تونس الصباح أفادت مصادر المعهد الوطني للرصد الجوي أن الأمطار الأخيرة شملت تقريبا معظم المناطق الزراعية في البلاد. كما أشارت إلى أنه على الرغم من أن كميات الأمطار لا تزال محدودة نسبيا، إلا أنها تعتبر هامة لنزولها في بدايات فصل الخريف الذي عادة ما يكون مرتفع الحرارة وجافا على معظم جهات البلاد وهو ما استبشر له الفلاحون تفاؤلا ب«خريف بدري». وقد أوردت مصادر من الرصد الجوي للصباح أن الأمطار التي تهاطلت أمس وأول أمس على عدد من جهات البلاد وخاصة المناطق الغربية للبلاد «عادية جدا في الموسم الحالي»... وهي من نوع «الغيث النافع».. لأن كمياتها عادية تتراوح غالبا بين 20 و30مم في اليوم وتتهاطل دون زوابع فجئية عنيفة ..بما في ذلك في الجهات التي نزلت فيها كميات من البرَدِ المعروف بتسمية التبروري .. وحسب المعطيات المتوفرة بعد ظهر أمس في المعهد الوطني للرصد الجوي، فان من أكثر الجهات التي استفادت من أمطار اليومين الماضيين مناطق الزراعات الكبرى لا سيما في ولايتي سليانة والكاف ..كما شملت ولايات القصرين وسيدي بوزيد وباجة .. وفي المناطق الساحلية عموما نزلت كميات متفاوتة الأهمية من الأمطار..شملت جل الجهات من طبرقة وبنزرت شمالا الى جربة وجرجيس جنوبا ..وقد سجلت مساء أول أمس وصباح أمس كميات هامة من المياه أكبر في ولايات الساحل وصفاقس ..دون زوابع رعدية عنيفة تذكر.. وحسب نفس المصدرفإن الفلاحة عموما والاشجار خاصة أول مستفيد من أمطار الخريف هذه بعد أن كانت عدة جهات استفادت في الاسبوعين الماضيين من تهاطل كميات متفاتةالاهمية ..استبشر لها الفلاحون كثيرا ..بعد أسابيع الشهيلي والحرارة المرتفعة التي ميزت النصف الاول من شهر رمضان .. أحسن من المعدل وفي جرد لكميات الأمطار التي نزلت على البلاد الأسبوع الماضي أوردت مصادر من الاتحاد الوطني للفلاحين اعتمادا على مندوبياته الجهوية للفلاحة، أن مناطق الشمال التونسي انتفعت بنسب متفاوتة من الأمطار، وذلك على معظم الجهات .ويصل معدل هذه الكميات لحد الآن إلى ما يفوق 25 مليمترا تقريبا، وهي نسبة فاقت معدلات الأمطار التي نزلت في مثل هذه الفترة من السنة الفارطة. كما بينت هذه المصادر أن جهات الساحل التونسي والوسط والوطن القبلي قد انتفعت لحد الآن بأمطار هامة بددت مخاوف الفلاحين بعد صيف حار جدا، وكذلك بالنسبة للجنوب حيث شهدت ولايات مدنين وتطاوين وقابس نزول الغيث، وكانت أهم هذه الكميات بجرجيس حيث فاقت الأمطار 90 مليمترا. وفي نشرته الجوية بالنسبة للأيام الثلاثة القادمة، أبرز معهد الرصد الجوي أن التقلبات المناخية ستتواصل على البلاد، كما ستكون مصحوبة بنزول كميات من الأمطار، خاصة على الشمال والوسط. وينتظر أن يتواصل تكاثر السحب على البلاد مصحوبة بتقلبات، وبمزيد من كميات الأمطار بسبب بقاء البلاد تحت تأثير موجة باردة قادمة من أوروبا. حركية في الوسط الفلاحي وأفادنا المهندس الفلاحي منجي عمايرية أن مناطق الزراعات الكبرى بالشمال تشهد هذه الأيام في معظمها حركية هامة تتمثل أساسا في عمليات الحراثة البيضاء استعدادا لموسم البذر. وقد أشار أيضا إلى أن المناطق السقوية وحتى البعلية التي شملها نزول أمطار هامة، سواء بالوسط أو الساحل أو الوطن القبلي والشمال قد بادرت منذ أيام بزراعة كافة أنواع الخضر الشتوية الورقية. وتم دفع الفلاحين الى زراعة مساحات هامة أيضا من البطاطا الفصلية على وجه الخصوص. وينتظر على ضوء هذا النشاط الفلاحي الخريفي المبكر نسبيا أن لا يقع تأخير في إنتاج كافة أنواع الخضروات الفصلية، خاصة بعد جملة الاستعدادات والمساعي التي تمت في الآونة الأخيرة لتوفير كافة أنواع البذور سواء لأنواع الخضر أو البقول، وفي مقدمتها البطاطا التي تأثرت السوق بالنقص المسجل فيها. أما بخصوص الزراعات الكبرى فتشير مصادر فلاحية إلى أن الاستعدادات لموسم البذر تجري في كل جهات الشمال، ولعل المنتظر في هذا الوسط هو مزيد نزول كميات من الأمطار لارتواء الأراضي بما يؤمّن عمليات زراعية مطمئنة. ومن جهة أخرى استفادت مناطق هامة من غابات الزيتون في الوسط والجنوب بأمطار الخريف، وهو عامل سيساعد أيضا على نجاح الصابة التي تبقى في حاجة إلى الارتواء بمياه الأمطار في مثل هذه الفترة الحساسة التي يكتمل فيها نماء حبات الزيتون. ولعل هذه التقلبات وما صاحبها من نزول أمطار على معظم جهات البلاد في بدايات الخريف، وما ينتظر أيضا من مزيد نزول الغيث النافع على ضوء ما أشير اليه من تواصل للتقلبات المناخية على البلاد، يمكن أن يمثل تبديدا لهاجس المخاوف لدى الفلاحين، ويؤكد حصول «خريف بدري»، وموسم فلاحي طيب في عمومه.