تونس - الصباح احتضن فضاء بيت الحكمة بقرطاج منتدى استضاف عددا من المثقفات التونسيات والسعوديات بمبادرة من مؤسسة بيت الحكمة ورئيسها الاستاذ عبد الوهاب بوحديبة ووزارة الثقافة والاعلام السعودي ووكيل الوزارة كاتب الدولة الاستاذ أبو بكر أباقادر.. على هامش هذا الحدث كان الحوار التالي مع الاستاذ أبو بكر اباقادر..وهو جامعي ومثقف سعودي درس بالخصوص علم الاجتماع في الولاياتالمتحدة واوروبا وتولى مسؤوليات أكاديمية متفرقة قبل أن يعين في خطته الحكومية الحالية: * أولا.. استاذ أباقادر ما هي الرسالة التي يمكن أن تقدمها ندوات مماثلة.. خاصة عندما يكون أهم المشاركين فيها مبدعات وأديبات من تونس التي تعتبر في المشرق " ليبيرالية جدا" ومن المملكة العربية السعودية التي يعتبرها البعض في المغرب العربي "محافظة جدا"؟؟ - الرسالة من مثل هذه الندوات متعددة الاهداف منها: التعريف بالمشهد الثقافي السعودي والمشهد الروائي بشكل خاص.. مع التركيز على الروايات التي تبدعها المراة في المملكة العربية السعودية.. الهدف الثاني هو التاكيد على التواصل وعرض عينات من الرواية السعودية اليوم والبرهنة على ان الادب السعودي رافد مهم من روافد الثقافة العربية المعاصرة.. اما الهدف الثالث فهو اعطاء الفرصة للمبدعات السعوديات كي يشاركن بشكل حيوي في انخراطهن في المشهد النقدي الحديث اقليميا ودوليا.. واعتقد ان هذه المهمة تحققت بل زادنا ارتياحا ما وجدناه من تفاعل من الاكاديميات التونسيات اللاتي اعربن عن اهتمام بتدريس ابداعات الاديبات السعوديات في الجامعات التونسية وهذا امر محمود ونرغب فيه وما نتمناه لتجسيم التواصل بين مثقفينا ومثقفاتنا وشباب البلدين.. لأن تدريس ابداعات الادباء والاديبات في الخليج والمغرب العربي للشباب يساهم في بناء جسور للتواصل والحوار والتقدم.. الافكار المسبقة هل حصلت لكم مفاجآت خلال الحوارات مع المثقفات والمبدعات التونسيات؟ هل لاحظتم أن هناك افكارا مسبقة لدى كل طرف عن الطرف الاخر؟ المفاجات كانت سارة جدا.. عرضت اعمال المبدعات السعوديات من طرف ناقدات تونسيات وأكاديميات محترمات علميا واكاديميا.. مثل الدكتورة مسعودة ابوبكر.. المفاجاة الايجابية الاخرى هي ان النقد الصادرعن مبدعات تونسيات رغم صرامته أنصف المبدعات السعوديات وابرز القيمة الادبية والعلمية لانتاجهن.. فقد ابدت الكاتبات التونسيات اعجابا بالاعمال السعودية المعروضة.. مع التاكيد على ما تميزت به العديد من الروايات والكتب الادبية السعودية من بعض تركيز على بعض جوانب الاصالة وعلى المستوى الرفيع.. برزت تقييمات ايجابية لابداعات الاديبات السعوديات من حيث البينة السردية والمعالجة الروائية الفنية الراقية.. وهو ما وفر فرصة لان يكون للندوة قيمة مضافة منها اكساب الروائية السعودية خبرة جديدة لتقديم نفسها في محافل علمية تتسم بالصرامة مثل بيت الحكمة.. وهذا المعطى رافد إضافي لدعم العمق المعرفي.. والاهم أن الندوة والمناقشات وقعت في مؤسسة نحترمها كثيرا في المشرق وهي بيت الحكمة.. بما يوفر فرصة للدخول في هذه التجربة فتح باب التعاون العلمي مع تقديم الأطياف المختلفة من المبدعات الناقدات إلى المحافظات.. المرأة التونسية والمرأة السعودية * الفكرة السائدة وضع المرأة التونسية ليبيرالية جدا والسعودية محافظة جدا.. ألا تعتبر ان الحوار بين ممثلات عنهما على طرافته هو حوار بين نمطين مختلفين ومشروعين متناقضين للمجتمع؟ - هذا انطباع باق.. وله مبرراته.. لكن ما لاحظناه في الجلسة النهائية لندوة بيت الحكمة أبرز التقارب كانت هناك أصوات محافظة وأصوات جديدة عصرية تتفاعل مع معطيات الحاضر وتحدياته.. وسعدنا بان سمعنا من الاخوات المبدعات التونسيات تقييمات هادئة ومتوازنة للادب النسائي في الخليج والمملكة ومنطقة شمال افريقيا.. وتقييمات رصينة للادب الذي يعارض الفكر الذكوري هنا وهناك.. إن الامم اذا اعطيت فرصة وتعلمت بامكانها ان تبدع وتفيد وتتبادل التجارب بعيدا عن الافكار المسبقة.. صحيح إن وضع المراة في السعودية فيه أحيانا ضبابية في فهمه محليا ودوليا.. داخليا وخارجيا.. المبدعات السعوديات ساهمن في ندوة بيت الحكمة بتونس في تجلية الصورة فيما يتعلق بأوضاع المراة و الهوية والمصيروالجنوسة والمجتمع الذكوري والتربية.. ابعاد جديدة للتعاون مع تونس * وهل هناك ابعاد جديدة للشراكة والتعاون بين تونس والمملكة العربية السعودية في قطاعي الثقافة والاعلام؟ - مجالات التعاون كثيرة جدا بين البلدين الشقيقين.. وقدأحضرت 15 فيلما سعوديا تجريبيا تمكنا من عرض 5 منها على هامش ندوة بيت الحكمة احدها وثائقي والثاني اجتماعي والثالث كرتوني والرابع توثيقي عن الاستعدادات لشهر رمضان في مكةالمكرمة..ونتمنى ان ينظم لاحقا اسبوع الفيلم التونسي في المملكة واسبوع الفيلم السعودي في تونس.. فضلا عن تنظيم مزيد من الندوات واللقاءات المشتركة بين المبدعين والمبدعات في البلدين..