أحد المهندسين المختصين ل«الصباح» بعض المسارات الطبيعية للمياه سدّت والبعض الآخر مرت فوقه الطريق السريعة تونس-الصباح: مرة أخرى تفعل الامطار فعلها في احياء العاصمة و ضواحيها ليغرق اغلبها في المياه والاوحال وتتعطل حركة المرور في جل الشوارع وتم مجددا وكالعادة اغلاق نفقي باب سويقة وايقاف جولان الحافلات والمترو ومن حسن الحظ ان ذلك اليوم كان يوم عطلة ولم تكن حركة الجولان مكثفة باستثناء بعض الذين كانوا باتجاه المنتزهات (النحلي-رادس-سيدي بوسعيد-المرسى....) او الفضاءات الترفيهية (دح دح- كتكوت... وغيرهما)، وتحول أملهم في قضاء امسية رائقة وممتعة الى امسية رهيبة خاصة بالنسبة للاطفال الذين تزينوا باحلى لباس وكانوا في ابهى حلة فوجدوا أنفسهم فجأة وسط الامطار والاوحال دون ان يجدوا وسائل نقل عمومي تعود بهم الى منازلهم. وكالعادة وجدت الامطار منفذا لها للمنازل والادارات والمحلات التجارية وطفا ماكان داخلها فوق المياه, اما السيارات فقد توقف اغلبها على جانبي الطريق بعد ان غمرت المياه عجلاتها ووصلت محركاتها التي لم تصمد طويلا فتوقفت وسط الطريق متسببة في المزيد من المشاكل المرورية وتعطيل اكبر لحركة الجولان. اما البالوعات فقد تحولت مجددا الى نافورات تبعث بما تحويه من مياه اكثر ممّا تستوعبه وعوض ان تمتص السيول المنهمرة فقد لجأت الى الدفع بما تحمله خارجا رافضة استيعاب ولو جزء بسيط من مياه الامطار امام ما احتوته من اوساخ ومخلفات اشغال البناء والحدائق. سبالة بن عمار والطريق السريعة وعلى عكس امطار "غسالة النوادر" التي ضربت العاصمة منذ أيام ولم تخلف من ألطاف الله أي ضحايا او خسائر بشرية رغم ضخامتها وما سببته من آثار على الطرقات وعلى حركة المرور... هذه المرة حصلت الكارثة وتسببت الامطار الغزيرة التي نزلت في وقت وجيز وبغزارة- في خسائر بشرية من قتلى ومفقودين بلغ عددهم ال16 داهمتهم المياه وهم في سياراتهم بالطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين تونسوبنزرت على مستوى منطقة سبالة بن عمار التي باتت منذ سنوات منطقة فيضانات وبالتحديد منذ اقامة الطريق السريعة تونس-بنزرت .فهل اثرت هذه الطريق على الطبيعة وعلى مسارات المياه الطبيعية؟ أحد مهندسي وزارة التجهيز والاسكان فضل عدم الافصاح ان اسمه أكد ل"الصباح" ان منطقة سبالة بن عمار وعديد المناطق الاخرى المحاذية للطريق السريعة تضررت بالفعل من هذه الطريق ومن الاشغال التي انجزت. وأضاف ان بعض المسارات الطبيعية للمياه غمرت وسدت بل ان بعضها مرت فوقه الطريق وهو ما اثر على المناطق المجاورة التي اصبحت المياه تنحصر فيها لعدم وجود مخرج لها.وقال انه من المعروف ان الطبيعة لا يمكن المس منها ولا من مساراتها فالاودية تبقى كذلك مدى الدهر ولا يمكن ردمها حتى لو كانت ناشحة من المياه لسنين، واضاف بان الوادي يمكن ان "يحمل" من جديد وفي أي وقت. وقال محدثنا ان ما زاد في خطورة الوضع هو وجود جبال قريبة من المنطقة ومن الطريق السريعة وهذه الجبال تبعث بمياهها واتربتها وحجارتها الى الاودية والطرقات فتسد بعضها مؤقتا وتفتح مسالك مياه جديدة تتوسع تدريجيا ولكنها لا "تقتل" الاودية الطبيعية الاولى. واكد ان سبالة بن عمار يمكن اعتبارها منطقة فيضانات ومن الضروري البحث عن سبل عاجلة لحمايتها وحماية المناطق القريبة منها. حوادث والى جانب ما حصل في منطقة سبالة بن عمار وباعتبار ان الأمطار تزامنت مع ايام العيد وما تشهده تلك الايام من كثافة مرورية على الطرقات الوطنية والسريعة المؤدية الى مختلف المدن داخل الجمهورية في مثل هذه المناسبات، وامام اختيار الاغلبية العودة الى مقرات سكناهم الأصلية في اليوم الثاني للعيد للاستعداد للعودة للدراسية وللعمل وحتى يتجنبوا الاكتظاظ الكبير في الطرقات, فان المفاجأة كانت في انتظارهم حيث اعترضت أغلبيتهم الأمطار في الطريق والتي كانت عامة في اغلب مناطق الجمهورية وخاصة في الساحل والوسط... وقد تسببت هذه الامطار في عدة حوادث مرور لانعدام الرؤية ولحصول انزلاقات خاصة في الطريق السريعة تونس-الحمامات. ولم تمنع مجهودات أعوان الامن مشكورين في حصول تجاوزات خطيرة تسببت في عدة حوادث كان بعضها خطيرا... أحياء في الظلام ولم تتوقف آثار امطار السبت على ذلك بل ان الأضرار مست كذلك عديد الاحياء التي- والى جانب اصابتها بالعزلة نتيجة استحالة الدخول اليها والخروج منها - عانت من الظلام لساعات طويلة امتدت من الظهر(حيث حل الظلام باكرا امام تغيم الاجواء) حتى الساعات الاولى من الليل. ففي ولاية اريانة مثلا انقطع النور الكهربائي لساعات على 17 حيا وعجزت مصالح الشركة الوطنية للكهرباء والغاز عن حل الاشكال وحتى البعض الذي حمل نفسه واتجه الى فرع الشركة بمفترق طريق الغزالة-رواد فوجئ بالمياه تغمر المقر الذي لم يمض على تدشينه الا اشهر قليلة، وفوجئ بالمسؤول يعمل من فوق كرسي وضعه فوق مكتبه حتى لا تطاله المياه. وحول الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي في حي الغزالة وبالتحديد في حي الصحافيين، ان هذا المشكل بات في حاجة الى حل جذري خاصة وحسب بعض الخبراء وحتى تقنيين من الشركة الوطنية للكهرباء والغاز فان الامر يتعلق فقط بتغيير محول كهربائيtransformateur فحسب .فهل يعقل ان يكون الانقطاع الكهربائي السمة الدائمة لهذا الحي كلما نزلت الامطار او هبت الرياح؟ والغريب ان الانقطاع يتواصل لساعات ويحرم العديد من القيام بأعمالهم وخاصة التلاميذ من المراجعة واعداد دروسهم؟