أحيا المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون «بيت الحكمة» مساء الثلاثاء 24 فيفري الذكرى المائوية السابعة لميلاد الرحالة المغاربي الكبير ابن بطوطة. ومن أهم المداخلات كانت محاضرة الأستاذ حمادي المسعودي «صورة الآخر في رحلة ابن بطوطة الافريقية» ومحاضرة الأستاذ عبد الرزاق المجبري «التجربة الصوفية في رحلة ابن بطوطة» ومحاضرة الأستاذ محمد بن شريفة عضو الأكاديمية المغربية «رحلة موازية لرحلة ابن بطوطة». سعى الأستاذ محمد الجويلي من خلال مداخلته «الأخر مبتكرا : ملاحظات حول رحلة ابن بطوطة الافريقية» الى تحسس المسار الذي بناه هذا الرحالة الذي يلقب بشمس الدين ووليد طنجة في رحلته الافريقية من سجلماسة في اتجاه الصحراء الكبرى منطلقا من سؤال مركزي مفاده ما هو المنظر الذي يحرك ابن بطوطة وهو يصف الآخر؟ يقول الأستاذ محمد الجويني : «الفرضية التي نعتمدها في هذه المحاولة هو أن ابن بطوطة لم يبلغنا ولم يقدم لنا ما هو موجود في افريقيا السوداء، بل على العكس رغب في اظهار ما لم يرغب في مشاهدته هذا يعني أن عملية الرؤية أي النظر نظمت بطريقة لا نرى فيها نحن كقراء على الأقل إلا الشيء الذي لم يكن ابن بطولة يستسيغه إذ ليست التجربة المعاشة بتفصيلها هي نفسها المكتوب نصا». وللتأكيد على هذه الفرضية والتي تتمثل في رغبة ابن بطوطة في ذكر ما لم يستسغه يستعين الأستاذ محمد الجويلي بملاحظات أهمها أن أغلب المقولات التي تلخص رحلته إلى هذه الأماكن سلبية بل حتى المقولات الوصفية الايجابية على قلتها بدى مركزها الأساسي صاحب الرحلة أي أنها أتت إيجابية لأنها لها علاقة مباشرة بابن بطوطة. المقولات الوصفية السلبية ويكشف الأستاذ عن المقولات الوصفية السلبية لإبن بطوطة حول الجزء الافريقي يقول «خلال قرية دخلها بن بطوطة وتعد ضمن المجال الافريقي وهي قرية بنغازي قال عنها «هي قرية لا خير فيها وعلى حقارة»... بل وفي كل مرة تشده مشاهد عجيبة وغريبة مثل تفوق الرجال على النساء وانتساب الأبناء لأخوالهم وقلة التدبير التي تصل حد السذاجة وعراء النساء أمام السلطان وأكل لحم الجيف، وأكل اللحم الآدمي..». مقولات وصفية أكثر من سلبية ترجمه ببعض الكلمات «عجب من سوء أدبه»، «ضعف عقولهم»، «تعظيم الشيء الحقير» وما ينتمي اليه صاحب هذه المداخلة أن ابن بطوطة في رحلته الافريقية : «وصف أشياء لم يرغب في رؤيتها لأنها تتصادم مع مرجعيته الثقافية والدينية حيث يصبح صاحب الرحلة هو مركز الأحداث يقيمها وفق رؤيته الخاصة ثم يصدر حولها أحكاما. وتقاس الأشياء لديه استجابة لرؤيته وحتى لرغباته الذاتية». لكن الواضح أيضا أن المقولات الايجابية رغم قلتها تسجل حضورها في رحلة ابن بطوطة الافريقية «فمن أفعالهم قلة الظلم، فهم أبعد الناس عنه».