استقبلت مدينة توزر مؤخرا قامة من قامات أدب القص والصحافة والفن الروائي جمال الغيطاني المولود في 9 ماي 1945 بسوهاج بصعيد مصر وهو عصامي التكوين اعتقل في أكتوبر 1966 على خلفية سياسية وقد عمل مراسلا حربيا في جبهات القتال في سنة 1972 أسس جريدة أخبار الأدب في سنة 1993 التي أقلقت كثيرا النظام السياسي حينذاك ويقال أنه ألف رواية "زبيدة والملك" المنسوبة لصدام حسين... واشتهر الغيطاني خصوصا برائعته رواية "الزيتي بركات" التي ترجمت إلى عديد اللغات وله ما يقارب الثلاثة والثلاثين عملا منشورا بين رواية وقصة ونقد أدبي وتحقيقات صحفية وتراجم. هذا وببادرة من المندوبية للثقافة وفرع اتحاد الكتاب بتوزر انتظمت ندوة أدبيّة ترأسّها السيد محمد البشير التواتي المندوب الجهوي للثقافة وواكبتها شريحة كبيرة من مثقفي الجهة ومن مبدعيها وكان ضيف شرفها جمال الغيطاني وقد توزّعت فقرات هذه الندوة على عدة مداخلات ومنها مداخلة حول تاريخ الجريد ألقاها الشاعر محمد الأمين الشريف أما المداخلة الثانية والتي تمحورت حول عطاءات النخب الجريديّة إلى الحضارة العربية الإسلامية أعدها الكاتب الشاذلي الساكر في حين اهتمت مداخلة الروائي جمال الغيطاني بالأدب والثورة التونسية ومما جاء فيها: أن اهتمامه بفن العمارة وبالسجاد وبالموسيقى هي التي ساعدته بدرجة أساسية على إبداعاته الروائية والقصصية. تساءل عن الأسباب التي جعلت الأدباء العرب المعاصرون لا ينسجون على منوال أدباء العرب القدامى من أمثال الجاحظ وبديع الزمان ولماذا هذه القطيعة الحادة بين الأجيال التي لا تشاهد عند الأدباء الغربيين وغيرهم. إن القول بوجود أسلوب خاص لكل أديب هو غلط وحديث لا أساس له من الصحة لأن كل نص يفرض لغته وحواراته وتكوين الجمل فيه وأسلوبه. إن كل كاتب يضيف فهو مقلد وبالتالي لا فائدة من كتاباته إن الشابي هو الأديب والشاعر الذي ألهم كل الأجيال التي جاءت بعده وهو الملهم الحقيقي لكل الثورات ضد الاستعمار وضد الاستبداد والطغيان. إن الأدباء العرب شاركوا بقسط في ثورات الربيع العربي إن أدب القص في الأزمنة الراهنة هو أنضج منه عند المرأة وأكثر إيحاء وإبداعا إن تونس بوعي أبنائها هي التي أشعلت فتيل ثورات الربيع العربي وأنه كان منحازا لها منذ شرارتها الأولى وهو اليوم منحاز للثورة المصرية. أن مجلته أخبار الأدب التي أسسها سنة 1993 ساهمت بقسط في الثورة المصرية. ودار حوار مكثف إثر تقديم الغيطاني لمحاضرته شارك فيه الحاضرون وتمحور بالخصوص حول واقع المرأة في الوطن العربي وحول وسائل الإعلام الحديثة وكيفية توظيفها لنشر الأدب والتعريف به وكذلك حول الآليات التي يجب الاعتماد عليها من طرف الأدباء للقطع نهائيا مع الديكتاتورية العربية.