تونس الصباح: بعد انتظار خريفي طويل ومخاوف من انحباس الامطار عادت الفرحة لقلوب الفلاحين وتهللت وجوههم فرحا بكميات الامطار الوافرة التي شملت اغلب المناطق في البلاد ... ولعل الهام في هذه الامطار انها اتت في فترة حساسة جدا من بداية الموسم ، كما كانت مسترسلة خلال الاسبوع قبل الفارط والجاري . وفوق كل هذا كانت كمياتها هامة جدا مما جعلها تمكن من انطلاق جملة النشاطات الفلاحية لعل ابرزها الزراعات الكبري في شمال البلاد ووسطه، وكذلك على مستوى اجزاء هامة من الساحل والوسط والجنوب اين كان الجميع ينتظرون ارتواء غابات الزياتين المحملة بصابة لم يعد يفصلنا عن انطلاقها سوى بعض الاسابيع. فماذا قال الوسط الفلاحي عن أهمية الامطار الاخيرة؟ وما مدى انعكاساتها عن مجمل الزراعات والموسم بشكل عام؟ كميات امطار محترمة تقارب معدلات الامطار الخريفية السنوية وفي عملية احصائية مقارنة لكميات الامطار النازلة خلال الفترة الاخيرة على جهات البلاد افادت مصادر الرصد الجوي ان مجمل الكميات حسب الجهات وفي عمومها قاربت المعدلات السنوية لامطار الخريف السنوية، كما انها ايضا قد فاقتها في العديد من الجهات وخاصة ببعض جهات الساحل واقليم قابس الكبرى بالجنوب وايضا في العديد من مناطق الشمال. وافاد بعض الفلاحين من ناحية اخرى ان هذه الامطار تعتبر في الحقيقة وبناء على موجة الحرارة التي كانت تمر بها البلاد نقلة نوعية للقطاع الفلاحي على اساس انعكاساتها الايجابية على كل انواع المزروعات وخاصة الزراعات الكبرى وقطاع الزيتون. فما هي انواع الافادة الحاصلة جراء هذه الامطار؟وما مدى انعكاساتها على النشاط الفلاحي؟ حركية مضاعفة في اوساط فلاحي الزراعات الكبرى على الرغم من ان امطار الاسبوع قبل الفارط قد حركت نشاط فلاحي الزراعات الكبرى. وانطلق نشاط عمليات البذر على مساحات كبرى من مناطق الشمال.. فإن تلك الكميات المسجلة في اولى امطار الخريف جعلت العديد من الفلاحين ينتظرون مزيد ري الارض .. ومع الامطار الاخيرة تبددت المخاوف بالكامل ، وانبرى فلاحو الزراعات الكبرى في عمليات حرث حثيثة على اعتبار انه قد اكتمل نصاب انطلاق الموسم في احسن الظروف. وقد افادتنا مصادر من المندوبيات الفلاحية بكل من الكاف وجندوبة والقصرين وسليانة وباجة انه ينتظر ان تنطلق عمليات زراعة وحرث الارض بداية من نهاية الاسبوع في مساحات شاسعة وذلك بعد عملية ارتواء الارض لمدة ثلاثة ايام. غابات الزياتين بانتظار موسم جيد فلاحو الزياتين في الوسط والساحل والجنوب كانوا الى حد اسابيع قليلة ماضية يقلبون الطرف في السماء، وتعلو وجوههم مسحة تجهم خوفا من مزيد انحباس الامطار.. ولعل يأس العديد منهم الذي دب الى القلوب قد دعا بعضهم الى المبادرة بعمليات ري اشجاز الزيتون المثقلة بثمارها. لكن ومع توالي نزول الامطار خلال الاسبوعين الاخيرين في معظم جهات الوسط والساحل والجنوب عاد الامل بالكامل الى هؤلاء الفلاحين على اعتبار ان الامطار الاخيرة كانت منقذا لشجرة الزيتون التي شحب لونها ومال الى الاصفرار، علاوة على التخوف من ان تكون السنة جائحة وتتبدد الصابة . ويشير بعض الفلاحين من مناطق الساحل وسيدي بوزيد وصفاقس وكذلك من جهة مدنين ان كميات الامطار المسجلة خلال هذه الايام قد انقذت الصابة من التلف وهي كافية على حد رأيهم لنجاح الصابة وانطلاق موسم الجني القريب في أحسن الظروف وقدروا نجاح الصابة في الجهات بنسبة 90% ، باعتبار مساحات الزياتين التي غطتها الامطار لحد الان. تعزيز زراعات الخضر الفصلية السقوية بمساحات اخرى بعلية تمثل هذه الفترة من الموسم الفلاحي مرحلة نشاط هام لزراعة الخضر الفصلية الشتوية على اختلاف انواعها . وتشير مصادر فلاحية من اتحاد الفلاحين ان الامطار الاخيرة قد عززت نشاط الفلاحين في هذا القطاع على اعتبار ما سينضاف من زراعات بعلية لانواع من الخضر كانت الى حد قريب غير واردة باعتبار انحباس الامطار. وتشير هذه المصادر الى ان تعزيزات زراعة الخضر الفصلية سوف تتركز بالاساس على زراعة البطاطا على اعتبار النقص المسجل في هذه المادة والتي فرض انتاجها المحدود في الفترة الفارطة توريد اكثر من 45 الف طن. وبشكل عام فإن الامطار الاخيرة وعلى الرغم من بعض مظاهرها السلبية التي ظهرت في بعض المناطق من البلاد فإنها مثلت انقاذا تاما للموسم ، وسوف تليها انتعاشة في القطاع الفلاحي وانتاجه مما سيكون له انعكاسات ايجابية على الانتاج وعلى الاسعار وبالتالي على القدرة الشرائية للمواطن بعد الارتفاع الحاصل في اسعار بعض انواع الخضر. علي الزايدي