بدأ العد التنازلي لغروب شمس سنة 2009 لتنسلّ الأيام إنسلالا ونودع آخر لحظاتها وإذا كان مأسوف على احتضارها ورحيلها بالنسبة للبعض فاننا نستعجل دخولها في صفحات التاريخ لسبب بسيط وهو لعل عجلة الزمن تنفخ في العقول بمجرد دخولنا في السنة العاشرة من العشرية الأولى للألفية الثالثة... أقول هذا الكلام لأن أزمة الأفكار بلغت ذروتها سنة 2009 حيث شحّ الابداع وغاب الابتكار في اغلب المجالات الثقافية ومانتمناه ان تتخلص العقول من جمودها وتكلسها في عام جديد يعلق عليه كل سكان المعمورة آمالا عريضة وأن لا نظل نعيش فقط بالتمني وكأننا خارج كوكب الأرض. أمنية ليست ككل الأماني في حلقة أمس الأحد من برنامجها على الاذاعة الوطنية استضافت المنشطة لطيفة غراد مجموعة من أطفال القمر الى جانب بقية الاطفال ولئن اختلفت أماني الأطفال بالنسبة للسنة الجديدة من النجاح والتفوق الى السفر وزيارة المواقع الأثرية فان أمنيات أطفال القمر كانت مختلفة كليا كان همهم الأول تغيرّ نظرة المجتمع تجاههم فينصتوا إليهم ليفضفضوا عن همومهم جراء معاناتهم داخل المؤسسات التربوية وخارجها فالجميع يعاملهم وكأنهم نزلوا من كوكب آخر وما شدني في هذه الحصة ان لطيفة غراد بثت لهم أغنية كتبت لهم خصيصا للرفع من معنوياتهم ودخول العام الجديد بروح تفاؤلية في انتظار فرج قد يأتي بابتكار دواء فعال يزيح عن براءتهم الأتعاب والهموم. تصفية القلوب أم تكبير النفوس من ابرز أهداف برنامج «عندي مانقلك» المصالحة وتصفية القلوب الا أنه في بعض الأحيان تفضي الاستضافات الى نتائج عكسية فبمجرد دخول الطرفين في المواجهة واللحظات الحاسمة يشتد غالبا النقاش وتتحول المسألة الى مناوشة كلامية فتخرج العبارات كالرصاص الذي يعمّق الجراح أكثر لتزداد المشكلة تعقيدا ولا نتحدث عن نشر الغسيل والأسرار التي تسيء الى الشخص أي أنه جاء ليصالح فيخرج من البرنامج أحيانا بصورة مهزوزة تؤثر على علاقاته الاجتماعية وتزداد الهوة أكثر بينه وبين الطرف المقابل بشكل يستحيل معه تضميد ومداواة الجراح ثم أريد أن أسأل هنا لماذا لا يتم حذف وقص كل ما من شأنه أن يسيء الى الأشخاص أثناء عملية المونتاج بعيدا عن الاثارة؟ ليلة «الراب» في الحلقة الأخيرة من منوعة «موزيكا وفرجة» استضاف الثنائي خلف الله الخلصي واسماء بالطيب لطفي العبدلي كضيف رئيسي فكان كعادته تلقائيا... عفويا... صريحا... جريئا وجاهر بمواقفه تجاه عديد المسائل وكان في كل مرة يسمي الاشياء بمسمياتها فأكد أنه بامكانه منافسة «جاد المالح» و«التكوير» به على حد تعبيره لو توفرت له كل الظروف مناصفة معه كما وصف الدور الذي أداه ظافر العابدين في فيلم «الدواحة» ب «التافه» وأشار الى انه نصح الثنائي حاتم بالحاج وصلاح الدين الصيد بعدم انجاز الجزء الاخير من «شوفلي حل» باعتباره كان مجازفة خاسرة... لطفي كان سعيدا الى حد الانتشاء باستضافة صديقيه الشاب بلطي الذي صنع الحدث هذه السنة بصعود الراب على ساحة عشرات المهرجانات وزميله مهدي «ار تو آم» فكانت ليلة الراب التي تفاعل معها جمهور المنوعة لكن السؤال المطروح هنا هل ان المشرفين على المنوعة استضافوا هذا الثنائي بناء على رغبة لطفي العبدلي أم لاقتناعهم التام بتغيرّ المعادلة وجماهيرية «الراب»؟ «ميقالو» شهدت سنة 2009 ميلاد نجم جديد في التقليد استطاع أن يشد الاهتمام بموهبته التي كانت بالامس القريب فقط مقبورة... حقق في ظرف وجيز شهرة لم يحققها غيره في مجال الغناء... أصبح مستمعو اذاعة موزاييك ينتظرون فقراته اليومية بلهفة... انه «ميقالو» من خلال فقرته «سايس خوك» هذا الشاب الذي هزم في وقت قياسي جلول الجلاصي وكل الذين يدعون النجومية في التقليد وما أعجبني في وسيم الحريسي ذكاءه في كتابة نصوصه وانتقائه للمواضيع التي يرى فيها التونسي نفسه وهذا الذكاء الذي أظهره الى حد الآن يجب أن يوظفه في خطواته القادمة ومما لا شك فيه ان ظهور هذه الموهبة يثبت ان مئات المواهب مازالت مقبورة ومطمورة تنتظر الفرص والمجال لاثبات وجودها. محمد صالح الربعاوي للتعليق على هذا الموضوع: [email protected] بكل