لقد استطاع العمل التلفزي الليالي البيض أنّ يشد اليه الاهتمام إذ احتكم إلى حبكة درامية فيها الكثير من البحث فالنسق الحدثي كان تصاعديا بطريقة متقنة كتابة واخراجا كما أن هذا الانتاج جعلنا نكتشف طاقات شابة سيكون لها شأن في قادم الأيام ومن بين الوجوه التي تفاعل معها الجمهور واحبها بشرى السلطاني أو درصاف وقد لمسنا هذا الود بينها وبين المشاهد التونسي أثناء جلستنا معها إذ قوطعنا العديد من المرات بثناء من هذا وشكر من هذه وامتد بنا الحوار مع هذه الفتاة التي لمسنا في حديثها اصرارا متناهيا على التألق والتميز * هل يمكن أن نقترب أكثر من بشرى السلطاني؟ عمري 22 سنة واحتفلت يوم الثلاثاء الفارط بعيد ميلادي انطلقت منذ سن التاسعة مع مسرح الطفل وبالتالي كانت علاقتي وطيدة بالمسرح الهاوي ودعمت هذا الحضور في مجال الفن الرابع بتكوين مسرحي في أحد المراكز الخاصة * هل لك تجارب سابقة في الميدان الفني؟ لا البتة لم أقف أبدا على خشبة المسرح ولم أواجه الكاميرا ولو مرة واحدة في حياتي. * اذن جاءت كل الأمور هكذا فجأة؟ هناك بعض الصحة في ما تذكر ولكن تلقيت تكوينا وكان لي حضور لفترة قصيرة جدا باعتباري متربصة مع الفنان الأمين النهدي. * حضرت في الليالي البيض كيف أتيت إلى هذا المسلسل؟ كان الكاستينغ هو الفيصل وهو الوحيد الذي مكنني من دور جميل جدا عشقته وتفاعلت معه كثيرا واعني بذلك دور درصاف * لماذا دور درصاف دون غيره؟ ربما لأن الشخصية حين وقعت صياغة معالمها وافقت شكلي وخاصة المقومات الجسمانية * هل من توافق بين بشرى ودرصاف؟ لقد انتابني خوف كبير حين قرأت السيناريو فالبون شاسع بين ما أنا عليه في حياتي اليومية والشخصية وما قدمته في المسلسل لقد تملكتني رهبة كبيرة من أنّ يخلط الناس بين الواقع والفعل الدرامي الذي أجسمه في العمل التلفزي * هل توفقت في الفصل بين بشرى الانسانة ودرصاف الشخصية الحكائية؟ لقد اعتمدت وصفة مخصوصة في ذلك، فحاولت أن تكون شخصية درصاف مركبة في اللهجة وحتى في مستوى الايقاع الصوتي لقد اشتغلت كثيرا على مخارج الحروف حتى أبرز شخصية هي فقط فنية لا علاقة لها بي. * وقفت أمام أسماء لها تاريخ كبير مثل: امال سفطة، صلاح مصدق وغيرهما بماذا شعرت بصراحة؟ لقد أحسست امامهم بالامان، بالحماية، انهم عاملوني بكثير من الحب والمساعدة والتوجيه، كان هاجسهم الأقصى أن يكوّنوا جيلا جديدا يواصل ما نسجوه،، لقد شعرت انهم يرددون بينهم وبين أنفسهم بعدنا ماذا؟ لذلك ساعدونا كثيرا وأشكرهم جميعا على هذا بكل أمانة وجدت أناسا يحبون الجيل الجديد، انهم فريق متكامل لا يعمل من اجل المال أو الشهرة بل من أجل نجاح الدراما التونسية. * أنت في بداية الطريق هل تقبلين أي دور يعرض عليك؟ أجل، المهم أنّ أتقنه، وكل انتاج هو اثراء لتجربتي بصراحة في السنوات العشر الاولى سأقبل بكل ما يعرض علي وبعد هذه الفترة سأمر إلى مرحلة اختيار الأدوار بعد عشر سنوات حاسبوني. * اذن هل يمكن أن نراك في أدوار اغراء؟ لا، هذا لن يكون ابدا وانا متأكدة مما أقول، أنا اختار الأدوار بعقلانية لذلك لن أسقط في هذا السياق فقناعاتي ومبادئي تمنعني من ذلك أنا لست كاترين، انا أعيش في مجتمع شرقي فيجب أنّ احترمه حين أدخل إلى بيته أو حين يراني سينمائيا حتى يحترمني، كل خطوة من خطواتي يجب أنّ تكون مدروسة * هل تغيرت بشرى بعد بروزها على الشاشة الصغيرة؟ بصراحة نعم، لم أكن قبل ذلك اهتم بنظرة الناس الي ولكن بعد حضوري في الليالي البيض فلقد تغير كل شيء * ما هو حلم بشرى السلطاني؟ ككل، - صبية - تونسية - أحلم بتكوين أسرة وبتربية جيل صالح * إلى ماذا تشتاق بشرى في هذه اللحظة؟ بي شوق كبير إلى أجواء التصوير * مما تتألمين؟ أتوجع لهجرة الطاقة الابداعية التونسية والقائمة بدأت تطول هند صبري، درة زروق، شوقي الماجري وفتحي الهدّاوي * بماذا تأثرت؟ بعد عرض المسلسل كان المشاهدون يلتقون بي في الشارع فيقولون لي «كنا في الشارع نمشي ونبكي» اذن لقد احسوا بقيمة الدور اجتماعيا ونفسيا وهذا أثر في ذاتي تأثيرا كبيرا * بنيتك الجسمانية بشرى هل تقلقك؟ لا أنا في مصالحة مع جسدي وذاتي * مما تتعلمين؟ أتلقى تعليمي في الميدان الفني من الفشل فهو الذي يحفز على التطور واذا عملت دائما بهذه الطريقة سيحبني الكبار والصغار