أجل... الحياد ليس مجرّد شعار أجوف نرفعه ونتغنّى به قولا ولا نطبّقه فعلا، بل هو مبدأ من مبادئنا الراسخة وثوابتنا التي لا تتزعزع ولا نحيد عنها أبدا. لذلك فحين أكدّنا لكم في عددنا الصادر يوم السبت الماضي أننا نلازم الحياد المطلق إزاء ما يجري حاليا في أوساط أحباء النادي الصفاقسي، ولا نتبنى أي موقف تجاه طرف دون آخر، فلم يكن ذلك سوى تعبيرا صادقا عن توجهاتنا، وها هو الدليل بين أيديكم. الدليل هو هاته الرسالة التي أمامكم والتي هي بمثابة التعقيب على العرائض التي نشرناها سابقا وانتقد فيها أصحابها سياسة الهيئة المديرة الحالية للنادي الصفاقسي برئاسة صلاح الدين الزحاف. رسالة اليوم تحمل أسماء 1446 محبا من أنصار النادي الصفاقسي مرفوقة بأرقام بطاقات تعريفهم وإمضاءاتهم. تأملوا في مضمونها أولا، وسأتولى بعد ذلك التعقيب عليها بجملة من الملاحظات: عريضة من 1446 محبا للنادي الصفاقسي: عن أي فشل يتحدثون؟ نحن الأحباء الغيورين الأوفياء للنادي الرياضي الصفاقسي نعبر للرأي العام الرياضي عن: 1 - استنكارنا الشديد لما صدر عن فئة شاذة من الأشخاص بمناسبة لقاء فريقنا مع نادي القطن الكامروني من عبارات تمس من رئيس الجمعية السيد صلاح الدين الزحاف،و ونعتبر أن هذه الفئة لا تمثل جمهور النادي بل هي مجرد مجموعة شاذة يحركها أشخاص خدمة لمصالحهم الشخصية الضيقة. 2 - استهجاننا ورفضنا لما صدر عن هذه الفئة صلب ما سمي بعريضة يطالبون فيها رئيس الجمعية السيد صلاح الدين الزحاف بالاستقالة ناكرين، ما حققته ولا زالت تحققه الجمعية في مدة نيابته، تمثلت أساسا في الحصول على لقب دوري أبطال العرب وبطولة وكأس تونس والوصول الى نهائي دوري أبطال العرب ونهائي رابطة الابطال الافريقية اضافة الى البطولات والكؤوس في بقية الرياضات بعد أن كان فريقنا يغادر سباق المراهنة على الألقاب منذ شهر اكتوبر من كل موسم رياضي، وأننا نستغرب جحود هذه الفئة ونكرانها واستنقاصها لتاريخ النادي وأمجاده. 3 - استغرابنا لادعاء هؤلاء الأشخاص أنهم من أحباء النادي والحال أن واجب المحب يستدعي المحافظة على وحدة صف الأحباء ومؤازرة فريقهم وهيئته المديرة وصون كرامتها في حين أن هذه الفئة سعت وبمجرد خروج اللاعبين الى الميدان الى التصفير ضدهم بغاية افقادهم التركيز والحط من معنوياتهم قبل بداية لقاء هام مداره الترشح الي دور المجموعات لكأس الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم، فهل يحق فعلا لهذه المجموعة ان تطلق على نفسها تسمية احباء النادي؟ كلا وألف كلا ونقول لهم بأن أحباء النادي أسمى وأرفع من هؤلاء وممارساتهم الرخيصة. اننا كأحباء حقيقيين للنادي نشد على أيادي السيد صلاح الدين الزحاف وكافة أعضاء الهيئة المديرة وادارة النادي ونعبر لهم عن ثقتنا التامة واللامشروطة فيهم واعتزازنا بالمكانة التي أصبح يحتلها نادينا وطنيا واقليميا ونثمن ما حققته من انجازات ذات ليس من الهين ان يحقق فريق أغلب لاعبيه من الشبان فوزا عريضا على نادي القطن الكامروني وينتصر فريق عناصره من الاواسط على الفريق الاول لقوافل قفصة في قفصة بالذات في اطار كأس الرابطة، وهو ما يوكد ان مستقبل الفريق يبشر بكل خير وينتظره مستقبل باهر. هذا دون التذكير بأن مجهودات رئيس الهيئة المديرة واعضائها والادارة تمكنت من اتمام أشغال المركب الجديد للنادي رغم انعدام الامكانيات المالية، وهو مفخرة للجمعية. فبعد كل هذا عن أي فشل يتحدثون؟ اننا نجدد مؤازرتنا لرئيس النادي والهيئة المديرة وندعوهم لمواصلة العمل دون الالتفات الى محاولات هذه الفئة الشاذة للنيل من سمعة النادي وزعزعة استقراره وسوف نعمل جاهدين لقطع الطريق امامها في محاولتها لخدمة اغراض ضيقة. عاش النادي الرياضي الصفاقسي * الامضاء: 1446 من أحباء النادي الصفاقسي. * ملاحظة: اننا نحتفظ بهذه الرسالة مرفوقة بأسماء أصحابها وأرقام بطاقات تعريفهم وإمضاءاتهم.
في البداية بودّي أن أتوجه بالشكر إلى أصحاب هذه العريضة وأيضا إلى الذين حرروا العرائض المنشورة سابقا على صفحاتنا وتبنّوا ما فيها من آراء وأفكار ومواقف. لأنه وبكل بساطة ليس هناك أفضل من الحوار والنقاش لإيجاد الحلول التي تكفل تطويق المشاكل ان وجدت والأزمات إن ظهرت. ثم إن التّجند لابداء الرأي وإثراء الحوار إنما ينمّ عن وعي كل طرف بأهمية الدور المناط بعهدته حتى ولو كان مجرّد محب... إنه ينمّ عن رفض اللامبالاة ورفض السكوت الانهزامي والاستقالة... إنه ينبع فعلا من الغيرة عن النادي المفضل والحب اللامشروط له... ولكن! ولكن لكل شيء حدوده... والحدود التي يتحتّم الالتزام بها هنا هي طبعا تفادي السقوط في فخاخ المهاترات السخيفة والأحقاد الدفينة والأغراض الشخصية وخدمة الأشخاص بدل الأندية والسب والشتم والقذف والثلب. فكل ذلك مرفوض مرفوض... وهذا ما ينبغي أن يدركه الفرقاء الذين يوحّد بينهم حب النادي رغم ما يفرق بينهم من توجهات متباينة بالامكان تجاوز مخلّفاتها بالحوار وبالحوار فقط. أليس كذلك؟