فرنسا لم تخسر ماء وجهها فقط بخروجها المحزن والمذل من الدور الاول بل ان الخروج الفرنسي انعكس سلبيا على سوق الاعلانات. وكان بالامكان ان تمر زوبعة الخروج بهدوء لولا الاحداث الغريبة التي رافقت هذا الخروج ولعل أبرزها اضراب اللاعبين وتمردهم والعبارات النابية التي صدرت عن انيلكا تجاه مدربه ريمون دومينيك في غرفة الملابس بين شوطي المباراة.. اضف الى ذلك رفض المدرب دومينيك السلام على كارلوس البرتو باريرا اثر انتهاء مباراة جنوب افريقيا وفرنسا وهي لقطة شاهدها العالم باسره. صورة المنتخب الفرنسي اهتزت في الشارع الرياضي لدرجة ان ما حدث في جنوب افريقيا تحول الى قضية راي عام ودولة. الا ان الكارثة العظمى هي انعكاسات الخروج الفرنسي على سوق الاعلانات وبالتحديد مدى تاثر الرعاة بهذه الاحداث والتي اصبحت على كل لسان وفضحتها الصحافة. وفي قرار كان يخشاه اتحاد الكرة والقنوات التلفزيونية اعلن مصرف (كريدي اغريكول) وهو المصرف الذي يعتبر واحدا من ابرز الرعاة توقيف الحملة الاعلانية التي كان من المقرر اطلاقها مع الدور الثاني ولم يقرا المصرف حسابا لخروج الديوك. ويقدم المصرف نحو 8 ملايين يورو الى اتحاد الكرة الفرنسي ومبلغا مماثلا ينفق في الحملات الاعلانية في قنوات التلفزيون الفرنسية الخاصة والحكومية والصحف والمجلات. اديداس الراعي الرئيسي للديوك قد يفكر في مراجعة حساباته بعد الكارثة وقد لا يجدد عقد الرعاية. اما كارفور وهو راع رئيسي ايضا يقدم 15 مليون يورو فقد يراجع هو الاخر حساباته بسبب ما وصفه ناطق رسمي عن المجموعة: بان ما حدث يشوه الصورة الجميلة للكرة الفرنسية في العالم. ورغم ان فرنسا تكبدت الخروج المبكر منذ الدور الاول بدون احراز هدف واحد في مونديال الفين واثنين في كوريا واليابان الا ان الرعاة لم يتوقفوا عن الدعم المالي مما يؤكد ان هذه الشركات تعطي اولوية كبيرة للجانب الاخلاقي لانها حريصة على صورتها. اما القنوات التلفزيونية الفرنسية فمن المتوقع ان تتأثر بخروج المنتخب على اعتبار ان نسبة المشاهدين سوف تتدنى وبالتالي فان حجم الاعلانات سيتقلص. وهذا الكلام ينطبق ايضا على الصحافة المكتوبة. مصائب قوم عند قوم فوائد ومن المفارقات ان بعض الصحف استفادت من ازمة المنتخب الفرنسي وخاصة صحيفة ليكيب اليومية والتي حطمت الرقم القياسي وهو الثاني عشر من شهر يوليو 98 عندما وزعت نحو مليون نسخة وقفزت مبيعات ليكيب الى مليون ومائتي الف بفضل الازمة والمانشيتات المثيرة عن طرد انيلكا من المعسكر ونشرت الصحيفة العبارات التي نطق بها انيلكا تجاه مدربه دومينيك وهي عبارات مستهجنة وخارجة عن النص. الدرس الفرنسي سوف لن ينسى بسهولة ومن المؤكد ان الصحافة الفرنسية سوف تبدأ في فتح جميع الملفات وتستثمر الازمة لتحقيق مبيعات اضافية مستغلة غليان الشارع الرياضي.