الصباح- دبي- من مبعوثتنا الخاصة ليليا التميمي »فلسطين في دبي«... هذا أحد شعارات الدورة السادسة لمهرجان دبي السينمائي التي تشهد حضورا مهما لأعمال ولشخصيات سينمائية فلسطينية معروفة. كميشيل خليفي نصري حجاج (المقيم بتونس) رشيد مشهراوي محمد بكري وقائمة طويلة من المخرجين والممثلين الذين جاؤوا إما ممثلين للأعمال الفلسطينية المشاركة في المسابقات وإما ضيوفا وإما مشاركين في ندوات وحلقات نقاش حول السينما الفلسطينية خاصة والفن السابع بوجه عام . المرأة الفلسطينية هي الأكثر تأثرا بأوضاع الحياة الصعبة التي يرزح تحت وطأتها الوطن وهي الكائن الحساس القادر بصدقه وتجربته في الحياة على نقل واقع الصراع والتمزقات التي تعصف بأهل فلسطين، ولذلك كان اختيارنا للمخرجة مي مصري التي سبق لها أن زارت تونس في دورات عديدة من أيام قرطاج السينمائية حيث حصلت بعض أفلامها على جوائزها، أفلام وثائقية رصدت فيها مآسي الشعب الفلسطيني ومعاناة المرأة الفلسطينية كزوجة وأم وأخت وابنة من ويلات الاحتلال الإسرائيلي وهي الآن تدخل الدورة السادسة لمهرجان دبي كمشاركة في ورشة عمل للإنتاج العالمي لدعم الإنتاج السينمائي ومستشارة في مسابقة الأفلام الوثائقية وكمشاركة في ندوة موضوعها الأفلام الفلسطينية الوثائقية . مي مصري، وهي زوجة المخرج الوثائقي اللبناني الشهير »جان شمعون«، تستعد لخوض تجربتها الروائية الطويلة الأولى من خلال فيلم لم يتحدد عنوانه بعد سيتم تصويره بين فلسطين والأردن وكالعادة لن يخرج عن إطار القضية الفلسطينية . أنا أنتج إذن أنا موجودة سألنا مي مصري عن أهمية حضور الافلام الفلسطينية وصناعها في التظاهرات السينمائية الكبرى وهل استطاعت هذه التحركات أن تقدّم شيئا للقضية وأن تقنع العالم بعدالتها فأجابت بأن مثل هذه »الفرص تستغل على جبهتين... سينمائيا لأنها تشكل منبرا للتواصل مع الجمهور وتوفر إمكانية الاطلاع على تجارب الآخر إخراجا وتمثيلا... الميزة الثانية إنسانية إذ من المهم لكل الدول أن تكون سينماها واجهة للثقافة الحضارية ولتبادل القيم الإنسانية وفرصة لتعريف الآخرين بهموم وقضايا الوطن.. السينما قدمت بالفعل خدمات كثيرة للقضية فهي على الأقل قد ساهمت في تعرية وجه الاحتلال القبيح«... وعن سؤال حول أسباب الصحوة التي تشهدها السينما الفلسطينية وهذا الكم من المخرجين ومن الإنتاجات ومن الحضور الدائم في محافل الفن السابع الدولية قالت : »على الرغم من الوضع الصعب الذي تعيشه فلسطين والذي يفترض أن يؤثر سلبا على الإبداع الثقافي، فإن العكس هو الذي يحصل حيث أن السينما الفلسطينية في حالة نهوض ملفتة... هناك زخم في الإنتاج وتنقلات هنا وهناك للمبدعين... تفسيري لذلك أن المعاناة تولّد الإبداع كما أن الاحتكاك بالتجارب الأخرى كان له فضل كبير على تنمية خبرة السينمائيين. التونسية في عيون مي عندما تطرقنا للحديث عن المرأة وعن حضورها السينمائي قالت مي :» في فلسطين، هناك ظاهرة جميلة لا تتمثل فقط في ارتفاع عدد المخرجات وإنما لأن أفضل الأفلام باتت مقدّمة من الجنس اللطيف سواء في الروائي أو التسجيلي... أما عن تونس فأنا أحمل ذكريات وصورا جميلة عن السينما النسائية ويكفي الاستشهاد بمفيدة التلاتلي التي أعتبرها مرجعا في السينما النسائية العربية...هذا سينمائيا أما على وجه العموم فأنا جد منبهرة بما تحظى به المرأة التونسية من حقوق بل وأعتبرها أكثر النساء العربيات تمتعا بالحقوق ولا يفوتني كذلك أن أعترف أن حضور المرأة في المسرح التونسي يعدّ نموذجا في العالم العربي«.