تونس - الصباح: كثيرون ممن شاهدوا صور زيارة رئيس الجمهورية أول أمس إلى منطقة سيدي حسين لم يتبينوا جيدا ملامح المنطقة التي بدت مختلفة لدى من يعرفها جيدا. يمكن للأطفال اليوم في سيدي حسين وكما رصدت ذلك عدسة «الصباح» اللعب في فضاء ترفيهي لائق وسط العشب الأخضر ويمكن للشباب ممارسة هوايته والولوج إلى التكنولوجيا ضمن مركب شبابي ورياضي عصري بكل ما تحمله الكلمة من معنى يحتوي على فضاءات للأنشطة العلمية والترفيهية واللغات تحت اشراف منشطين ومكونين في المجالات المذكورة،إلى جانب قاعة مغطاة للألعاب الفردية متعددة الاختصاصات. يقول نبيل المناعي من متساكني المنطقة أن الأرض التي أقيم عليها الفضاء الترفيهي والمركب الشبابي والرياضي والذي يحتضن اليوم أطفال وشباب المنطقة كانت بالأمس مصبا للفضلات ومرتعا للقطط والكلاب السائبة... ويضيف نبيل «...كنا نفتقد لأبسط المقومات فلم يكن هناك تنوير عمومي ولا قنوات لتصريف المياه... لكن اليوم أدخلت على المنطقة تحسينات هامة لا نملك إلا أن ننوه بها لأنها ساهمت في تحسين ظروف عيش عدد من متساكني سيدي حسين...» من جهته يؤكد مختار أحد متساكني المنطقة أن أحدا لم يكن يتوقع أن تشهد منطقة سيدي حسين مثل هذه الانجازات لكنها أصبحت اليوم حقيقة وغيرت وجه المنطقة بالأكمل حتى الذي لا يعرف منطقة سيدي حسين في السابق ولا يمكنه تبين الفرق بين الأمس واليوم فيكفي أن يقارن بين الأحياء التي شملها البرنامج الرئاسي للإحاطة بالأحياء الشعبية المحيطة بالمدن الكبرى وبين تلك المبرمجة خلال المرحلة المقبلة وسيتبين الفرق بكل وضوح. تعتبر أحلام بدورها ان البرنامج الرئاسي قد ساهم في تغيير وضعية متساكني الأحياء التي شملتها التدخلات وتطالب أحلام بالمزيد على غرار تدعيم النقل العمومي بحافلة إضافية في ظل ما توفر من طرقات معبدة كانت بالأمس حلما بعيد المنال في نظرها ونظر الكثير من متساكني المنطقة... أكثر من 45 مليون دينار من ناحيته، يشيرالسيد الطاهر بن عمارة رئيس مشاريع التجديد والتهذيب العمراني بولاية تونس أن إقرار برنامج الإحاطة بالأحياء الشعبية المحيطة بالمدن الكبري والعاصمة بصفة خاصة، كان قد أعلن عنه رئيس الجمهورية اثر الزيارة الفجئية لمنطقة سيدي حسين خلال سنة 2007 وضم البرنامج 6 أحياء حيث فاقت الاستثمارات الجملية للمرحلة الأولى والثانية للبرنامج 45 فاصل 735 مليون دينار . وشملت المرحلة الأولى منطقة الجيارة 1 وتهم المرحلة الثانية 5 أحياء هي الجيارة 2 والجيارة العليا وحي 20 مارس وحي 25 جويلية بالإضافة إلى حي المدرسة وتم التدخل على مستوى البنية الأساسية (7,1م د للمرحلة الأولى وأكثر من 12 م د للمرحلة الثانية) بانجاز قنوات للصرف الصحي وقنوات لتصريف مياه الأمطار و تعبيد الطرقات. وعلى مستوى التجهيزات الجماعية( 400ألف دينار للمرحلة الأولى و 800 ألف دينار للمرحلة الثانية) حيث تم احداث مناطق خضراء ومناطق ترفيه للأطفال وملاعب. وشملت المرحلة الأولى والثانية كذلك التدخل لتحسين واجهات المنازل وتمكين المواطنين من مساعدات لتحسين مساكنهم باستثمارات ناهزت( 200ألف دينار في المرحلة الأولى و600 ألف دينار في المرحلة الثانية). قرية حرفية وجه آخر من انجازات برنامج الإحاطة بالأحياء الشعبية شمل توفير مواطن الرزق من خلال إحداث 3 قرى حرفية (واحدة ضمن المرحلة الأولى بقيمة استثمارات 500 ألف دينار و2 قرى ضمن المرحلة الثانية من البرنامج بقيمة استثمارات 1 مليون دينار) ويضيف السيد الطاهر بن عمارة أن البرنامج ساهم كذلك في بعث عدد من المشاريع لفائدة متساكني المنطقة حيث خصصت المرحلة الأولى من البرنامج 3 فاصل 6 مليون دينار لبعث المشاريع وبلغت المبالغ المرصودة ضمن المرحلة الثانية لفائدة القروض وخلق مواطن الشغل حوالي 6 مليون دينار. ويشير الطاهر الكردي حرفي في صناعة «القبقاب» منتصب في القرية الحرفية الجديدة منذ حوالي 3 أشهر أنه يأمل أن يساهم المحل الذي حصل عليه في مزيد التعريف بنشاطه وجلب المزيد من الحرفاء لا سيما وأنه كان في السابق يمارس حرفته في منزله. بدوره كان زهير الورتاني (حرايري) ينشط في منزله قبل أن يتحول اليوم إلى المقر الذي يتسوغه داخل القرية الحرفية وبعد حصوله أيضا على قرض من ديوان الصناعات التقليدية لتوفير التجهيزات الضوررية لممارسة نشاطه. يقول زهير أن طموحاته كبيرة لتوسيع مشروعه وتشغيل عدد من الشباب معه رغم أن عائدات حرفته اليوم ليست وفيرة في ظل تراجع الاقبال على اقتناء «السفساري». ماعرفته سيدي حسين من تحول أقل ما يقال عنه أنه نابع من إرادة تغيير نحو الأفضل تنطلق من البنية الأساسية ومن الظروف المعيشية لتصل إلى تغيير العقلية والسلوك والنظرة إلى المستقبل بأكثر أمل وطموح. وتختصر هذه الكلمات جولة «الصباح» التي قامت بها أمس في سيدي حسين في محاولة للقرب أكثر من الملامح الجديدة للمنطقة ومن الانجاز على أرض الواقع الذي رسمه مشروع أو برنامج الإحاطة بالأحياء الشعبية المحيطة بالمدن الكبرى والذي سيتواصل انجاز بقية أجزائه إلى حدود2012 ، لاسيما بعد ما اتخذه الرئيس بن علي من اجراءات بمناسبة الذكرى 22 للتحول ستتمتع بموجبها سيدي حسين بمشروعين إضافيين للتدخل في حي النسيم بقيمة 7 فاصل 3 مليون دينار وفي منطقة بيرين باستثمارات تناهز 7 فاصل 15 مليون دينار.وتشير الجهات المعنية بالانجاز أنه تم الانتهاء من إعداد دراسات البنية الأساسية الخاصة بالمشروعين.