من مبعوثنا الخاص إلى دبي، مالك السعيد بعد عرض فيلمه «أرض الحكاية» خلال فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي، توالت الاتصالات الهاتفية على إدارة المهرجان بحثاً عن المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي تناول في الفيلم قصة المنازل الفلسطينية الواقعة في محيط المسجد الأقصى، والصعوبات التي يواجهها المقدسيون في الحفاظ على الهوية العربية للمدينة المقدسة من خلال المرابطة في منازلهم التي تحتاج إلى ترميم وصيانة، ويحتاج بعضها إلى إعادة بناء أجزاء منها، والتي قد ينتهي بها الحال ضحية لمخططات التهويد بسبب ضيق ذات اليد. وتباحث جميع المتصلين مع رشيد مشهراوي سبل تقديم مساهماتهم السخية لمناصرة المقدسيين وتقديم الدعم المالي لترميم وصيانة المنازل العربية المحيطة بالمسجد الأقصى. «التونسية» اتصلت برشيد مشهراوي المقيم بيننا بتونس لإنهاء فيلمه الروائي الجديد بمشاركة المنتج الحبيب عطية وعلى الرغم من انهماكه في المونتاج فقد صرح لنا رشيد بما يلي «لقد سعدت بهذا التفاعل ليس مع فيلمي فقط كإبداع فني بل مع القضية التي يطرحها وهي قضية إنسانية سبق لي تناولها قبل سنوات في فيلم «خلف الأسوار» ومع الأسف «البيوت راحت مش موجودة قاعدين فيها مستوطنين» وآمل أن يكون تفاعل الجمهور العربي في الإمارات من مواطنين ومقيمين كفيلا بإنقاذ البيوت التي عرضتها في «أرض الحكاية» ودعم صمود المقدسيين الذين يتعرضون لضغوطات مختلفة ليخلوا تلك البيوت طوعا أو كرها». من جهته قال رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي عبد الحميد جمعة: «إنه لمن دواعي فخرنا أن يثير أحد الأفلام التي شاركت في «مهرجان دبي السينمائي الدولي» في دورته التاسعة هذا التفاعل الجماهيري العملي والمبادر، خصوصاً إذا ما علمنا أنه العرض العالمي الأول، وقد حظينا بشرف هذا التفاعل الجماهيري العفوي البنّاء الذي عكس الرسالة الأسمى لصناعة السينما بوجه عام، وتطور قدرات السينما العربية التي أضحت تستطيع مناصرة القضايا الوطنية الملحّة بشكل مباشر» وأضاف جمعة «أعتقد أنه أمر لا يحدث مع الكثير من الأفلام السينمائية على مستوى العالم، وقد نجح رشيد مشهراوي في تحقيق هذه المعادلة الصعبة من خلال فيلم وثائقي ذي رسالة قوية».