لماذا حلّقت أسعار العنب والإجاص عاليا؟ تونس الصباح تميزت حركة السوق خلال هذا الاسبوع بتراجع معروضات انواع الغلال الصيفية منها او حتى الخريفية ... ولا شك ان هذه الظاهرة تبقى غير غريبة على اعتبار احتفاظ التجار والفلاحين بكميات هامة من الغلال لعرضها مع مستهل شهر رمضان ... لكن مقابل هذا التراجع الذي شمل كافة انواع الغلال تقريبا شهد مؤشر اسعارها ارتفاعا ملحوظا مما جعل المواطن يشعر بالغبن والتخوف من الزيادات في الاسعار مخافة تواصل ارتفاعها خلال ايام رمضان الذي لا شك ستكون ايامه حارة مما يجعل الاقبال على انواع الغلال مكثفا... فماذا عن الاسعار التي تعرض بها انواع الغلال المطروحة في السوق؟ وهل ان سبب الترفيع فيها يعود الى النقص في الانتاج ام انه مفتعل لاقرار اسعار منشودة من طرف التجار؟ مشهد عرض الغلال واسعارها في السوق خلافا لما تشهده الخضر على اختلاف انواعها من تراجع في العرض خلال هذه الفترة من كل سنة نتيجة تقاطع الفصول ... فإن المعروف عن الغلال انها تتلاحق ولكل فصل انواعه من الانتاج ... فاذا كان فصل الصيف يعتبر ذروة انتاج انواع شتى من الغلال مثل الخوخ والدلاع والبطيخ والعوينة واللوز وغيرها من الغلال الاخرى .. فإن للخريف ايضا انتاجه من الغلال على غرار العنب والاجاص على وجه الخصوص ... وهكذا يمكن القول ان الغلال التونسية تتواصل وان السوق تبقى دوما عامرة بها... ولعل الاهم من كل هذا ان التقنيات الحديثة الخاصة بالتخزين والاساليب التقليدية المعتمدة لدى الفلاحين في التصرف في محاصيل الغلال قد تطورت حتى باتت اليوم انواع الغلال الصيفية والخريفية تتلاحق وتعرض في السوق في آن واحد. ولعل ابرز دليل على ذلك مظاهر العرض الحالية لانواع شتى من الغلال الصيفية والخريفية. فما سر الارتفاع المسجل في اسعارهارغم انه يمكن القول بأنها تعرض بكثرة؟ نقص طبيعي في الغلال الصيفية قد لا يختلف اثنان في ان المرحلة تفرض تراجع عرض الغلال الصيفية بسبب توقف انتاجها واستنزافها استهلاكا طوال الشهرين الفارطين .. وهي من الامور الطبيعية التي يعرفها كل مواطن يقصد السوق.. فلا يمكن ان نطلب الخوخ على اختلاف انواعه والعوينة ايضا والتين باسعار صيفية فطبيعة السوق من حيث العرض والطلب تفرض ان تكون الباكورات والانتاج اخر فصلي مرتفع الاسعار ، لكن الذي يلفت الانتباه في هذه الحال ومع هذه الانواع من الغلال الصيفية المتواصل عرضها في السوق هو القفزة النوعية التي عرفتها اسعارها بين عشية وضحاها. فمشهد العروض من الغلال والاسعار تحول بسرعة خلال هذا السبوع حيث بلغ سعر الكلغ من الدلاع 450 مليم بعدما كان في حدود 250 مليم ، وكذلك قفز سعر البطيخ ليبلغ 800 مليم الي دينار للكلغ الواحد، اما انواع الغلال الاخرى فقد حلقت عاليا ليكون اقلها من 1.800 دينار الى 2.800 دينار . وهي اسعار مرتفعة جدا قد تتطور باتجاه التصاعد خلال ايام رمضان القريبة. الغلال الخريفية ونقلة الاسعار واذا كان الامر يهون مع بقايا الغلال الصيفية من حيث ارتفاع اسعارها ، فإن انواع الخلال الخريفية قد انطلقت خلال هذه الايام باسعار مرتفعة لم يكن يألفها المواطن الى غاية السنة الفارطة ... ففي باب أول يعتبر العنب خريفيا ، وعادة ما تكون اسعاره في مثل هذه الايام معتدلة جدا وتتراوح بين 0.900 دينار الى 1.200 دينار للكلغ الواحد، لكن ما نلاحظه الان في السوق هو ان اسعار العنب قد انطلقت في بداية عرضه بسعر تراوح بين 2.800 دينار ليستقر الان في مستوى 1.870 دينار، والحال انه عرضه خلال السنة الفارطة كان باسعار دون هذا المستوى بكثير.نوع الغلال الاخرى المعروفة بموسميتها الخريفية تتمثل في الاجاص .. فهي الغلال التي تتوفر في مثل هذه الفترة قبل الرمان والتمور ، وتكون وافرة في السوق وباسعار معتدلة جدا . وكلنا يذكر ان الاجاص كانت تتراوح اسعاره الى غاية السنة الفارطة بين 0.600 دينار الى 0.980 ، وعلى اقصى تقدير تكون هذه الاسعار في مستوى 1.200 دينار، لكن ومنذ اسابيع تعرض غلال الاجاص في السوق بسعر لا يقل عن 1.700 دينار للكلغ الواحد . فما سر هذه النقلة في اسعار الغلال الخريفية؟ هل يعود الامر الى نقص في الانتاج ام الى االمصاربات والاحتكار؟ ام ان مظاهر التصدير والتكالب عنه اجّج الاسعار الداخلية في الاسواق الوطنية بشكل لا رجعة فيه؟