تونس-الصباح أصدر ديوان وزارة التربية والتكوين مؤخرا مذكرة تفيد بأن المتفقد العام للتربية يمكنه مستقبلا التنقل إلى جهة من الجهات للقيام بزيارة تفقد لأحد المربين بالمدارس الابتدائية بمعية أحد المتفقدين بتلك الجهة. وقد أثارت هذه المذكرة حفيظة المتفقدين، وذهب بعضهم للقول بأن المهام الجديدة للمتفقد تشكك ضمنيا في قدرة المتفقد على تقييم المدرسين الراجعين له بالنظر، بل إنه سيعود بالسلب على المنظومة التربوية برمتها. وقد علمت «الصباح» وفق مصادر نقابية، أن نقابة متفقدي التعليم الأساسي عقدت أول امس الجمعة اجتماعا للغرض بمقر اتحاد الشغل لمناقشة مضمون المذكرة. وذلك بعد سلسلة من اجتماعات عقدتها بعض النقابات الجهوية لمتفقدي الأساسي. وقد أكد السيد الزمجاري الزمجاري كاتب عام نقابة متفقدي الأساسي في اتصال مع «الصباح» أن الاجتماع تناول فعلا فحوى المذكرة الصادرة عن ديوان وزارة التربية والتكوين، واتخذ موقفا رافضا للإجراء المتعلق بمصاحبة المتفقد العام للتربية للمتفقد بالجهة أو المؤسسة التربوية موضع نظره. وانتقد الزمجاري الإجراء الجديد الذي يتخذ لأول مرة ووصفه بانه يكرس فكرة »تفقد المتفقد« وينتقص من قيمة المتفقد وفق تعبيره، مضيفا بأنه »يتنافى مع النظام الأساسي لهيئة التفقد البيداغوجي، كما يتنافى حتى مع النظام الأساسي للوظيفة العمومية«. وأوضح بأن المتفقدين العامين يكلفون بمهام وطنية عامة من قبيل إجراء بحوث بيداغوجية، وتكوينية ذات علاقة بالمنظومة التربوية. خلافا للمتفقد الذي من المفروض أن يكون لديه إلمام أكثر بمسار كل مدرس وظروف الدراسة بالجهة التي يعمل فيها.. وأشار كاتب عام متفقدي التعليم الأساسي أن النقابة ستصدر يوم غد على أقصى تقدير بيانا تعرب فيه عن رفضها لفحوى المذكرة وتدعو فيها وزارة الإشراف إلى سحبها وتغييرها..