طفت اخبار اللقاء الذي جمع اول امس في بغداد بين السفير الامريكي ريان كروكر ونظيره الايراني حسان كاظمي قمي التي استمرت اربع ساعات على اشغال المنتدى الدولي السنوي حول امن الخليج الفارسي الذي اختتم اشغاله امس بعد يومين من اللقاءات والمحاضرات التي شهدت ردود فعل متباينة بلغت حد التصادم في احيان كثيرة بسبب اصرار الايرانيين على اطلاق عبارة «الخليج الفارسي» ومعارضة المشاركين الاماراتييت الذين اعتمدوا في مداخلاتهم عبارة «الخليج العربي» ولعل ما يمكن ان يلفت الانتباه الى جانب العدد الكبير من المشاركين من الخبراء السياسيين والاقتصاديين تسجيل مشاركة امريكية لم تكن معلنة من قبل في المنتدى. ورغم ان درجة المشاركة لم تشمل احدا من المسؤولين الامريكيين فقد اعتبرت مشاركة سيليغ هاريسون Selig Harrison مدير مركز السياسة الدولية بواشنطن خطوة اولى لجس النيض الايراني. وقد اعتبر هاريسون في مداخلته ليعرف ويتعرف على الافكار الايرانية ولاحظ هاريسون ان الولاياتالمتحدة تحت ضغوط متزايدة للتقليل من تواجدها العسكري بشكل تدريجي في المنطقة ولاحظ ان سياسة الولاياتالمتحدة في التعامل مع القضايا المطروحة على الساحة الدولية ساهمت في انتشار النظرة العدائية للولايات المتحدة.. يذكر ان وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي كان شدد اول امس في كلمته الافتتاحية لاشغال المؤتمر على اهمية الحوار بين واشنطنوطهران وقال متقي: «ان الاستقرار والامن في المنطقة لا يتحقق الا بالتعاون الاقليمي بين الدول بدون حضور او تدخل اية قوات اجنبية». واعتبر متقي ان تحديد جدول زمني محدد لانسحاب القوات الاجنبية من العراق وتسليم المسؤوليات الامنية للعراقيين من شأنه ان يضمن توفر استراتيجية ناجحة لمنع انتشار العنف والدماء في العراق. في الصحف الايرانية وقد حرصت الصحف الايرانية الصادرة بالانقليزية في عددها امس على الاهتمام بشأن لقاء بغداد الذي جمع بين الديبلوماسيين الامريكي والايراني بعد قطيعة استمرت نحو ثلاثة عقود. وتحت عنوان «أمريكا وايران يتوصلان الى اتفاق بشأن العراق» كتبت «ايران نيوز» IRAN NEWS مطولا عن اللقاء فيما كتبة «طهران تايمز» TEHRAN TIMES مقالا تحت عنوان «اليد العليا لايران» كشفت فيه ما جرى خلال اللقاء في المقابل كتبت «ايران دايلي»IRAN DAILY ان المحادثات ستدفع باتجاه سيادة العراق. وشددت المصادر الايرانية على التأكيد على ايران رفضت كل القنوات الديبلوماسية واشترطت ان يتم اللقاء عبر طلب رسمي يقدم الى السفارة السويسرية التي ترعى المصالح الامريكية منذ حادثة احتجاز الرهائن الامريكيين في طهران. وفي كل الاحوال يبقى من السابق لأوانه الحديث عن اي نجاح او تقدم يمكن ان يحدث في الوقت القريب فالأكيد انها هذه ليست المرة الاولى التي تحدث فيها مثل هذه اللقاءات وقد سبقتها لقاءات في شرم الشيخ لم تفرز نتيجة تذكر. اما عن اهمية هذا الحوار بالنسبة للشارع الايراني فهو يبدو على الاقل حسب ما يمكن قراءته على وجوه الايرانيين والايرانيات ابعدما يكون عن اهتماماتهم، ولعل الشارع الايراني قد تعود على مثل هذه الاخبار عن العلاقات الامريكيةالايرانية وما يثار بشأن اتفاقات مسبقة وصفقات قد تتضح اكثر من شأنها ان تساعد الولاياتالمتحدة على الخروج من المستنقع الذي تغرق فيه من العراق الى افغانستان ويمنح ايران بالتالي متنفسا جديدا لا سيما امام تفاقم مشاعر الاحساس بالمخاطر الامنية المرتبطة بالوجود العسكري في منطقة حيوية في تجارة العالم توفر نحو 27% من النفط المستهلك في العالم وتخزن 57% من نفط العالم و45% من احتياطي الغاز فيه وهو ما يجعل اغلب الملاحظين والخبراء يجمعون على «أن أمريكا دخلت الخليج لتبقى وان امن واستقرار المنطقة حيوي للمصالح الامريكية»، وتبقى ايران في كل ذلك ثاني اكبر منتج في دول الاوبيك للنفط ب7،3 مليون برميل يوميا وهي الى ذلك تمتلك ثاني اكبر خزان للغاز في العالم بعد روسيا ومن هذا المنطلق فان البحث عن استمرار حوار امريكي ايراني حتى وان كان على حساب العراق سيبقى اولوية للطرفين.