اعتدنا على عازفين أميين بالفطرة على آلة الزكرة وهذا ليس عيبا ، واعتدنا على احتكار الرجال لهذه الآلة شأنها شأن آلة المزود ... لكن المفاجأة على مستوى السبق هو ظهور أول «زكارة»، أي عازفة للزكرة في تونس وهي سمر بن عمارة... ويذكر أن سمر بن عمارة هي متحصلة على الأستاذية في الموسيقى، اختصاص ناي، وماجستير في الموسيقى وفيها اشتغلت على التراث الشعبي في محاولة لإعادة تنويته وتسجيله ... وبعد المحاولات السابقة ، يظل تاريخ 12 ديسمبر 2009 شاهدا على أول عرض كبير وخاص بسمر بن عمارة احتضنته دار الثقافة ابن رشيق وعنوانه «علاش لا» وفيه قدمت الزكرة كآلة سوليست في عرض موسيقي، وكرمت في هذا العرض أعلاما تميزوا بهذه الآلة الشعبية التونسية مثل إسماعيل الحطاب، حيث أخبرتنا سمر بن عمارة أنها أحبّت الزكرة من خلال أغنية «قداش نعاني ياعيشة» التي استمعت لها من الحطاب منذ مدة طويلة ... وقالت سمر بن عمارة أنها ستقدم الزكرة في فضاءات صوتية جيدة وثرية ورحبة بعيدا عن النظر إليها في علاقتها فقط بالأعراس والمناسبات العائلية ...وأضافت أن الزكرة بإمكانها أن تكون محور عرض خاص بها ككل الآلات الأخرى على غرار العود والناي والكمنجة والساكسوفون... بالرغم من صعوبة تنويتها وكتابتها الموسيقية... وببروز سمر بن عمارة على آلة الزكرة بعد هشام الخذيري على آلة المزود وهو الآخر متحصل على الماجستير في الموسيقى، قد تكون لآلات النفخ الشعبية التونسية آفاق أخرى في بيئتها التونسية أو في حوارها الموسيقي الواعي مع موسيقات أخرى بعيدا عن عقلية العربون الذي سادت لعقود وذهب ضحيتها بعض خريجي معاهد الموسيقى العليا والحال أنه من المفروض أن يقدم هؤلاء صورة أخرى للموسيقى التونسية ويمثلون أمل تنظيف الساحة الفنية وتطوير الموسيقى التونسية عوض الانخراط في تقاليد بائسة وتجارية صرفة... وفي هذا الصدد نذكر بما فعله العازف العالمي بايدرو مع المزود التونسي عندما دعاه رياض الفهري في عروض بتونس آخرها في اختتام مهرجان قرطاج ...2009 فهذا العازف الشهير في العالم والذي يعزف مع ياني أعطى لآلتنا المذكورة مناخات صوتية بعيدة عن الصخب المعهود وأحبّها الجميع منه حتى أولئك الذين يرفضون الاستماع لها شكلا ...إذن فأين العيب هل هو في الآلة أم في العازف والعقلية؟ وحيد عبدالله للتعليق على هذا الموضوع: