زهير الذوادي القلب النابض للنادي الإفريقي، وهو أيضا الجناح النفاثة الذي أربك المدافعين فقد برز منذ دخوله «الحديقة أ» وأصبح محل متابعة من عديد الأندية الأجنبية وتهاطلت عليه عروض الاحتراف رغم أن المنتخب تجاهله لفترة ما... بالإضافة إلى كل ذلك أصبح الذوادي النجم المفضل لجماهير الإفريقي وحامل آمالها لذلك لم يهضم أي كان حادثة تخاصمه في الحصة التدريبية لمساء الاربعاء مع محمد الباشبطجي واستغرب الجميع كيف يجرؤ هذا المدافع على تعريض زميله للخطر بعد تدخله العنيف ضده أثناء اللقاء التطبيقي... أما ما لم يصدقه أحد هو أن الباشطبجي أردف التدخل العنيف بتسديد لكمة للذوادي... زهير الذوادي خص «الأسبوعي» بتصريح حول هذه الحادثة كما تحدث عن وضعيته في الإفريقي وأهداف ناديه وعن البطولة والصراع مع الترجي في الحديث التالي: ماذا حدث مع الباشطبجي ولماذا انقلب عليك بهذه الطريقة..؟ - لقد كان تدخله عليّ عنيفا وكاد يكلفني غاليا، وصراحة ما لم أجد له أي تفسيرا هو سبب فعلته لأنه كاد يخلف لي إصابة من شأنها أن تبعدني عن الميادين... الباشطبجي موجود معنا في الإفريقي منذ ثلاثة أعوام ولم يحدث أي شيء بيننا وليس من المعقول أن تتحول الحصص التدريبية إلى أطراح ملاكمة... ماهو تبرير الباشطبجي لاعتدائه عليك بالركل ثم اللكمة التي سددها لك؟ - لا أعرف ماذا قال للمسؤولين لكن ما حدث كان بحضور الإطار الفني واللاعبين وتصرفه لم يقبله أحد حيث لم تحدث بيننا أية مناوشة أو استفزازات، وكل ما أعرفه أنه كان يتوعدني خلال انطلاق الحصة التدريبية ولم أكن أتصور أنه سينفذ تهديداته، فاعتداؤه عليّ فيه الكثير من الحقد والغضب بدليل أنه أردف الركلة بلكمة، وقد أفسر ذلك بعدم قدرته على تحمل الضغط المسلط علينا من قبل الجمهور وأيضا ضغط النتائج... بصراحة لا أريد النزول إلى هذا المستوى ولا أيضا أرغب في الحديث عن الباشطبجي لأن هذه اللقطة تحدث لأول مرة في النادي الإفريقي وأنا لا أسمح لنفسي بمزيد نشر الغسيل احتراما للجمهور، كما أخشى على الباشطبجي من ردة فعل الأحباء فعندما يعرفون أدق التفاصيل عما حدث لن يتركوا الحادثة تمر دون أن يطالبوا بإبعاد هذا اللاعب... صدقوني جمهور الإفريقي قادر على فعل ذلك هذا دون الحديث عن كبار المسؤولين الذين يرفضون مثل هذه التصرفات لأن النادي الإفريقي منذ نشأته ظل مدرسة تربوية وتكوينية ونادي ألقاب وليس حلبة ملاكمة... اعتدى عليك وكاد يخلف لك إصابة خطيرة ومع ذلك تخشى على الباشطبجي من الجماهير... هل هي طيبة منك أم خوف من عدم توفر البديل لهذا المدافع؟ - في البداية طالبت بإبعاده وبعبارة أصح خيرت الجميع بين بقائي أو رحيله أو العكس، لكن تدخل الكثيرين لرأب الصدع ولملمة الموضوع وحفاظا على استقرار المجموعة واحتراما لباقي زملائي تنازلت عن حقي وتركت الأمر بيد المسؤولين... المسألة ليست مرتبطة بعدم وجود البديل لأن الإفريقي لا يتوقف عليّ أنا أو غيري، والحلول موجودة كما أن ما يهم في «الحديقة أ» هو الأخلاق والتكوين قبل الألقاب، لكنني أصبحت أرفض الحديث عما فعله «الباشطبجي» لأن هذا اللاعب قد «حرق نفسه» وستظل فعلته تلاحقه وملتصقة به حيثما حل وهذا في رأيي أكبر عقاب له، فأي فريق سيلتحق به على اطلاع بما أتاه... أليس إضاعتكم لفرص الالتحاق بالترجي... وتعطلكم عن تذليل الفارق في أكثر من مناسبة هو سبب هذا التشنج داخل الفريق؟ - لا أعتقد أن هذا السبب الرئيسي، ولكنني أعترف بأننا أضعنا أكثر من فرصة للحاق بالترجي والانقضاض على المرتبة الأولى لهذا أتمنى أن لا نشعر بالندم على النقاط التي أضعناها ضد شبيبة القيروان والأولمبي الباجي والترجي الجرجيسي، بالإضافة إلي عديد النقاط الأخرى المهدورة في مرحلة الذهاب. هل تعترف بأن أمر اللقب قد حسم، وأصبح مصيركم بيد الترجي؟ - ماذا عساني أقول، لقد أدار الحظ ظهره في عديد المناسبات وكم من لقاء رفضت فيه الكرة ولوج الشباك وعطلتنا العارضة رغم الكم الهائل من الفرص... لكن علينا عدم العودة إلى الوراء وعلينا التركيز على ما تبقى من عمر البطولة فنحن تنتظرنا لقاءات صعبة مثلنا مثل الترجي، ولو عكسنا لأصبنا، فالترجي مصيره بيد الإفريقي وحفاظه على المرتبة الأولى مرتبط بما سنحققه من نتائج في المباريات القادمة... إذن الترجي مذعور منا وليس العكس وعلينا استغلال هذه النقطة... بينما يرى البعض أن البطولة حامية، يؤكد آخرون أن المستوى الفني قد تراجع... فأي شق ترجح؟ - الرأي الثاني هو الأصح فالموسمان الأخيران أفضل بكثير من مستوى بطولة هذا الموسم لقد تراجع المستوى كثيرا لعديد الأسباب أبرزها التحكيم وحالة الملاعب الرديئة وأيضا انقراض فصيل اللاعبين الكبار أصحاب الفنيات العالية... فسر البعض تذبذب نتائج الإفريقي رغم كثرة نجومه سببه غياب ضغط المدرب عبد الحق بن شيخة... هل من تعليق؟ - المسألة ليست مرتبطة بضغط بن شيخة من دونه، كما أن من لا يتحمل الضغط يمنع من دخول الحديقة فأنا مثلا بدأت اللعب مع أكابر الشبيبة في سن ال 17 والتحقت بالإفريقي وعمري 18 عاما ولما كنت بصدد امضاء العقد سألني المسؤولون إن كان بمقدوري تحمل الضغط أو أخشى انعكاساته السلبية وأعلموني أنه في حال خوفي من مواجهة هذا الضغط بالعمل والتألق من حقي عدم امضاء العقد ومع ذلك قبلت المغامرة وأدركت أنه عليّ الاقناع في كل مباراة حتى أرضي ضميري وجماهيري. السبب الرئيسي في تذبذب بعض النتائج هو غياب النجاعة أمام مرمى المنافس فنحن جاهزون على جميع المستويات في أي لقاء لكن الفرص المهدورة وعدم قدرتنا على التهديف عقدني شخصيا لأننا خسرنا بسبب ذلك عديد النقاط. أليست الانتدابات الأجنبية (باستثناء ألاكسيس) هي سبب غياب النجاعة الهجومية؟ - إذا كنتم تقصدون «أوتوروغو» علينا أن نعترف بأن هذا اللاعب جلب إليه الأنظار في رابطة الأبطال الإفريقية وطلب وده عدة فرق نظرا لمستواه الجيد مع فريقه السابق لكن بدايته مع الإفريقي كانت صعبة لأنه رمي به مباشرة في أجواء البطولة وعندها لم يندمج بالكيفية المطلوبة فانقلبت عليه الجماهير فخرج عن الموضوع وأصبح لاعبا عاديا يصارع الضغط المسلط عليه حتى تراجع مستواه وفقد كل امكانيات الاندماج، بالإضافة إلى أن عامل اللغة (الأنقليزية) لم يساعده على الاندماج معنا... من جهة ثانية مشكل فشل الانتدابات الأجنبية في الإفريقي قديم وليس جديدا أو مرتبطا «بأوتوروغو» لوحده... ماذا عن احترافك، خاصة أن العروض عديدة..؟ - لا أفكر حاليا في هذا الموضوع رغم أنه بعد نهائيات كأس إفريقيا للأمم وصلتني عدة عروض ولم أشأ حتى مجرد التعرف الاطلاع عليها باعتبار أن الملف بيد وكيل أعمالي كما أني أرغب في التركيز مع الفريق وهدفي الأسمى هو تحقيق نتائج ايجابية فنحن معنيون بالبطولة والكأس وكأس رابطة الأبطال أما عروض الاحتراف فسأهتم بها خلال الصائفة وسأختار العرض المناسب لي وللنادي الإفريقي...