تونس الصباح تتميز انطلاقة موسم الزراعات الكبرى هذه السنة بالارتفاع المسجل في المساحات المبذورة التي ناهزت 980 الف هك الى غاية هذا الاسبوع بزيادة هامة في المساحات المنجزة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. الاقبال المتزايد على البذر يأتي في ظرف يتسم ب«مواجهة بعض الصعوبات المناخية نتيجة نقص وتأخر الامطار» وفق ما تم تداوله من معطيات حول موسم الحبوب في الاجتماع الدوري الاخير للمكتب التنفيذي للمنظة الفلاحية. ويبقى الامل قائما لتدارك نقص الغيث من خلال الهطولات الاخيرة المتفرقة والمنتظرة خلال الفترات القادمة. على ان بعض المصادر الفلاحية من جهة المنتجين كما الادارة قللت نسبيا من حدة تأثيرات الوضع المناخي الذي لازم الانطلاقة الاولى للموسم لاسيما طوال النصف الثاني من نوفمبر تفاؤلا من جهة بالقادم من امطار الخير ولاستغلال جانب اخر من المزارعين من جهة اخرى للهدنة في تحضير الارض واعدادها للبذر وتوفير حاجياتهم من البذور سيما وان موسم البذر متواصل وممتد في الزمن بتفاوت حسب جهة الانتاج وهو لئن يستمر الى موفى ديسمبر في البعض منها فانه في بعض مناطق الشمال يمكن ان يتأخر الى منتصف جانفي. وتبقى عموما نسبة الامطار المسجلة من سبتمبر الى غاية هذه الفترة مقارنة بالمعدل العادي قريبة من المعدل ببلوغها 94 في المائة مع تميز بتفاوت بين المناطق. تكيف وتأقلم يدفع بنا الحديث عن العوامل المناخية الى التطرق لمسألة اوسع واشمل تتعلق باللخبطة والتداخل في التوزيع الزمني للفصول وللمواسم الفلاحية كنتاج لظاهرة التقلبات المناخية بافراز ما يشبه الانزلاق في وتيرة الفصول وخصوصياتها المناخية الطبيعية عبر امتداد الصيف الى فترة متقدمة من الخريف وتأخر الشتاء.. ومعايشة عوامل الحر في عز فترات البرد المألوفة بما يدعو للتساؤل عن مدى تكيف الفلاح معها ومدى اقلمة نشاطه الزراعي مع الوضع المناخي المستجد. المعطيات المتوفرة لنا في هذا المجال تفيد بان المنتج التونسي اكتسب من الوعي حول التحديات المتصلة بالتقلبات المناخية ما جعله قادرا على تكييف عمله مع متطلباتها والتعاطي مع الفلاحة بعقلية المستثمر المحترف والباحث عن المردودية المجزية من هذا المنطلق اصبح لا يتردد حسب احد الخبراء في الشأن الفلاحي في تنظيم اجندا عمله الفلاحي بطريقة مدروسة والقيام بعمليات البذر بعد احكام الاستعداد لها ويشكل الاقبال الهام هذا الموسم على التزود بالبذور الممتازة والتوسع في المساحات المبذورة خير دليل على هذا التفاعل والتعايش مع ظاهرة التقلبات المناخية. طلب متزايد على البذور الممتازة تشهد البذور الممتازة منذ بداية الموسم ارتفاعا مهولا في التزود بها واقبالا متزايدا وغير مسبوق على استعمالها كبديل للبذور العادية تجاوبا مع توجهات الدولة في تطوير انتاج الحبوب كما وكيفا وحرصا على الرفع من المردودية في ظل الاسعار المشجعة المتداولة في مستوى اسعار الحبوب. طفرة الاقبال جعلت حاجيات التزود تفوق الكميات المبرمجة من ذلك ان بنزرت تخطت السقف المبرمج لها بتوفير 31 الف قنطار مقابل 29 مبرمجة وتشهد في المقابل بعض الجهات ضغط طلب متزايد على هذا الصنف من البذور تسعى المصالح المختصة على معالجته وجعل الصنف الممتاز في متناول صغار الفلاحين.