تونس - الصباح - تشهد أقسام الاستعجالي في مختلف المستشفيات اكتظاظا كبيرا يتسبب في أغلب الأحيان في فوضى عارمة وفي الحد من الخدمات الممكن تقديمها خاصة أن أغلب زوار هذه الأقسام حالاتهم غير مستعجلة ولا تتطلب الهلع والفزع ومضايقة الحالات الاستعجالية الفعلية التي تتطلب تركيزا كليا من قبل الاطارات الطبية والشبه الطبية في الأقسام الاستعجالية خاصة أن هذه الأقسام تستقبل ما لا يقل عن 3 ملايين و600 ألف مريض سنويا يحمل منها مستشفى شارل نيكول نصيب الأسد بحوالي 85 ألف حالة سنويا. وأمام هذا الوضع، وأمام المساعي الهادفة إلى تطوير الخدمات الاستعجالية بصفة خاصة والخدمات الصحية بصفة عامة، علمت «الصّباح» أن هناك تفكير جدي في استغلال الأرض التي كان ينتصب فوقها السجن المدني 9 أفريل بباب سعدون - قبل هدمه في نهاية السنة الماضية وتحويل السجن الى المرناقية - لبناء استعجالي ضخم ومتطور فوقها... هذا الاستعجالي سوف يتكفل باستقبال كل الحالات الاستعجالية وسيقتصر دوره على قبول هذه الحالات ثم توجيهها الى المستشفيات المختصة ان اقتضى الحال، وسيكون هذا «الاستعجالي» عبارة عن مستشفى مختص في الحالات الطارئة والاستعجالية دون إقامة أو عيادات داخلية أو خارجية أي بمثابة النقطة الأولى للفحص والعلاج... وسيكون هذا الاستعجالي متطورا بشكل كبير وستتوفر داخله كل آلات الفحص والكشف والتحاليل والتصوير بالأشعة... إلى جانب إطارات طبية وشبه طبية مختصة وكذلك قسم استقبال ورعاية المرضى ومرافقيهم والحد من التوتر والفزع الذي يصاحبهم عادة. هذا المشروع الضخم الذي سيقام على أرض مساحتها تفوق ال4 هكتارات، سيحل العديد من مشاكل المستشفيات والأقسام الاستعجالية... لكن بعض المصادر أكدت ل«الصّباح» أن بقاء الأقسام الاستعجالية الأخرى - وعلى الأقل تلك القريبة من المشروع الجديد - كاستعجالي شارل نيكول والرابطة مازال في طور الدراسة والبحث لما فيه خيرا للمواطن والمريض أولا... فهل سيتم الاكتفاء باستعجالي واحد أم أن الاستعجالي الجديد سيكون هو الرئيسي مع الابقاء على الأقسام الاستعجالية الأخرى التي سيكون عملها أقل بالتأكيد؟ الاستعجالي في المرحلة الاستشفائية ويذكر أن استراتيجية خاصة بقطاع الطب الاستعجالي وضعت منذ سنة 1998 وتمحورت حول 3 محاور أساسية وهي الاستعجالي في مرحلة ما قبل المستشفى والتي تؤمنها 4 أقسام مساعدة طبية استعجالية SAMU في كل من تونس وسوسة وصفاقس وقفصة في انتظار دعمها بقسم خامس في جندوبة. أما الاستعجالي في المرحلة الاستشفائية فيتواجد في تونس اليوم 176 قسما استعجاليا آخرها قسم الاستعجالي الجديد لمستشفى الرابطة واستعجالي أريانة والمركب الاستعجالي ببن عروس لتقويم الأعضاء ومعالجة الحروق البليغة هذا الى جانب عديد الأقسام الاستعجالية الأخرى داخل الجمهورية. التركيز على التكوين وقد شهدت السنوات الأخيرة اهتماما أكبر بالتكوين الخاص بالطب الاستعجالي من ذلك احداث ماجستير مختص يدرس بكل من كلية الطب بتونس وسوسة وصفاقس وتم كذلك بعث اختصاص جديد يعنى بالاستعجالي مع فتح 13 خطة مقيم في الطب لمناظرة الاقامة وخطة في مناظرة أستاذ جامعي مبرز في اختصاص الطب الاستعجالي مع العمل على بعث سلك من مهنيي الصحة وتكوينهم حصرا في الاستقبال وانتقاء المرضى حسب خطورة الحالة.