تونس الصباح : فجعت الاوساط الحقوقية والسياسية وعائلة قدماء المناضيلن الوطنيين في المناضل الكبيرجورج عدة ..الذي غادرنا الى الابد وهو في ال 92 من عمره بعد مسيرة طويلة من النضال مع أجيال من الساسة والحقوقيين والنقابيين التونسيين . عرف جورج عدة منذ شبابه مناضلا في الحزب الشيوعي والحركة النقابية وتعرض للاعتقال مرارا منذ الثلاثينات بسبب نضالاته مع الزعماء والنشطاء الوطنيين الدستوريين واليساريين والزيتونيين وقادة الحركة النقابية بمختلف مراحلها
لم يساير الفقيد الكبير التيارالسائد في الثلاثينات في صفوف اليهود التونسيين الذين اختاروا التجنس والانضمام الى صف الفرنسيين مستفيدين من بعض الامتيازات التي قدمها بعض قادة الاحتلال للمواطنين التونسيين اليهود ضمن سياسة فرق تسد ..ومن بينها الترحيب بهم في فرنسا وتسهيل اجراءات ادماجهم في مجتمع المعمرين في تونس . في السجون والمحتشدات لقد صمد جورج مع الوطنيين التونسين وناضل مبكرا في الحركة السياسية الوطنية رغم المضايقات والسجون والمحتشدات مع الوطنيين وثلة من رفاقه النقابيين وفي الحزب الشيوعي ..مع سليمان بن سليمان وعلي جراد ومحمد نافع ثم مع عبد الحميد بن مصطفى ومحمد حرمل ورفاقهما ..وصمد مع قوى المجتمع المدني التي عارضت قرار الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ورفاقه مطلع الستينات بحظر التعددية الحزبية والسياسية ومنع الحزب الشيوعي وصحفه . وتابع جورج عدة مسيرته مع مناضلي المجتمع المدني في السبعينات والثمانينات ثم بعد تغيير 7 نوفمبر1987. وقد عرف بمواكبته للطور الاول لعودة التعددية الحزبية الى تونس وتاسيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان موفى السبعينات ..ثم برز مجددا ضمن نشطاء الحزب الشيوعي وقوى المجتمع المدني ومواكبة تحركات الاحزاب السياسية التي تنشد التعددية والديقمراطية والاصلاح الاجتماعي ومعاداة المشاريع الاستعمارية الغربية والاسرائيلية في المنطقة . لا يجامل ولا يعادي شاءت الاقدار أن يموت جورج عدة بعد سنوات من لوعته في وفاة ابنه سارج عدة ..عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان سابقا ورجل الاعمال لاحقا .. عرفت جورج وسارج عن قرب ..وكان لكل منهما خصائصه وخصاله.. وان انسى فلن أنسى ما قاله لي الفقيد الكبيرجورج عدة في حديث صحفي على هامش موكب تشييع جنازة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة عندما لخص موقفه من بورقيبة بقوله : " لقد ناضلنا وراء الزعماء الوطنيين بقيادة بورقيبة ضد الاحتلال الاجنبي وعارضت بورقيبة رئيسا بسبب ما اعتقدت انها اخطاؤه ومن بينها الغاؤه التعددية السياسية والحزبية لكني اقدر بورقيبة المصلح والسياسي الوطني الذي قدم الكثير لتونس " هذه العقلية " الوسطية " حكمت تفكير المرحوم جورج طوال نضالاته من اجل الحريات والاصلاح الاجتماعي والسياسي ..دون مجاملات وبعيدا عن الاساليب العدائية والانفعالية ..كان لا يجامل ولا يعادي ..ورغم تقدمه في السن واضب على حضور تظاهرات حركة التجديد ورابطة الدفاع عن حقوق الانسان ومؤتمرات عدد من الاحزاب والمنضمات . مات عقلانيا ومناضلا كبيرا ..لكن تراثه سيظل خالدا .. رحل جورج والجميع يكن له الاحترام والتقدير.. مثلما تشهد على ذلك بلاغات النعي والتابين الصادرة في حقه عن الاستاذ احمد ابراهيم الامين العام لحركة التجديد باسم رفاقه في الحزب وعن قادة بقية احزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والاوساط النقابية .