تونس الصباح: احتضن صالون مقر السفير الفرنسي بتونس، أول أمس باقة هامة ومضيئة من رجالات الفن بتونس وذلك بمناسبة توسيم البعض من علامات المسرح التونسي من طرف الحكومة الفرنسية. ممثلة في شخص وزير الثقافة والاتصال فريديريك ميتران، وكان ذلك بحضور رؤوف الباسطي وزير الثقافة التونسي... وقد تم بالمناسبة توسيم كل من جليلة بكار والفاضل الجعايبي وزينب فرحات وتوفيق الجبالي من طرف وزير الثقافة والاتصال الفرنسي فريديريك ميتران، بحضور وزير الثقافة التونسي رؤوف الباسطي ومجموعة كبيرة من وجوه الفن التونسي. وقف الوزير الفرنسي المعروف لدى عديد التونسيين لجهة اختيار اقامته في بلادنا (الحمامات) وهو المهووس فنيا وفكريا وثقافيا بتاريخ وحاضر تونس، وقف الوزير يستقبل ضيوفه مازحا مع هذا، متبادلا كلمات الود مع ذاك، .. وهي الطبيعة المعروفة عنه منذ كان فريديريك ميتران (وهو ابن أخ الرئيس الفرنسي السابق الاشتراكي فرنسوا ميتران) مديرا لقاعة عرض سينمائي باسم »مارلين« الى أن أخرج بعض الأفلام السينمائية في الصومال وتونس وافلاما أخرى وثائقية عن تونس اضافة الى عديد البرامج التلفزية الهامة.. كان الاحتفال مخصصا لتوسيم ثلة من علامات المسرح التونسي وهم الثنائي جليلة بكار/ الفاضل الجعايبي وزينب فرحات/ توفيق الجبالي اضافة الى الأخت الممرضة جوزيت بايو المقيمة بجهة الكاف... وفي كلمته الموجهة لجليلة بكار والفاضل الجعايبي نوه الوزير الفرنسي بالقيمة الفنية للثنائي في الاخراج والتمثيل والأداء وفي قيمته الفنية في سبيل »مسرح نخبوي للجميع«، في مفهوم الحرية التي ضمناها أعمالهما وعرج على مسرحية »خمسون« وتقديمها في نسختها العربية في مسرح »الأوديون« بباريس، وبعد أن وسمهما بوسام »فرسان الفنون والآداب«.. وحينما توجه الوزير ميتران الى كل من زينب فرحات وتوفيق الجبالي وصفهما بأنهما »ثنائي كبير آخر في المسرح التونسي (وعبر مسرح التياترو) أول مسرح خاص بتونس أصبحتما العنصر الفاعل الأساسي في الساحة المسرحية التونسية وكذلك على مستوى الرقص والسينما«. ثم أشاد الوزير بالنضال المدني لزينب فرحات وأضاء بصفة لا تخلو من روح الفكاهة بالمواقف الفنية (نصا واخراجا وتمثيلا) لتوفيق الجبالي وخاصة في سلسلة »كلام الليل«.. وقد حضرت اضافة الى وزير الثقافة والمحافظة على التراث رؤوف الباسطي عديد الشخصيات الفنية منها الفاضل الجزيري وأسامة فرحات وسهام بلخوجة وعائشة القرجي (وسمتا أمس) وممثلو بعض عناوين الصحف التونسية... »تونس أكبر من هذه الحكايات« وفي لقاء بممثلي الصحافة التونسية أجاب فريديريك ميتران باللباقة المعروفة عنه عن بعض الأسئلة الحرجة مثل رده علي سؤال حول التعويضات التي تطالب بها بعض مكونات المجتمع المدني عن الفترة الاستعمارية، أجاب بمعنى أنه ليس »وزيرا للمستعمرات«، بل أكثر من ذلك ليس هناك مطلب رسمي تونسي في هذا الغرض، مضيفا أن تونس أكبر بكثير من حكاية التعويضات... وفي رده عن سؤال حول اغتيال فرحات حشاد، أجاب الوزير بتهكم أن من قام بهذا الفعل المشين هي »جماعة اليد الحمراء أو السوداء«، مضيفا أن من يبحث عن الجواب عليه مشاهدة الفيلم الوثائقي الذي أنجزه عن استقلال تونس.. أما عن التعاون الثقافي التونسي الفرنسي، أجاب الوزير ميتران أنه سيعمل كل ما في وسعه لإعادة اقامة موسم تونس الثقافي بباريس، كذلك سيعمل على ايجاد حلول عملية لمسألة انتاج وتوزيع الأفلام التونسية ونشر المسرح التونسي.. وختم ذلك بقوله »إن معرفتي الشخصية بتونس نقلتها للفرنسيين دون أن يكون في ذلك أي تحيز أو تمييز«.. وأضاف »تضامني مع تونس تام، خاص وشامل..« وكأنه بتلك التصريحات أصبح فعلا ابن الخضراء لما له من حسّ فني وانصهار مع خصوصياتها..