تونس الصباح قبل يوم واحد عن حلول شهر رمضان شهد التزويد بسوق الجملة ببئر القصعة بالعاصمة طفرة في التزويد مرت من 102 طن الى 1845 طن من أنواع الخضر والغلال والسمك. وهذا الترفيع في حجم التزويد يبقى عادة تتكرر، ومنتظرا أيضا من خلال حسابات الفلاحين والتجار الذين يمثل لهم رمضان فرصة تصريف انتاجهم، وكذلك استجابة لارتفاع الطلب والاستهلاك الذي يحصل في كل سنة مع حلول شهر الصيام. لكن السؤال الذي يبقى مطروحا هو : هل سيتوفر العرض من جملة هذه المواد طوال رمضان، وبهذا المستوى من الكميات؟ وهل يقابله رخاء في الاسعار أم العكس هو الحاصل؟ سوق الجملة ببئر القصعة احتضن أمس لقاء إعلاميا بالمناسبة، أشرف عليه السيدين خليفة التونكتي المدير العام للمنافسة والمراقبة الاقتصادية، والبشير النفطي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية لاسواق الجملة. فكيف قدما وضع السوق وظاهرة طفرة التزويد؟ وماذا قالا عن الاسعار وعن نسق التزويد وضمانه طوال رمضان؟ نشرية السوق.. وبيانات التزويد والأسعار جاء في النشرية التقديرية الخاصة بالكميات والاسعار المتداولة أمس بسوق الجملة ببئر القصعة أنه على مستوى الخضر كانت الاسعار القصوى كالاتي: البطاطا موردة ومحلية 600 مليم، طماطم 400 مليم، فلفل 800 مليم، بصل 400 مليم، فقوص 800 مليم، معدنوس 800 كلغ، كرافس 800 مليم كلغ. أما بالنسبة للغلال فإن سعر الدلاع الاقصى كان ب300 مليم، الكرموس 2دنانير و500 مليم، البطيخ 500 مليم، الخوخ 1 دينار و500 مليم، التفاح 2 دنانير، الاجاص 2 دنانير، القارص 2 دنانير، دقلة نور 3 دنانير. وبخصوص السمك فقد ترواحت أسعاره حسب أنواعها بين 1.2 دينار و7 دنانير. وقد أفاد السيد البشير النفطي أنه وقع حرص تام على توفير التزويد بشكل مسترسل طوال شهر رمضان، وقد وقعت لقاءات دورية مع الفلاحين والتجار ووكلاء البيع. وأكد أن هذه القفزة في التزويد التي مرت من 1002 طن الى 1845 طنا تعتبر عادية وملائمة لطلبات السوق، خاصة وأن طفرة الشراءات ترتفع في الايام الاولى من رمضان. وبين من جانب آخر أن الاستقرار سيحصل على مستوى الطلب وذلك من خلال تجربته السنين الطويلة في السوق، مؤكدا في الان ذاته أنه خلافا لبعض الانواع، وخاصة منها الخضر الورقية فإن كافة أنواع الخضر والغلال متوفرة بالقدر الكافي. ودعا الى تجنب اللهفة، وإلى ضرورة التزود اليومي بالحاجة دون السعي الى تكديس المواد وبالتالي إرباك السوق. وأفاد السيد خليفة التونكتي من ناحيته أن مواكبة التطورات الحاصلة في السوق خلال هذه الايام ضرورية على اعتبار أن ترصد مدى ملائمة الاستعدادات التي حصلت مسبقا لرمضان الذي يتميز بطفرة الاستهلاك. وبين أن الاستعدادات قد إنطلقت منذ جانفي الفارط، وذلك لتقدير الحاجيات بشكل صحيح وتوفير مخزون تعديلي، خاصة وأن هذا الامر يبقى غير مستقر على اعتبار تغيرات الانتاج والتزويد حسب الفصول. بين وفرة الانتاج.. والاسعار ما لفت انتباه الاعلاميين الحاضرين في الندوة هو الاسعار، حيث لاحظوا بونا شاسعا بين أسعار الجملة المقدمة في النشرية، وما يتدوال في الاسواق اليومية بخصوص أسعار التفصيل. فقد تحدث الصحفيون عن أسعار العنب التي تحلق في حدود 3 دينارات، وعن سعر الدلاع الذي قفز الى 450 مليما بعدما كان في الايام القريبة الماضية يباع بسعر 250 مليما، وعن أسعار البطيخ التي قفزت الى 850 مليما، والتين الذي يعرض ب3 دنانير، والاجاص الذي يباع بدينارين والبطاطا التي تباع ما بين 800 مليم و1 فاصل 200 مليم. هذه الفوارق في الاسعار بين البيع بالجملة والتفصيل وقع السعي الى طرحها والتساؤل بشأنها. وعبرها كان الحوار عميق مع المسؤولين يتراوح بين الاقناع بمحدودية إنتاج بعض المواد، والاسواق الموازية التي ظهرت هنا وهناك وباعتها الذين تصعب عملية محاصرتهم. فهل يمكن أن تمثل وفرة العرض سدا لباب الترفيع؟ وهل تلعب المراقبة الاقتصادية التي تتكثف في رمضان لتصل الى 500 فريق دورا في الحد من مظاهر الترفيع في الاسعار، أم أن جيب المواطن وتيقضه وحسن تصرفه يبقى الاساسي في هذا الجانب؟ ذلك ما ستكشف عنه الايام القادمة بخصوص وفرة التزويد والانتاج والتحكم في الاسعار.