تونس الصباح لئن لم يكن للامطار الاخيرة تأثيرات بارزة في تغيرات درجات الحرارة، وتواصل الطقس معتدلا في العموم فإن حركية السوق قد تغيرت باتجاه الاستعداد للفترة القادمة التي سوف تتسم ببرودة في الطقس. ولعل هذه العادة تبقى جارية في مظاهر نشاط السوق على اساس تأقلم نشاطاته مع المواسم، والاستعداد لها مبكرا . فماذا عن الملامح البارزة داخل السوق في هذا المجال؟ والنقلة المنتظرة في مشهده بداية من هذه الايام؟ الاستعداد لمرحلة الشتاء مظهر عام لنشاط المحلات تغيرت ملامح العديد من واجهات المحلات التجارية المختصة في بيع الملابس الجاهزة شيئا فشيئا، وذلك بتعويض محتوى واجهات محلاتها البلورية من الالبسة الخفيفة الصيفية الى ملابس الشتاء المنتظر الاقبال عليها خلال الاشهر القادمة.. ولعل الذي زاد في تسريع تغيير المعروضات داخل هذه المحلات هو الامطار الاخيرة التي عرفتها البلاد، وكذلك تدرج الطقس نحو ليونة الحرارة واتجاهها نحو البرودة. ففي جولة قادتنا الى بعض الشوارع والجهات المختصة في بيع الملابس الجاهزة والتي تكثر بها المحلات المختصة في هذا المجال وكذلك داخل العديد من المساحات التجارية الكبرى لاحظنا ظهور الملابس الشتوية بكل انواعها كبديل عن الملابس الخفيفة التي احتلت واجهات المغازات منذ بداية فصل الربيع والى غاية الايام الاخيرة. ويبدو ان هذا التبكير بالاستعداد للشتاء على مستوى حركة السوق ليس مرتبطا بالتغيرات المناخية التي مازالت مستقرة في عمومها، انما هي عادة دأب عليها نشاط السوق، واستباقه للفصول على اساس عرض التقليعات الجديدة في الملابس الخاصة بالاطفال والنساء والرجال. ولئن لم يدم وقوفنا طويلا امام المحلات، الا ان المظهر العام للمعروضات من الملابس يوحي باستعداد مبكر للشتاء، وبتسابق في الاستعداد له، حيث ظهرت المعاطف والاحذية وغيرها من انواع الملابس الشتوية بكل الانماط والالوان والانواع. حركية في محلات بيع وسائل التدفئة وتحت هاجس الخوف من هجمة البرد والتحول السريع في انخفاض درجات الحرارة بعد نزول الامطار الاخيرة، تحركت ايضا سوق بيع وسائل التدفئة لتشملها حركية وزيارات المواطنين مباشرة بداية من يوم الاحد الفارط. فكان الاقبال على العديد من المحلات كبيرا، وخصوصا على سوق المنصف باي التي تتوفر بها انواع مختلفة من هذه الوسائل. وتشير مصادر مطلعة داخل هذا القطاع ان وسائل التدفئة قد تطورت بشكل كبير خلال السنوات الاخيرة لتشمل انواع مختلفة تعتمد فيها كل انواع المحروقات. ولعل البارز في هذا المجال ان الصناعة التونسية قد اقتحمت هذا المجال بتوفير وسائل تدفئة متنوعة، وخاضعة لجملة المواصفات التي تقوم على صناعة تتلاءم ومجال التحكم في الطاقة. وتشير مصادر وزارة الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة الى ان نسبة استعمال وسائل التدفئة قد تطورت في الوسط الاجتماعي التونسي وبلغت زهاء 80% من عدد العائلات، مما رفع من استهلاك الطاقة والمحروقات من سنة الى اخرى.