تونس - الصباح رغم المجهودات المبذولة والاجراءات والحوافز المتخذة في السنوات الأخيرة فإن نسبة اقبال التونسي على السياحة الداخلية لم يتعد نسبة 8 بالمائة في حين ارتفعت النسبة الى 45 بالمائة في بعض الدول الأوروبية على غرار اسبانيا و80 بالمائة في الصين وهذا دليل على مدى رسوخ الثقافة السياحية في هذه الدول وهو ما تسعى الهياكل المعنية في بلادنا الى بلوغه في غضون السنوات القادمة عبر مراحل من خلال خطط وبرامج سهلة التطبيق بهدف بلوغ نسبة مساهمة 15 بالمائة في الدورة السياحية وذلك في غضون الثلاث السنوات المقبلة، اذا علمنا أن معدل الدخل الفردي سيبلغ 5 آلاف دينار في موفى سنة 2009 وهو مؤشر على مدى تحسن الوضع المادي للمواطن التونسي الذي لا بد أن يفكر في الترفيه والتفاعل مع المنتوج الوطني السياحي الثري. ومن أجل مزيد التحفيز على السياحة الداخلية سيتم اعتماد نظام جديد يتمثل في الشيك السياحي الذي سيفتح افاق أمام الراغبين في الانخراط في منظومة السياحة الداخلية. منظومة الشيك السياحي الشيك السياحي منظومة جديدة لتمويل قضاء العطل ستدخل حيز التنفيذ بداية من شهر جوان القادم تهدف الى مزيد تحفيز التونسي على الاقبال على السياحة الداخلية، وقد انخرطت في هذه المنظومة 3 بنوك الى جانب عدد من النزل. وينتظر بان يساهم الشيك السياحي في النهوض بالسياحة الداخلية وتنشيط مواسم السياحة المنخفضة والمتوسطة وارساء علامة الشيك السياحي باعتماد أسعار تفاضلية وخدمات خصوصية اضافة الى تنويع الفضاءات والمنتوجات السياحية والترفيهية الموجهة للسياحة الداخلية وتشجيع الاقبال على العطل ودفع الادخار السياحي لدى التونسي، علما وان آلية الشيك السياحي هي الآلية الوحيدة المتخصصة في السياحة الداخلية في كل البلدان التي أحدثت هذه الأنظمة وعددها 6 الى حد الآن وهي فرنسا وايطاليا وسويسرا والمجر وتونس وكندا. من أجل تحسين حجم الإقبال ظهرت في العشرية الأخيرة بوادر تحسن من خلال تزايد الاقبال على السياحة الداخلية وهو ما حسن نسبة الايواء بالنزل وتعتبر ياسمين الحمامات مثالا في ذلك نظرا لقربها من تونس العاصمة ولما توفره من خدمات سياحية حديثة في المنتوج السياحي التونسي خاصة في ما يمس العائلة من فضاءات للألعاب تستهوي الأطفال... كما بدأ عدد من المستثمرين في القطاع السياحي يولون اهتماما للمشاريع الداعمة والدافعة للسياحة الداخلية في جهات صفاقس من خلال المشاريع الجاري انجازها حاليا وكذلك بجهات بنزرت والكاف والقصرين... ويبقى الجنوب التونسي المجال الفسيح والمتجه نحو التوسع في تنشيط السياحة الداخلية نظرا لتنوع المنتوج ورغبة التونسي في العودة للعادات والتقاليد التي تعبق بروح الماضي الضارب في عمق التاريخ. المعاملة والأسعار مستوى المعاملة في النزل للسائح الأجنبي من جهة وللسائح التونسي من جهة أخرى اشكال لا يزال مطروحا وقد تكرر الحوار حوله في أكثر من مناسبة في لقاءات وزير السياحة أو حتى في تدخلات أعضاء مجلس النواب أو أعضاء مجلس المستشارين مطالبين بمزيد تحسين هذا الجانب من أجل كسر حاجز الهوة بين السائح التونسي والسائح الأجنبي، فحب من حب وكره من كره لا يزال السائح الأجنبي مبجلا على نظيره التونسي في طريقة المعاملة بالنزل. وإذا ما أخذنا الأسعار فانها لا تزال مرتفعة وهو ما يستوجب تعديلها حتى تتلاءم والمستوى المعيشي لجل التونسيين نحو السياحة لجميع الفئات والشرائح السياحة للجميع الطموح المنشود في السنوات القريبة القادمة ولبلوغ ذلك لا بد من التوجه نحو تشجيع السياحة الجامعية والمدرسية والمهنية والرياضية... وذلك من خلال احداث شركة خاصة تعنى بهذا الجانب وابرام اتفاقيات مع الوزارات المعنية على غرار التربية والتكوين والتعليم العالي... ويمكن أن تشمل الاتفاقية بعض الوزارات الأخرى لفائدة موظفيها وعائلاتهم من خلال الاستفادة من فرص سياحية بأسعار تفاضلية. ويذكر ان 250 وكالة أسفار منتشرة بكامل أنحاء الجمهورية تسعى لاستقطاب السائح التونسي من خلال برامج دعاية واشهار متواصلة تسعى الى ترسيخ الثقافة السياحية لدى التونسي. ان السياحة التونسية التي تسابق الزمن قبل موفى سنة 2009 موعد انتهاء برنامج التأهيل لا شك أنها مقبلة على نقلة نوعية اذا ما راهنت على السياحة الداخلية وتم تقنين كل المقترحات ووضعها حيز التنفيذ من اجل سياحة تونسية للجميع للتسلية والترفيه واتاحة الفرصة امام الأجيال الحالية والقادمة الى معرفة مختلف مناطق الجمهورية حتى تكون الصورة مكتملة في العقول عن تونس الجميلة.