تونس الصباح انطلقت مساء امس الاول الفضائية «تونس 7» في عرض مادتها البرامجية الرمضانية على مشاهديها داخل الوطن وخارجه وذلك في اطار منافسة تبدو حادة واحيانا غير متكافئة مع مواد برامجية تلفزيونية متنوعة توفرها عشرات الفضائيات والقنوات العربية الاخرى المتخصصة وغير المتخصصة.. طبعا، سوف لن نبادر من خلال هذه الورقة الى اطلاق احكام وتقييمات نقدية على المادة البرامجية الرمضانية للفضائية تونس 7: وهي لا تزال في يومها الاول وانما فقط سنحاول رصد ملامح هذه البرمجة كما بدت عليه في يومها الاول ونسبة كل انتاج من انتاجاتها الدرامية والمنوعاتية من التشويق ومدى ما تتوفر عليه مبدئيا من عناصر طرافة وشد وتشويق. سكاتش «مابيناتنا» من خلال هذه السلسلة من السكاتشات التي شرعت الفضائية «تونس 7» في عرضها منذ امس الاول مباشرة بعد آذان المغرب والابتهالات نسجل عودة الثنائي المنجي العوني ونور الدين بن عياد اللذين سبق لهما ان برزا من خلال سلسلات تلفزية هزلية مثل «خاطيني» و«صحيّن تونسي».. السكاتش الاول من سلسلة «مابيناتنا» كان بعنوان «الكلينيك» وقد حاول من خلاله الثنائي المنجي العوني ونور الدين بن عياد الاحالة بطريقة ساخرة على بعض ظواهر المنع والتهاون المنتشرة داخل بعض المصحات الخاصة وذلك على الرغم مما يبدو على هذه المصحات وعلى اطارها الطبي وشبه الطبي من مظاهر رفاه وزينة وانضباط!! الحقيقة ان الاداء الكوميدي وحده لبطلي هذه السلسلة من السكاتشات هو الذي يبدو انه سيشفع لها في الاخير.. ويجعلها تجد من يحرص على متابعتها وربما تفضيلها على برامج وحصص كوميدية اخرى تبثها في نفس التوقيت قنوات تلفزيونية اخرى تونسية وغير تونسية.. اما مضمونها (السيناريو والحوار) وعلى الرغم من توجهه النقدي فانه لا يبدو على ضوء الحلقة الاولى انه سيكون على درجة من التشويق والطرافة. «شوفلي حل» الحلقة الاولى من هذا السيتكوم الناجح بدت وكأنها «روتينية» وقد زادها تأخر ظهور اكثر ابطالها شعبية ونعني به «السبوعي» الذي لم يظهر رفقة زوجته «عزّة» الا في نهاية الحلقة الاولى، زادها «وحشة».. فقد غابت الحركية في معناها الكوميدي وبدت الاجواء وكأنها «ثقيلة» على ابطال السلسلة انفسهم كما على المتفرّج وذلك على الرغم من محاولات باقي الشخصيات اداء ادوارهم الكوميدية على النحو الذي عوّدونا عليه.. طبعا، هذا التوجه يبدو مقصودا من طرف مؤلف السلسلة السيناريست حاتم بلحاج وربما قصد من خلاله التزام الارتقاء التدريجي في نسق وجرعات الكوميديا والتشويق والسخرية مع مرور الحلقات.. ولكننا مع ذلك كنا نتمنى لو جاءت الحلقة الاولى على درجة اكبر من الطرافة والكوميديا خاصة وان سيتكوم «شوفلي حل» اضحى لدى المتفرج التونسي واحدا من احب السلسلات الهزلية التلفزية التونس وارقاها مستوى لذلك هو لم يعد يقبل بان تأتي واحدة من حلقاته ثقيلة وروتينية او حتى شبه ثقيلة. «دليلك ملك» برنامج الالعاب «دليلك ملك» العائد بعد انقطاع بدا بدوره ومن خلال حصته الاولى هلى ما عهده المتفرج عليه.. فالاجواء هي الأجواء.. والديكور هو الديكور وطريقة التنشيط التي يعتمدها سامي الفهري هي نفسها بكا تشتمل عليه من نسبة مرح وتلقائية و«مهنية» عالية. وحده المبلغ الاقصى المالي المرصود كجائزة هو الذي تضاعف اذ قفز من 500 الف دينار الى مليون دينار نعم مليون دينار ! وما من شك والجائزة المالية بهذا المبلغ فان برنامج «دليلك ملك» سيبقى لا محالة واحدا من البرامج والحصص الرمضانية التي تحظى باعلى نسبة مشاهدة! «كمنجة سلامة» الحلقة الاولى من المسلسل الدرامي التونسي الجديد «كمنجة سلامة» للكاتب علي اللواتي والمخرج حمادي عرافة بدت زاخرة بعناصر التشويق بما تضمنته مناخاتها الدرامية من احالة على واقع اسري واجتماعي ونفسي «مخصوص» بمعنى انه يحيل على «فئة» بعينها من التونسييتن.. فالأجواء ومستوى المعيشة و«الخطاب» المتداول بين «ابطال» المسلسل سيكون في حد ذاته على ما يبدو دافعا للمشاهد التونسي لكي يواضب على متابعة حلقاته وان من باب حب الاطلاع! طبعا هذه الورقة هي فقط من اجل رصد ملامح البرمجة الرمضانية في عمومها على الفضائية «تونس 7» وليست من أجل المسارعة بالحكم على هذا الانتاج او ذاك.. لذلك يمكن ان نقول بانها بدت ومن خلال اليوم الاول من رمضان تصف فاترة ونصف مشوّقة وذلك في انتظار ان تكتمل ملامحها وتبوح جميع موادها البرامجية من درامية ومنوعاتية وغيرها بما لدى اصحابها وابطالها من كفاءة و«خيال»!