فيلم الرسالة لم يأخذ ما أخذته دقيقة واحدة لكوثر الباردي شخصيا لست من هواة التسرع واصدار الاحكام على الاعمال الفنية منذ الحلقة الاولى.. انتظرت انتهاء شهر رمضان كي ابدي رأيي في ما عرض من اعمال على قناتي تونس 7 وحنبعل والرأي هنا شخصي قد لا يتفق مع آراء آخرين لكن ليعلم الجميع ان ما اقوله ساهم فيه بقسط وافر ما لاحظته لدى عامة الناس من آراء وردود فعل حول الأعمال المعروضة. شوفلي حل: تميز ولكن! للسنة الثالثة على التوالي يستمتع المشاهد التونسي بسيتكوم «شوفلي حل» الذي اعتقد ان سر نجاحه يتمثل في امرين: الاول قربه من المواطن التونسي العادي وخوضه في ما يعيشه هذا المواطن يوميا.. اما الثاني فهو قدرة اغلب الممثلين على الاضافة والارتجال، وهنا لا اعتقد ان كمال التواتي وسفيان الشعري خاصة يتقيدان حرفيا بتعليمات المخرج لان بصماتهما المرتجلة واضحة جدا على العمل ورغم نجاح هذا العمل فان ما يعاب عليه هذه المرة بعض المبالغة في الجرأة وبعض الايحاءات الجنسية التي لا يمكن ان يشترك في مشاهدتها افراد عائلة واحدة من مجتمعنا التونسي الاصيل. «واضح» والسؤال الغامض على قناة حنبعل ومباشرة بعد الافطار والابتهالات عرض علينا نصر الدين بن مختار سلسلة «واضح» التي تناول فيها بجرأة كبيرة عدة ظواهر اجتماعية تمس حياة المواطن بادق تفاصيلها لكن والحق يقال تنقصها الكثير من الحرفية من حيث اخراج الفكرة وتصويرها. المشاهد التونسي اندهش وكان السؤال الذي يدور في اذهان الناس هو: «كيف تمر هذه المواضيع في التلفزة»؟ وكيف لم يتعرض نصر الدين وقناة حنبعل الى مضايقات وحسب اعتقادي، واضافة الى التفسيرات التي قدمها الشارع لنفسه بنفسه، فان قناة 7 هي التي عودت المواطن ولاكثر من 35 سنة على الممنوعات والخوف من كل شيء قد «يجلب البلاء». « ضربة معلمية» وحنبعل تتفرج في الايام الاولى لشهر رمضان كان اغلب المشاهدين التونسيين يتابعون سلسلة «واضح» التي تتزامن تقريبا مع سلسلة «مابيناتنا» للمنجي العوني ونور الدين بن عياد.. لكن بتقديم وقت عرض «شوفلي حل» الى ما بعد الافطار والابتهالات مباشرة بعد ان سنح توقيت المغرب بذلك افتكت متابعي «واضح» واجبرتهم على مشاهدة شوفلي حل.. غير ان ذلك لم يحصل الا في الفترة الاخيرة من النصف الاول من رمضان. حنبعل في حومتنا «موش هي» في رمضان الماضي كانت «حنبعل في حومتنا» من احسن ما شاهدنا على قناة حنبعل باركانها المختلفة ومواقفها الطريفة اما هذه السنة وبكل صدق، فان هذه المنوعة تراجع بريقها بنسبة كبيرة ولم تعد تشد اليها العدد الكبير من المتفرجين.. ربما للتوقيت الذي اختارته القناة. الليالي البيض يتفوق على علي اللواتي في النصف الاول من رمضان شاهدنا على قناة تونس 7 مسلسل «كمنجة سلامة» للمؤلف علي اللواتي وبكل صدق ايضا اعتقد انه من اضعف ما كتب هذا المؤلف الذي ابدع سابقا وامتعنا بروائع اذكر منها «الخطاب على الباب» فمن ابجديات اي عمل فني انه يعالج ظواهر اجتماعية تمس اغلب فئات المجتمع لكن ماذا عالج مسلسل اللواتي؟! وهل ان عشق الموسيقى والاصرار على ان يلبس «لزهر عروش» ثوب «البروفسور» والحياة في الضواحي الفخمة والقصور هي اهم شواغل التونسيين..!؟ ثم هل ان التوتر المفرط والصياح المزعج اللذين طغيا على اغلب «عائلات» المسلسل موجودان فعلا وبذلك الشكل في مجتمعنا؟! انا لا اقول شيئا سوى كيف يغامر المخرج حمادي عرافة بخبرته وتاريخه وموهبته في عمل كهذا؟! وعلى العكس من المسلسل الاول جاء مسلسل «الليالي البيض» اقرب الينا رغم انه مصور كذلك في الاحياء الراقية.. القصة محبوكة بذكاء والنفس الدرامي موجود.. والمواضيع ليست مسقطة، اسقاطا بل يوجد اكثر من رابط بينها اضافة الى اغنية الجينيريك التي تذكرنا بأكبر الاعمال الدرامية المصرية على غرار الارض الطيبة وليالي الحلمية ورأفت الهجان.. «ما بيناتنا» هزيلة اذكر اني قرأت منذ فترة قصيرة حديثا اجري مع المنجي العوني قال فيه انه لولا «التكمبين وبعض الظروف» لكان ملك الكوميديا في تونس!! بماذا يا سيدي العزيز؟ بمثل هذا العمل الذي قدمته صحبة نور الدين بن عياد؟! فماذا فعلت في «مابيناتنا» غير انك اعدت اجترارمواضيع قدمتها صحبة نور الدين بن عياد منذ «عام 70»؟! وبنفس الحركات و«الضمار». جيش من العاملين من اجل دقيقة واحدة!! تشنشينة كوثر الباردي لاتدوم اكثر من دقيقة واحدة لا غير.. ومع ذلك فان الجينيريك المصاحب وهو اطول منها، يضم 23 شخصا اذا لم اخطىء في العدد بالنقصان طبعا.. فيهم المؤلف وصاحب اغنية المقدمة وملحنها وفيها المصور ومساعده والملبسة ومساعداتها.. والمسؤول عن الاضواء.. والموزع الموسيقي والموظب المالي واسم شركة الانتاج والمخرج طبعا والمسؤؤل عن الصوت المركب (Monteur) ايضا.. ولم ينس الجماعة اسم السائق فوضعوه في قائمة الجينيريك..!! والله لو سألتم أي مخرج مبتدىء وطلبت منه عدد الاشخاص لتصوير شخص «جامد» لمدة دقيقة لاجابكم بان العمل لا يتطلب اكثر من كاميرامان ومهندس صوت وشخص يمسك بفانوس الضوء.. وربع مخرج.. فهل اقول مثلما قال صاحبي: «ان الاكثار من الاسماء يقنع قناة تونس سبعة بان العمل قمقوم فتشتري وعيناها مغمضتان»؟!