شهر سبتمبر لهذه السنة سيكون أكثر أشهر السنة ثقلا على عموم الناس إن لم يكن أثقلها منذ سنوات.. فخلال هذا الشهر سيجد رب العائلة نفسه مجبرا على اقتناء حاجيات أبنائه للعودة المدرسية والتي لن تقل عن المائة دينار للتلميذ الواحد فما بالك اذا كان طالبا.. وهو خلال نفس الشهر سيكون مجبرا على اقتناء حاجياته الضرورية من مأكل لشهر رمضان كما جرت العادة وما أدراك ما العادة خصوصا أن «عوّادة» ارتفاع الأسعار بالغت في العزف الناشز خلال المدة الأخيرة خلال نفس الشهر سيكون المواطن مجبرا على تسديد فاتورة الماء لأشهر الصيف مع مصاريف تطهير ناهزت ثمن ما يقتنيه من أمتار ماء مكعبة وخلال نفس الشهر ستزوره حتما فاتورة الكهرباء والغاز المثقلة بما استهلكه في التكييف حتى يتسنى له النوم في البناءات الحديثة التي تتثلج شتاء وتشتعل صيفا.. أما اذا كان من هواة الشراء بالتقسيط و«الخلاعة» بالتقسيط فستنزل اول الصكوك المثقلة هذا الشهر. شهر سبتمبر سيكون بالتأكيد الشهر الذي كلما مسست فيه رب عائلة من «خشمو تطلع روحو» شهر سبتمبر سيكون شهر الخلافات الزوجية والعائلية لأتفه الأسباب وشهر «الأخلاق الفاسدة» و«كثرة العرك» وكما يقول المثل الشعبي «موشي ذبانة لكن قلوب مليانة» شهر سبتمبر سيشهد حلول شهر الرحمة لكن «الرحمة لا..» لما ينتظر التونسي من دفوعات .. شهر سبتمبر سيكون حينئذ اطول الأشهر واعسرها وسيزيده التوقيت الصيفي طولا على طول وسينعكس كل ذلك حتما على عديد الأنشطة التجارية التي اعتادت الانتعاش خلال الشهر وهو ما سيزيد طين الوضع العام بلة.. لكن ما ترانا فاعلين أمام مشيئة السنة القمرية التي لم يقرأ واضعوها حسابا للعودة المدرسية