تونس الصباح تتجند مصالح وزارة الداخلية وكل الجمعيات والمنظمات والمؤسسات المعنية بالسلامة المرورية على كامل طرقات البلاد للقيام بحملات تحسيسية في كل صيف لتجنب حصول حوادث من هذا القبيل ... وتتولى كافة هذه المصالح وضع برمجة متكاملة تشمل التحسيس ومراقبة الطرقات والنجدة وما الى ذلك من انواع الاساليب الوقائية في المجال المروري... ولعل من يسير على الطرقات الوطنية والسيارة يلاحظ كثافة هذه الحملة بما تعترضه من لافتات ودوريات مراقبة وغيرها من العلامات التي تدعو اصحاب السيارات الى التيقظ واحترام قوانين السير والتنبيه الى المخاطر وما الى ذلك من اساليب الدعوة الى احترام قوانين الطريق ... ولعل كافة هذه المجهودات المبذولة تؤكد حرص كل هذه الدوائر على سلامة المواطن مترجلا كان او سائق السيارة ، وذلك حيث ما كان في المدن او القرى أو الارياف ... لكن يبدو ان هذه المجهودات لا تجد اذانا صاغية لدى بعض الاطراف المتعاملة مع الطريق .. فتحصل تقريبا وفي كل يوم صيف حوادث مروعة ، تزهق خلالها ارواح بريئة. فماذا عن نتائج الحوادث المسجلة خلال هذا الصيف واسبابها؟ وهل ارتفع عددها مقارنة بحوادث السنة الفارطة؟ وكيف السبيل لايقاف هذا النزيف من موتى وجرحى الطريق؟وما هي الاسباب الكامنة وراء تكاثر هذه الحوادث ؟ بين تطورالاسطول صيفا وامكانيات الطرقات ان من ابرز الاشكاليات التي تطرح خلال كل صيف وتمثل عاملا اضافيا لا يمكن التحكم فيه هو ما يضاف من سيارات مجلوبة من الخارج مع عمالنا المهاجرين ... ففي هذا الجانب تبرز الاحصائيات ان ما لا يقل عن 500 الف سيارة تدخل البلاد بداية من شهر جوان ويتواصل وجودها على الطرقات الى غاية بدايات شهر سبتمبر ... ولا شك ان العدد الاضافي من السيارات يزيد من تشعب حركة المرور ومن كثافتها مما يجعل امكانية نسبة الحوادث تتزايد. وتشير الاحصائيات في هذا الجانب الى ان عدد السيارات التي تعبر الطرقات ، خاصة منها الوطنية والسيارة ينتقل من ما بين 800 و1000 في الساعة وقت الذروة وفي ساعات المساء من 1200 الى 1500 سيارة احيانا . وتشير الاحصائيات من ناحية اخرى الى ان نسبة عالية من حوادث الطرقات يتسبب فيها اصحاب السيارات القادمة من خارج البلاد ، وذلك لاسباب عدة أ همها الجهل بخصوصيات الطرقات التونسية ، السير بسرعة كبيرة ، وعدم احترام علامات الطريق. وترتقي نسبة الحوادث المسجلة من طرف اصحاب هذه السيارات الى نسب عالية قد تصل الى 45 % من عدد الحوادث في بعض جهات البلاد. استهتار الشباب والسياقة في حالات لا تسمح بقيادة سيارة الابعاد الاخرى التي تنجر عنها حوادث الطرقات عديدة ومتنوعة حسب ما احصتها المصادر المختصة ... ففي جانب أول تشير هذه الاحصائيات الى ان النسبة العالية منها تحصل على طرقات الاماكن السياحية مثل الحمامات وسوسة ونابل وقليبية وطبرقة وجرجيس وجربة ... وتبرز هذه الاحصائيات ان اسباب الحوادث متنوعة منها في المقام الاول السرعة، ثم السكر والتعب والارهاق، وهي عوامل يمكن تجنبها باعتبارها متأتية اساسا من لا مبالاة السواق واستهتارهم وعدم تقديرهم للخطر والاستخفاف بقواعد السير على الطريق ... ويتأكد ايضا ان حوادث هذه الاماكن تحصل عادة للمترجلين او سائقي الدراجات ، وكذلك بين السيارات على اعتبار كثرة الحركة في هذه الاماكن السياحية التي تتواصل حتى ساعات الصباح الباكر. تأثيرات السواق الشباب ودورهم في التسبب في الحوادث بعد اخر كثيرا ما يثار كلما تعلق الامر بحوادث الطرقات ... حيث كثيرا ما توجه اصابع الاتهام الى الشبان من سواق السيارات الذين يكون عمرهم 18 سنة ... غير ان الثابت حسب ما يرد في احصائيات الحوادث ان هذه الفئة ... ليست من بين الاسباب الرئيسية الاولى في حصول الحوادث ... فهم سواق كبقية السواق ... معظمهم يحترم قواعد الطريق .. لكن بعضهم قد تلبسه نرجسية الصغار فيخطىء ويتسبب في الحوادث كغيره من مستعملي الطريق ... والحقيقة ان مجمل الحوادث التي تحصل يوميا على طرقاتنا اسبابها والمتسببين فيها كثر ، ومن اعمار مختلفة وهم جميعا يخطئون لعدم تقديرهم للخطر الذي يأتي اما بسبب اهمالهم لقواعد السير او ان الحادث يأتيهم من حيث لايدرون. ومجمل القول ان نسبة الحوادث مازالت مرتفعة جدا في بلادنا، وخسائرها البشرية والمادية مازالت عالية وتكلف المجموعة الوطنية خلال فصل الصيف الكثير ... ولئن تبذل مجهودات قصوى في الاحاطة بهذه الظاهرة وتطويقها في كل موسم .. فان نتائجها مازالت دون المأمول... والحقيقة ان الضرورة اصبحت تقتضي مزيد تطوير القوانين الخاصة بالسير على الطرقات، والترفيع من خطايا المخالفات وتطويرها ايضا لأنه لا يمكن ايقاف هذا النزيف من الحوادث وضحايا حوادث الطريق دون ردع كامل للمتهورين من مستعملي الطريق. ان التخوفات من هذه الحوادث دعت الجمعية التونسية للوقاية من حوداث الطرقات الى الاعلان عن حملة ثانية، خاصة مع عودة العمل الاداري بالحصتين، والعودة المدرسية الوشيكة حيث يسير مليونا تلميذ عديد المرات على الطرقات. فهل من وعي جماعي بضرورة احترام قواعد السير على الطريق.