبوع الماضي إن الفائزين بجائزة إبن بطوطة (1304/1377) لأدب الرحلة التي يمنحها منذ عام 2003 هم: سميرة انساعد والخامسة علاوي وبورايو عبد الحفيظ وعبد الناصر خلاف من الجزائر ومن المغرب نزيهة الجابري وعبد القادر سعود وعبد الحفيظ ملوكي إضافة للمصريين عمرو عبد العزيز منير وسعد القرش والسعودي عبدالعزيز بن حميد الحميد والعراقي وارد بدر السالم والأردني أمجد ناصر واليمني عبد الله السريحي والسوري المقيم في غرناطة عاصم الباشا فيما لم نعلم إن كان هناك من التونسيين من ترشح لنيلها في أحد من الأبواب التالية وهي تحقيق الرحلات والدراسات في أدب الرحلة والرحلة المعاصرة والرحلة الصحافية واليوميات. وأضاف البيان إن الأعمال الفائزة جاءت من بين 130 مخطوطاً من 14 بلداً عربياً بعد دمج مسابقتي 2008 و2009 معاً. حيث فاز بجائزة "تحقيق الرحلة" أربعة أعمال هي "أنس الساري والسارب من أقطار المغارب إلى منتهى الآمال والمآرب وسيد الأعاجم والأعارب" 1040 ه لأبي عبد الله محمد بن أحمد القيسي الشهير بالسراج وحققها المغربي عبد القادر سعود و"حلة الناصرية" لأبي العباس أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي، وحققها المغربي عبدالحفيظ ملوكي. و"مسلية الغريب.. رحلة إلى أمريكا الجنوب 1864" لعبد الرحمن البغدادي، وحققها الجزائري عبد الناصر خلاف. و"من مصر إلى صنعاء... رحلة في بلاد اليمن العربية السعيدة... 1927" لنزيه مؤيد العظم، وحققها اليمني عبد الله السريحي. أما جائزة ابن بطوطة للدراسات فبها ستة أعمال هي "الرحلة السفارية... من الائتلاف إلى الاختلاف... مساهمة في التأسيس الديبلوماسي المغربي" للمغربية نزيهة الجابري و"الرحلات الجزائرية إلى المشرق... دراسة في النشأة والتطور والبنية" للجزائرية سميرة انساعد. و"مصر والعمران في كتابات الرحالة والموروث الشعبي خلال القرنين السادس والسابع الهجريين" للمصري عمرو عبدالعزيز منير. و"ابن بطوطة وجهوده اللغوية الجغرافية... ألفاظ الأطعمة والأشربة نموذجاً" للسعودي عبد العزيز بن حميد الحميد و"مدينة قسنطينة في أدب الرحلات" للجزائري بورايو عبد الحفيظ و"العجائبية في أدب الرحلات... رحلة ابن فضلان نموذجاً" للجزائرية الخامسة علاوي. فيما يخص الرحلة المعاصرة التي تمنح لأفضل كتاب في أدب الرحلة يضعه كاتب معاصر، فقد فاز بها كتاب "سبع سماوات... رحلات في مصر والجزائر والعراق والمغرب وهولندا والهند" للمصري سعد القرش، وكتاب "الهندوس يطرقون باب السماء... رحلة إلى جبال الهمالايا الهندية" للعراقي وارد بدر السالم. من جانبها كانت جائزة الرحلة الصحافية التي تمنح لعمل عن رحلة تقصد قراءة مكان أو ظاهرة أو أحوال في منطقة أو بلد في العالم، فقد ذهبت إلى كتاب "الخروج من ليوا... رحلة في ماضي أبو ظبي وحاضرها وديار الشحوح" للشاعر الأردني أمجد ناصر، رئيس تحرير القسم الأدبي ليومية "القدس العربي". أما جائزة اليوميات التي تمنح لعربي يقوم برحلة عبر ترجمته الذاتية تأخذنا إلى مكان غريب فقد ذهبت إلى كتاب "الشامي الأخير في غرناطة... دفتر يوميات" وهي من وضع للتشكيلي السوري عاصم الباشا. وستنشر الأعمال الفائزة بالتزامن مع توزيع الجوائز في افتتاح «ندوة الرحالة العرب والمسلمين» أواسط العام المقبل، وقد علق الشاعر السوري نوري الجراح، وهو المشرف على المركز وجائزته من إن الجزائر ومصر "برزا كمنافسين علميين للمغرب الذي دأب في كل عام على أخذ حصة الأسد من الجائزة"، منوها إلى فوز ثلاث سيدات بالجائزة هذا العام. فيما أضاف راعي المركز وجائزته، الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي في ذات البيان، إن الندوة المقبلة ستحتفي بالمنجز الذي قدمه "المركز العربي للأدب الجغرافي - ارتياد الآفاق" خلال عشر سنوات على تأسيسه وأن العام المقبل سيشهد الصدور الرسمي لمجلة "الرحلة" الشهرية التي ستعنى بأدب السفر وبالعلاقة مع الآخر في زمن نرى "شيطنته" مع انغلاق على النفس خطير لا يمكن أن يؤديان إلا إلى التطاحن... فالجغرافيا اليوم وأدب الرحلات هما من عناصر الانفتاح والتلاحق ومن المؤسف أن نرى تقلص ساعات هذه المواد الإنسانية في المعاهد والجامعات العربية كما الغربية.