لمسات من الماضي: قفزة الى الامام واخيرا عاد برنامج لمسات من الماضي في ثوب جديد بعدما افتقدناه بضعة اسابيع على امتداد الصيف عاد هذا البرنامج وقد اكتسى حلة جديدة في مستوى هذا الشهر الكريم عاد بنفس المبدأ ولكن برؤية جديدة وتصور جديد واطار مكاني مختلف ومتجدد اخرجنا من روتينية المكان القديم الى فضاءات اوسع وارحب وعادت هدى بن عمر بنفس جديد وثقة في النفس اكثر وتطور على مستوى التنشيط وعمق الاسئلة وتنوع الضيوف مما يعني تنوعا في الآراء وخصوبة على مستوى طرح كل ما يتعلق بشخصيات حلقاتها البرنامج تحول الى مسقط راس الفنانة صليحة اولا ثم الى بنزرت مسقط رأس شيخ الفنانين خميس ترنان زار الاماكن التي لم نعرفها حاور اصدقاءه وافراد عائلته تحدث عن بداياته ونهايته المريبة كما رآها احد افراد عائلته اعادنا الى زمن الطرب الجميل الى اغان خالدة لم ولن تنمحي من ذاكرتنا رغم قدمها البرنامج اكد لنا بان الفن الاصيل له عشاقه ومريديه يحافظون عليه من التلوث الفني الذي نعيشه وما نادي خميس الترنان ببنزرت الا احسن مثال على ذلك.. اسمعنا اصواتا جميلة ناشئة تنبىء بمستقبل زاهي واعتقد ان ما عشناه في حلقة الفنان خميس ترنان ماهو الا بداية غيث ثم ينهمر نظرا لان البرنامج قد اعد العدة لنفض غبار النسيان عن عديد الشخصيات التي اثرت واثرت في الحياة الفنية منذ عشرات السنين. ما بيناتنا: عودة.. ولكن بعد غياب طويل عاد الثنائي المنجي العوني ونور الدين بن عياد بسلسلة كوميدية على قناة تونس 7 بعنوان «ما بيناتنا» السلسلة لم تشد عن القاعدة العامة للسلسلات الفكاهية الرمضانية التي تعتمد النقد الاجتماعي لبعض المظاهر الاجتماعية ولبعض المؤسسات الخدماتية كقطاع النقل والصحة والبلدية وغيرها ولعل المشكلة في هذه النوعية انها تركز اكثر على النقد في حد ذاته وعلى استدرار تعاطف المشاهد وضحكته ربما على حساب الكثير من العوامل التي تجعل من العمل الكوميدي عملا ناجحا فالنصوص توغل في بعض الاحيان في السطحية التي تصل الى حد التهريج مما يجعل المشاهد يعتقد بان الممثلين لم يعتمدوا على نص وسيناريو مكتوب بل ان الحوار يقرب الى الارتجال اكثر وهذا يضعف قيمة العمل رغم قدرة الممثلين الغير مشكوك فيها نظرا لخبرتهم في هذا الميدان.. ربما كانت فترة التحضير للعمل غيركافية «كالعادة» في البرامج الرمضانية ولكن هذا العامل لا يفسر الضعف الفادح لبعض الحلقات كما ان الايغال في الجرأة لطرح بعض المواضيع لم يكن في المستوى المطلوب بل هو اقرب الى التعاطي بطريقة «من فوق لفوق» ورغم ان سلسلة نصر الدين بن مختار تعمقت بعض الشيء لكنها سقطت بدورها في الارتجال الذي يضعف الفكرة العامة للحلقة كل هذه الملاحظات لا تنقص من المجهود الذي حاول المنجي العوني ونور الدين بن عياد تقديمه ولعل الحدث الابرز في هاته السلسلة هي عودة هذا الثنائي الى العمل سوية بعد سنوات من الجفاء الفني.