حققت الصحيفة الجزائرية اليومية الناطقة بالعربية الخبر رقما قياسيا بالنسبة للصحافة المستقلة في كل الدول العربية إذ بلغ عدد النسخ التي تسحبها ال600 ألف نسخة يوميا.. وهو رقم لم تحققه أية صحيفة يومية عربية مستقلة سابقا بما في ذلك في أكبر الدول العربية مصر ذات ال70 مليون ساكن.. حيث سبق لبعض الصحف الحكومية مثل الاهرام أن تجاوزت هذا الرقم لاعتبارات مختلفة منها صبغتها الرسمية والكم الهائل من الاعلانات التي تنشرها يوميا.. والتي تضطر عشرات الآلاف من المؤسسات الحكومية والخاصة لشراء الصحيفة يوميا.. والطريف أن عمر هذه الصحيفة الجزائرية قصير نسبيا ومواردها عند تأسيسها مطلع العقد الماضي كانت محدودة جدا.. إذ تأسست في شكل تعاونية لمجموعة من الصحفيين الجزائريين في نوفمبر 1990.. ورغم الصعوبات والمضايقات المالية والقضائية والسياسية التي تعرضت لها ورغم محاكمة مديرها الحالي علي جري عشرات المرات فقد شقت طريقها بسرعة ونجحت في تحقيق رقم قياسي عربي وأن تصنف ضمن أكبر الصحف العالمية.. رغم صبغتها الوطنية المحلية.. إذا ما استثنينا كمية محدودة من مبيعاتها في أوروبا.. وقد كان حلم الاعلامي المرحوم عمر أورتيلان ورفاقه الذين أسسوها أن تسحب 100 ألف نسخة يوميا.. وكان عمر أورتيلان يمزح قائلا ." سوف استقيل يوم يتحقق حلم إصدار 100 ألف نسخة".. وكانت الصحيفة تصدر عام 1992 حوالي 18 ألف نسخة فقط.. وقفزت الى المائة الف في ظرف عام وافتكت المرتبة الثانية بعد صحيفة ليبرتي الناطقة بالفرنسية.. ثم إلى 300 ألف عام 1999 و400 ألف عام 2000.. وواصلت مشوارها رغم كل المضايقات.. خلال روبرتاجاتي الصحفية في الجزائر مطلع التسعينات أذكر أن كثيرا من الساسة والاعلاميين والمثقفين كانوا يقللون من فرص نجاح الصحافة الناطقة بالعربية.. ويرددون أن ثقافة غالبية الجزائريين أميل إلى الفرنسية والفرنكوفونية والغرب.. بل إن كثيرا من الديبلوماسيين الغربيين أساؤوا فهم الساحة الجزائرية أواخر الثمانينات ومطلع التسعينات بناء على مقالات وتعليقات سياسية كانت تنشرها الصحف الناطقة بالفرنسية مثل لوماتان والوطن وليبرتي.. فضلا عن صحف ناطقة بالامازيغية( أي بالبربرية ) وقف وراءها حزبا سعيد سعدي والزعيم حسين آيت أحمد..وضخمت حجمها عواصم أوروبية وقتها لاسباب استراتيجية ولمصالح ظرفية.. تحقيق صحيفة يومية غير حكومية لهذا الرقم القياسي يؤكد انتماء الجزائر ثقافيا وحضاريا لفضائها العربي الاسلامي رغم خصوصيات مجتمعها.. بما في ذلك ما يتعلق بخصوصيات منطقة القبايل والموروث الامازيغي لنسبة كبيرة من سكان العاصمة وكامل البلاد.. لقد اهتمت وسائل الاعلام الدولية طويلا باخبار التفجيرات والعنف في الجزائر فعسى أن تفتح حوار هادئا حول الرسائل التي يوجهها الشعب الجزائري ونخبه من خلال صحافته الوطنية.. ومنها صحيفة الخبر..