عاد إلى أهله جثّة هامدة العشرات.. بل المئات من ابناء الجريصة شيعوا جثمان غسان الى مثواه الاخير بمقبرة سيدي يحيى... وكانت وجهة الجثمان بلدة قلعة سنان في بداية الامر لان والديه يسكنان هناك وقد تم تحضير القبر وشرع الناس في التوافد على البيت لتقديم التعازي وانتظار وصول الجثمان للمشاركة في تشييعه لكن تحول المئات من ابناء الجريصة من الذين يعرفون غسان ودرسوا معه بالمعهد الثانوي بهذه المدينة الى قلعة سنان جعل الام بالخصوص تتخذ قرارها الجريء والفريد من نوعه ربما بتحويل وجهة الجثمان الى الجريصة لمواراته التراب قريبا من هؤلاء الذين جاؤوا اليها باكين ومولولين ومعبرين عن حزنهم العميق لفقدانه وهذا بالرغم من كونه وحيدها وشقيق طفلتين لا غير.. وكان موعد دفنه ساعة متأخرة من يوم الثلاثاء الماضي. غسان وعمره (24 سنة) درس بالمعهد الثانوي بالجريصة لان جده للام مقيم بهذه المدينة وتحصل على شهادة الباكالوريا سنة 2005 وتوجه ليدرس المرحلة الجامعية بالقيروان في بداية الامر ثم بمدينة الكاف لاسباب لها علاقة بالوضعية الاجتماعية.. ثم انقطع عن التعليم وذهب الى العاصمة بحثا عن عمل يكسب منه ما يساعد به عائلته على مجابهة ظروف الحياة الصعبة خاصة وان والده عاطل عن العمل.. وبقي مدة وهو مقيم في منزل قريبته بمنطقة الوردية يبحث عن عمل ومن حين الى اخر يطمئن عائلته بأنه جاد في هذا الاتجاه وانه يسعى بكل جهده للوصول الى الغاية التي من اجلها انقطع عن الدراسة.. ويوم الاثنين كان متواجدا بمحطة الميترو المذكورة رفقة ابن خالته عندما تعرض لهذا الحادث وفارق الحياة في مستشفى شارل نيكول بعد ان كان نقل وهو فاقد الوعي لمستشفى عزيزة عثمانة وبعده لمستشفى الحبيب ثامر.. والظاهر انه قد تعذر اسعافه وانقاذ حياته بهما فاحيل الى المستشفى الثالث الذي فارق فيه الحياة.