مودة أفكار وابتكار بدأ العد التنازلي لغروب شمس سنة 2009 لتنسلّ الأيام إنسلالا ونودع آخر لحظاتها وإذا كان مأسوف على احتضارها ورحيلها بالنسبة للبعض فاننا نستعجل دخولها في صفحات التاريخ لسبب بسيط وهو لعل عجلة الزمن تنفخ في العقول بمجرد دخولنا في السنة العاشرة من العشرية الأولى للألفية الثالثة... أقول هذا الكلام لأن أزمة الأفكار بلغت ذروتها سنة 2009 حيث شحّ الابداع وغاب الابتكار في اغلب المجالات الثقافية ومانتمناه ان تتخلص العقول من جمودها وتكلسها في عام جديد يعلق عليه كل سكان المعمورة آمالا عريضة وأن لا نظل نعيش فقط بالتمني وكأننا خارج كوكب الأرض. أمنية ليست ككل الأماني في حلقة أمس الأحد من برنامجها على الاذاعة الوطنية استضافت المنشطة لطيفة غراد مجموعة من أطفال القمر الى جانب بقية الاطفال ولئن اختلفت أماني الأطفال بالنسبة للسنة الجديدة من النجاح والتفوق الى السفر وزيارة المواقع الأثرية فان أمنيات أطفال القمر كانت مختلفة كليا كان همهم الأول تغيرّ نظرة المجتمع تجاههم فينصتوا إليهم ليفضفضوا عن همومهم جراء معاناتهم داخل المؤسسات التربوية وخارجها فالجميع يعاملهم وكأنهم نزلوا من كوكب آخر وما شدني في هذه الحصة ان لطيفة غراد بثت لهم أغنية كتبت لهم خصيصا للرفع من معنوياتهم ودخول العام الجديد بروح تفاؤلية في انتظار فرج قد يأتي بابتكار دواء فعال يزيح عن براءتهم الأتعاب والهموم. تصفية القلوب أم تكبير النفوس من ابرز أهداف برنامج «عندي مانقلك» المصالحة وتصفية القلوب الا أنه في بعض الأحيان تفضي الاستضافات الى نتائج عكسية فبمجرد دخول الطرفين في المواجهة واللحظات الحاسمة يشتد غالبا النقاش وتتحول المسألة الى مناوشة كلامية فتخرج العبارات كالرصاص الذي يعمّق الجراح أكثر لتزداد المشكلة تعقيدا ولا نتحدث عن نشر الغسيل والأسرار التي تسيء الى الشخص أي أنه جاء ليصالح فيخرج من البرنامج أحيانا بصورة مهزوزة تؤثر على علاقاته الاجتماعية وتزداد الهوة أكثر بينه وبين الطرف المقابل بشكل يستحيل معه تضميد ومداواة الجراح ثم أريد أن أسأل هنا لماذا لا يتم حذف وقص كل ما من شأنه أن يسيء الى الأشخاص أثناء عملية المونتاج بعيدا عن الاثارة؟ ليلة «الراب» في الحلقة الأخيرة من منوعة «موزيكا وفرجة» استضاف الثنائي خلف الله الخلصي واسماء بالطيب لطفي العبدلي كضيف رئيسي فكان كعادته تلقائيا... عفويا... صريحا... جريئا وجاهر بمواقفه تجاه عديد المسائل وكان في كل مرة يسمي الاشياء بمسمياتها فأكد أنه بامكانه منافسة «جاد المالح» و«التكوير» به على حد تعبيره لو توفرت له كل الظروف مناصفة معه كما وصف الدور الذي أداه ظافر العابدين في فيلم «الدواحة» ب «التافه» وأشار الى انه نصح الثنائي حاتم بالحاج وصلاح الدين الصيد بعدم انجاز الجزء الاخير من «شوفلي حل» باعتباره كان مجازفة خاسرة... لطفي كان سعيدا الى حد الانتشاء باستضافة صديقيه الشاب بلطي الذي صنع الحدث هذه السنة بصعود الراب على ساحة عشرات المهرجانات وزميله مهدي «ار تو آم» فكانت ليلة الراب التي تفاعل معها جمهور المنوعة لكن السؤال المطروح هنا هل ان المشرفين على المنوعة استضافوا هذا الثنائي بناء على رغبة لطفي العبدلي أم لاقتناعهم التام بتغيرّ المعادلة وجماهيرية «الراب»؟ «ميقالو» شهدت سنة 2009 ميلاد نجم جديد في التقليد استطاع أن يشد الاهتمام بموهبته التي كانت بالامس القريب فقط مقبورة... حقق في ظرف وجيز شهرة لم يحققها غيره في مجال الغناء... أصبح مستمعو اذاعة موزاييك ينتظرون فقراته اليومية بلهفة... انه «ميقالو» من خلال فقرته «سايس خوك» هذا الشاب الذي هزم في وقت قياسي جلول الجلاصي وكل الذين يدعون النجومية في التقليد وما أعجبني في وسيم الحريسي ذكاءه في كتابة نصوصه وانتقائه للمواضيع التي يرى فيها التونسي نفسه وهذا الذكاء الذي أظهره الى حد الآن يجب أن يوظفه في خطواته القادمة ومما لا شك فيه ان ظهور هذه الموهبة يثبت ان مئات المواهب مازالت مقبورة ومطمورة تنتظر الفرص والمجال لاثبات وجودها. محمد صالح الربعاوي للتعليق على هذا الموضوع: