الديوانة تطلق خدمة التصريح بالدخول الخاص بالإبحار الترفيهي    عاجل : هزة أرضية في قفصة    بالجهد والتعب... تحقق الحلم: كوكب عقارب يصعد للرابطة الثانية.    مندوبية التربية بقفصة تحصد 3 جوائز في الملتقى الوطني للمسرح بالمدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية    التلفزة التونسية تفتح تحقيقا داخليا بسبب مباراة الترجي والنجم    الإعلان عن تركيبة الإدارة الوطنية للتحكيم    عاجل : منحرف خطير يروع المارة في قبضة أمن الملاسين    في ذكرى النكبة: تونس تجدّد دعمها اللامشروط للشعب الفلسطيني    عاجل : أحارب المرض الخبيث...كلمات توجهها نجمة'' أراب أيدول'' لمحبيها    أغنية صابر الرباعي الجديدة تحصد الملايين    بمناسبة عيد الأمهات..البريد التونسي يصدر طابعا جديدا    قابس : عدد أضاحي العيد غير كاف والحل في التوريد    الكشف عن شبكات إتّجار بالمواد المخدّرة تنشط بولايات تونس الكبرى    يشكّل تهديدا للنمّو.. الصين تسجّل فائضا قياسيّا بملايين المساكن    حاحب العيون: انطلاق فعاليات المهرجان الدولي للمشمش    مكثر: وفاة شاب واصابة 5 أشخاص في حادث مرور    نابل: الفلاحون المنتجون للطماطم يطالبون بتدخل السلط وجبر الأضرار جراء تضرر الصابة    رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو يتعرّض لإطلاق نار بعد اجتماع الحكومة    وزير السياحة يؤكد لمستثمرين كويتيين الاستعداد لتقديم الإحاطة اللازمة لتطوير استثماراتهم في تونس    القصر: وقفة احتجاجية على خلفيّة حادث وفاة تلميذتين    مجلس عمداء المحامين يصدر بيان هام..#خبر_عاجل    ميشيل مدرب جيرونا: إنهاء الموسم في المركز الثاني مهمة صعبة جدا    وزير الشؤون الدينية يؤكد الحرص على إنجاح موسم الحج    فاجعة: جريمة قتل شنيعة تهز هذه المنطقة..    على هامش الدورة 14 لصالون للفلاحة والصناعات الغذائية صفاقس تختار أفضل خباز    قطر تستضيف النسخ الثلاث من بطولة كأس العرب لسنوات 2025 و2029 و2033    وفاة عسكريين في حادث سقوط طائرة عسكرية في موريتانيا..#خبر_عاجل    عاجل/ متابعة: هذه التهم الموجهة لبرهان بسيس والزغيدي والعقوبة التي تنتظرهما..!!    وزير الفلاحة يعرب عن إعجابه بصالون الفلاحة والصناعات الغذائية بصفاقس    القلعة الخصبة: انطلاق فعاليات الدورة 25 لشهر التراث    الدورة ال3 لمهرجان جربة تونس للسينما العربية من 20 إلى 25 جوان 2024    ينتحل صفة موظف للداخلية و يجمع التبرعات لفائدة شهداء المؤسسة الأمنية ...ما القصة ؟    أكثر من 3 آلاف رخصة لترويج الأدوية الجنيسة في تونس    علاجات من الأمراض ...إليك ما يفعله حليب البقر    البنوك تستوعب 2.7 مليار دينار من الكاش المتداول    وزارة المالية تكشف عن قائمة الحلويات الشعبية المستثناة من دفع اتاوة الدعم    صورة/ أثار ضجة كبيرة: "زوكربيرغ" يرتدي قميصًا كُتب عليه "يجب تدمير قرطاج"..    من بينهم طفلان: قوات الاحتلال الصهيوني تعتقل 20 فلسطينيا من الضفة الغربية..#خبر_عاجل    وزير الرياضة في زيارة تفقديّة للملعب البلدي بالمرناقية    ما حقيقة سرقة سيارة من مستشفى القصرين داخلها جثة..؟    عاجل - مطار قرطاج : العثور على سلاح ناري لدى مسافر    أنشيلوتي يتوقع أن يقدم ريال مدريد أفضل مستوياته في نهائي رابطة أبطال أوروبا    أصحاب المخابز يُطالبون بصرف مستحقّاتهم لدى الدولة    في يومها العالمي.. الشروع في اعداد استراتيجية وطنية جديدة للنهوض بالأسرة    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    ارتفاع عدد قتلى جنود الإحتلال إلى 621    الأهلي يصل اليوم الى تونس .. «ويكلو» في التدريبات.. حظر اعلامي وكولر يحفّز اللاعبين    اليوم إياب نصف نهائي بطولة النخبة ..الإفريقي والترجي لتأكيد أسبقية الذهاب وبلوغ النهائي    عاجل/ مع انتهاء آجال الاحتفاظ: هذا ما كشفه محامي مراد الزغيدي..    أول أميركية تقاضي أسترازينيكا: لقاحها جعلني معاقة    تونس تصنع أكثر من 3 آلاف دواء جنيس و46 دواء من البدائل الحيوية    قابس : اختتام الدورة الثانية لمهرجان ريم الحمروني    الكاف: حريق اندلع بمعمل الطماطم ماالقصة ؟    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بسمة شغلت حوالي 1350 معوقا وساهمت في تمويل 2000 مشروع
السيدة ليلى بن علي لمجلة «الصياد» اللبنانية
نشر في الصباح يوم 15 - 12 - 2010

قرطاج وات أدلت السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية رئيسة منظمة المرأة العربية بحديث لمجلة «الصياد» اللبنانية أوردته في عددها 3449 للاسبوع من 10 الى 16 ديسمبر 2010 تناولت فيه بالتحليل نتائج المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية وأوجه مساهمتها في العمل الاجتماعي الانساني في تونس سيما من خلال جمعيتي «بسمة» للنهوض بتشغيل المعوقين و»سيدة» لمكافحة السرطان.
وتوطئة لهذا الحديث أبرزت الصحفية فوتين مهنا سعد التي أجرت المقابلة النقلة النوعية الهامة التي عرفها أداء منظمة المرأة العربية خلال فترة حوالي العامين التي ترأستها فيها السيدة ليلى بن علي التي قالت انها «صاحبة الايادي البيضاء في مجالات عديدة ومتنوعة»، مؤكدة أن سيدة تونس الاولى بما تميزت به من «عطاء وعمل ونضال من أجل الانسانية كافة والمرأة خاصة» تعتبر اليوم عن حق «المثال الذي يحتذى والنموذج الناجح والسيدة المميزة».

وفي ما يلي النص الكامل لهذا الحديث الذي غطى 6 صفحات كاملة من العدد الاخير لمجلة «الصياد»:

تشرفنا السيدة الفاضلة ليلى بن علي بهذا الحديث الى مجلة «الصياد» وتونس تعيش على وقع المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية، فما هو تقييم سيدة تونس الاولى لهذا الحدث؟

ما يمكن لي أن أقوله هو أن تونس قد احتضنت بكثير من الاعتزاز المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية وقد سعدت شخصيا بكثافة المشاركات سواء على مستوى حضور السيدات الاول أو على مستوى الوفود الممثلة لمختلف البلدان العربية والهيئات الدولية والاقليمية والعربية وكذلك بنوعية الاسهامات والمداخلات التي شهدتها أشغال هذا المؤتمر والتي قدمتها نخبة من أبرز المثقفين والخبراء في مجالات التنمية المستدامة.
ويمثل كل هذا دليلا على ما يجمع بين بلداننا ومجتمعاتنا من روابط الاخوة والتعاون ومن حرص مشترك على دعم منظومة العمل العربي في مجال المرأة وتطويرها.
كما أن الموضوع الذي تناوله هذا المؤتمر بالدرس وهو «المرأة العربية شريك أساسي في مسار التنمية المستدامة» موضوع على غاية الاهمية اذ ان التنمية المستدامة كما سبق لي أن بينت ذلك رهان حضارى وقضية انسانية ذات أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وتكنولوجية وبيئية متشابكة وهي تستوجب وضع سياسات وبرامج تساعد على الاستفادة من الموارد الطبيعية وفق مقاربة متكاملة هدفها تأمين الحياة الكريمة والرفاه لكل الاجيال حاضرا ومستقبلا.
ويعد النهوض بقدرات المرأة العربية ومساعدتها على التمتع بفرص متكافئة مع الرجل في الخدمات والخيرات جزءا لا يتجزأ من هذه المقاربة. وبصفة عامة فقد توفق المؤتمر في تحقيق أهدافه وشكل اضافات لما حققته منظمة المرأة العربية من انجازات ومبادرات.
وانني أغتنم هذه المناسبة لاتقدم بالشكر الجزيل للسيدات الاول اللاتي شرفننا بالحضور والى كل من ساهم في انجاز هذا المؤتمر الذي أردناه محطة أخرى من محطات العمل الجدى في سبيل النهوض بأوضاع المرأة وبالتالي تحقيق التطور المنشود لمجتمعاتنا كافة.

تناقل المشاركون في المؤتمر وكذلك وسائل الاعلام بكثير من الاعجاب ما تضمنه خطابكم الافتتاحي من أفكار وأطروحات وبخاصة مقولتين هامتين الاولى «ان في تعطيل طاقة المرأة هدر لنصف طاقة المجتمع» والثانية «ان الخلاص من ثلاثية الخوف والفقر والتمييز يعتبر من الاركان الاساسية للتنمية المستدامة». فهل جاءت نتائج المؤتمر وتوصياته متناسقة مع حجم التحديات المطروحة في هاتين المقولتين؟

في الحقيقة ما قمت به هو طرح اشكاليات أعتقد أنها أساسية لإثراء التفكير ودفعه في اتجاهات عملية ودقيقة وذلك لتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع. ولقد حرصت منذ تشريفي بمسؤولية رئاسة منظمة المرأة العربية على الاستفادة مما يطرح من أفكار وتوجهات وتحويلها الى خطط عملية لتسهم في تطوير أوضاع المرأة العربية واثراء مكاسبها حتى تضفي الشمولية والمصداقية على عمل المنظمة.
وأعتقد أن التوصيات التي تمخض عنها مؤتمرنا هذا تتسم بالطابع العملي أي انها قابلة للتجسيم خصوصا وقد توفرت الارادة الجماعية وازداد الوعي بجسامة التحديات ويبدو لي أن خير ضمان لتحقيق أهدافنا المرجوة هو تركيزنا على ضرورة تعزيز مسار الاصلاح التشريعي في الدول العربية وسد الفجوة بين النص والممارسة لان في ذلك صونا لحقوق المرأة في الحياة العامة والخاصة وارتقاء بدورها كشريك اقتصادي واجتماعي وسياسي فاعل.
كما أن نشر ثقافة حقوق الانسان والمواطنة هو أفضل سبيل لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة وحصن منيع للتصدي للتطرف والانغلاق. ومن هنا تأتي أهمية تمثيل المرأة في جميع مستويات صنع القرار الخاص ببناء السلام ومنع النزاعات.
وفي نهاية الامر يظل تحسين أوضاع المرأة انجازا يوميا مشتركا نتقاسم مسؤولية النهوض به خصوصا وقد أثبتت المرأة العربية جدارتها بكل ثقة وتشجيع في ما أسند لها من أدوار في الاسرة والمجتمع وما تحملته من أعباء في مجالات التنشئة والتنمية والمحافظة على الاستقرار الاجتماعي.

في شهر اذار (مارس) من هذا العام احتفلت جمعية «بسمة» للنهوض بتشغيل المعوقين التي تتولون شخصيا رئاستها بمرور عشر سنوات على انبعاثها فهل لكم سيدتي الفاضلة أن تسلطوا الضوء على هذه الجمعية والموقع الذي تحتله ضمن النسيج الجمعياتي في بلدكم؟

أشير الى أن تونس تنتهج سياسة اجتماعية من أهم مرتكزاتها العناية بكافة الموارد البشرية دون استثناء والحرص على تأمين كرامتها وتنمية قدراتها في جميع الميادين مع ضمان تكافؤ الفرص بين مختلف فئات المجتمع.
ويجدر التذكير أيضا بالدفع القوي الذي أعطته حركة التغيير للعمل الجمعياتي ولا أدل على ذلك من تزايد عدد الجمعيات التي فاقت اليوم عشرة آلاف جمعية.
وقد كانت للتشريعات التي سنت وللاجراءات المتتالية التي تم اتخاذها أثرها الايجابي في تفعيل دور الجمعيات والرفع من ادائها مما جعلها رافدا حيويا يدعم الخطط الوطنية ويسند برامجها كما أتاح لها سبل النشاط المجدي والابداع الخلاق في شتى القطاعات ومن بينها الحقل الاجتماعي.
وفي هذا السياق يتضافر عمل الدولة وسائر مكونات المجتمع المدني في مجال النهوض بالاشخاص المعوقين وينصهر ضمن منظومة متكاملة لحقوق الانسان تولي الفئات ذات الاحتياجات الخصوصية ما تستحقه من رعاية دائمة في ظل مجتمع متضامن متازر يكرس المساواة بين الجنسين والشرائح والاجيال والجهات ويعمل على احترام تكافؤ الفرص بين الجميع.
وذاك هو جوهر الرسالة التي تضطلع بها جمعية «بسمة» للنهوض بتشغيل المعوقين في اطار المقاربة التونسية المتجددة للتضامن التي ترتكن الى أبعاد انسانية نبيلة غايتها الاخذ بيد هذه الفئات والارتقاء بها من مرحلة المساعدة الى طور الادماج والانخراط في الدورة الاقتصادية والاجتماعية.

ما هي الاهداف الرئيسية التي تسعى جمعيتكم الى بلوغها؟

كما يشي بذلك اسمها فقد اختارت جمعية «بسمة» لممارسة نشاطها جملة من الاهداف تأتي في مقدمتها تمكين الشخص المعوق من المساهمة في مجهود التنمية ومن حقه في الاستفادة من ثمارها وذلك عن طريق دمجه في الدورة الاقتصادية وتأمين حقه في الشغل. وما فتئت جمعية «بسمة» تسهم في اشاعة الوعي العميق لدى الرأى العام الوطني بأهمية العناية بظاهرة الاعاقة وسبل التوقي منها بالتشخيص المبكر ومعالجتها والاحاطة بحامليها.
وبشكل أوضح تتولى الجمعية الاحاطة بهذه الفئة وتنمية معارفها ودعم قدراتها للتعويل أكثر ما يمكن على نفسها للاندماج في الحياة المهنية حسب مؤهلاتها الذهنية والبدنية ووفق ما تتلقاه من مهارات تؤهلها للالتحاق بسوق الشغل.
ووعيا بجسامة الرهان ثابرت الجمعية على وضع معالم طريق الامان لهذه الفئة فزرعت فيها الثقة بقدرتها على تجاوز حدود الاعاقة من أجل الاعتماد على الذات والاندماج في المجتمع.
ووجهت «بسمة» اهتمامها منذ تأسيسها الى العناية بالمعوق في محيطه الاصلي وسعت بالدرجة الاولى الى تغيير النظرة التقليدية للمعوق لترسخ القناعة لدى الجميع بأنه قادر على تحمل أعباء الحياة بلا مساعدة مباشرة وأنه يمتلك مستلزمات الانخراط في سوق الشغل ليؤدي واجب الاسهام في عملية التنمية.
كما تحرص الجمعية على تطوير أساليب الاحاطة بالاشخاص المعوقين ونشر روح المبادرة لديهم من خلال تكثيف عمليات المساعدة والمساندة لهم في مختلف مراحل اقامة مشاريعهم المهنية منذ طور التكوين الى غاية الاندماج في عمل مؤجر أو للحساب الخاص.

الى أي مدى توفقت جمعية «بسمة» في تحقيق هذه الاهداف النوعية وتجسيمها على أرض الواقع؟

في تقديري ان نجاح الجمعية في كسب هذه الاهداف تعكسه النتائج التي سجلت على صعيد تشغيل المعوقين لا سيما منهم أصحاب المبادرة الخاصة الذين لم يكتفوا بتحقيق ديمومة مشاريعهم فحسب وانما صاروا مصدرا لتشغيل الكفاءات وسندا للجمعية في تشغيل المعوقين.
ولا بد من الاشارة في هذا الباب الى أن الجمعية تمكنت من تشغيل حوالي 1350 معوقا وساهمت في تمويل 2000 مشروع يعد باعثوها اليوم أصحاب مشاريع خاصة ووفروا مواطن شغل قارة عديدة انتفع بها الاسوياء والمعوقون على حد سواء.
وتتولى الجمعية تنظيم أيام ومعارض ترويجية لمنتوجاتهم وابداعاتهم وتفتح أمامهم سبل التسويق ومسالك التوزيع داخل تونس وخارجها.
ولم تكتف جمعية «بسمة» بالسعي الى تشغيل المعوقين وتيسير اندماجهم ضمن دورة العمل والاندماج بل أسست صلبها منظومة متكاملة تنهض بالمعوق في مرحلة مبكرة جدا من حياته وذلك من خلال المقاربة الادماجية التي توختها من أجل الاسهام في تثبيت الاطفال المعوقين بمدارس مندمجة توفر لهذه الفئة حق العيش في وسط تعليمي طبيعي يجنبها أي شعور بالنقص وأي احساس بالتخلف عن ركب الاسوياء عضويا.
ونجحت جمعية «بسمة» أيضا في ارساء منظومة تكوين وتأهيل تمكن الاشخاص المعوقين من اختيار التكوين الذي يتلاءم مع ميولهم واعاقتهم ومؤهلاتهم البدنية والذهنية والنفسية والمهنية ومتطلبات سوق الشغل من جهة أخرى.
وتنظم الجمعية أيضا حلقات تكوينية تكميلية لبعض طالبي الشغل بهدف تيسير ادماجهم المهني كأن أقامت حلقات تكوينية في تكنولوجيات الاتصال الحديثة لعدد من حاملي الشهادات العليا مكنت من ادماج كل المتكونين في القطاعين العمومي والخاص وأحدثت الجمعية مركزا مختصا في التكوين في الاعلامية الموجهة الى فاقدي وضعاف البصر وكذلك خلية خدمات عن بعد ورواقا تجاريا الكترونيا لمنتوجات الاشخاص المعوقين.
وأمام هذا المد التكنولوجي المتسارع والثورة الاتصالية التي يشهدها العالم من حولنا عملت جمعية «بسمة» على أن يواكب المعوق ايجابيا هذه الثورة ومهدت أمامه سبل النفاذ الى المجتمع الرقمي من خلال وضع خطة لرعاية منظوريها في هذا الجانب المعلوماتي بالتنسيق مع عديد المؤسسات المختصة على غرار مركز الاعلامية الموجهة الى الطفل المعوق.

اسمحوا لي سيدتي الفاضلة أن ألاحظ أن هذه الحصيلة ثرية جدا رغم أن جمعيتكم ليست هيكلا حكوميا بل واحدة من مكونات المجتمع المدني فمم تنهل جمعيتكم لاجل تنفيذ سياستها؟

ان مجمل الخطط التي تضعها «بسمة» في اتجاه الاحاطة بالمعوقين تنبع من صميم سياسة الدولة الاجتماعية فقد وضعت بلادنا منظومة تشريعية متكاملة من الاجراءات والآليات والقوانين التي تمكن أصحاب الاحتياجات الخصوصية من الاندماج في الحياة النشيطة ومن مباشرة أعمال مهنية تتلاءم مع امكاناتهم البدنية والذهنية بعيدا عن أشكال التمييز.
وتستند الجمعية في تنفيذ مشاريعها الى القانون التوجيهي للنهوض بالاشخاص المعوقين وحمايتهم والذي يعد قانونا شاملا وجامعا لكل مجالات الوقاية والحماية والرعاية والادماج والنهوض بالاشخاص المعوقين في جميع الميادين بالاضافة الى أنه قانون يترجم حرص القيادة التونسية على ضمان الحقوق الاساسية لكل التونسيين وفي مقدمتها حق الشغل وتحقيق نوعية أفضل لمقومات العيش ودعم مكونات المجتمع المدني في هذا الشأن. ومن هذا المنطلق يمثل نشاط جمعية «بسمة» واجهة من الواجهات التنفيذية لتجسيم المقاصد النبيلة التي تضمنتها فصول هذا القانون.
ان البعد الاجتماعي لحركة التغيير هو النبع الاول الذي تنهل منه جمعية «بسمة» في رسم خطط عملها وصياغة برامج تدخلها أما اذا كان القصد من السؤال هو الجانب المادي لتنفيذ ما نعتمده من برامج ونضعه من أهداف فان الجمعية بصفتها جمعية خيرية تستند بشكل أساسي الى نوازع الخير وروح التطوع وقيم التكافل والتآزر المتأصلة في الشعب التونسي، فالتضامن هو تاج الفضائل في عهد تونس الجديد وقد أذكى الرئيس زين العابدين بن علي جذوة هذه القيمة الانسانية النبيلة في نفوس التونسيين وارتقى بها الى مرتبة دستورية.

ماذا عن جهود تونس وتفاعلها مع المبادرات الاممية في مجال رعاية المعوقين؟

ان تونس تعد من البلدان الاوائل التي صادقت في سنتي 1988 و1989 على الاتفاقيتين الدوليتين للعمل وهما الاتفاقية الدولية رقم 142 المتعلقة بدور التكوين المهني في تنمية الموارد البشرية والاتفاقية الدولية رقم 159 حول التأهيل المهني وتشغيل الاشخاص المعوقين. كما كانت بلادنا ضمن الدول الاوائل التي صادقت في نيسان (أفريل) 2008 على الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة والبروتوكول الاختياري الملحق بها.
وفي سياق دعمنا للجهود الدولية المبذولة لفائدة أصحاب الاحتياجات الخصوصية والرفع من مستوى الخدمات المسداة اليهم وتطوير سبل اندماجهم كنت بادرت الى اقتراح وضع جائزة دولية سنوية لاحسن جمعية محلية مختصة في النشاط الصحي والاجتماعي تتميز بادماج أكبر عدد ممكن من أصحاب الاحتياجات الخصوصية في الحياة العملية. اننا بقدر ما نحرص على خصوصية مقاربتنا في التعامل مع هذه الشريحة الاجتماعية وبما يستجيب لحاجياتها ومشاغلها فان بلادنا التي عرفت أيضا بانفتاحها تستلهم من مختلف التجارب العالمية وتساهم في اثرائها والاضافة اليها.
وفي هذا السياق انشأت جمعية «بسمة» شبكة من العلاقات الدولية لاضفاء المزيد من النجاعة على عملها وأبرمت اتفاقات تعاون مع بعض الهياكل المختصة.

وبماذا تدخل جمعية «بسمة» المرحلة القادمة؟

ان الهدف الاسمى لجمعيتنا هو تحقيق الاندماج الاجتماعي والاقتصادي للمعوق وخلق مورد رزق قار له يقيه العوز ويرفعه الى مرتبة «العنصر الفاعل».
واليوم وبعد عشر سنوات من العمل الدؤوب يأتي مركز «بسمة» لادماج المعوقين ليدعم هذه الرسالة النبيلة لجمعيتنا.
وهو انجاز يمثل تتويجا لنشاطها المتواصل خلال العشرية الاخيرة وقاعدة انطلاق باتجاه افاق أرحب وانجازات أكبر تعزز ما تحقق للمعوق من مكاسب وترتقي بها الى درجات ارفع.
وقد فتح هذا المركز أبوابه في موفى شهر أكتوبر 2010 موفرا أنشطة تثقيفية ورياضية وترفيهية وصحية وتربوية كما يؤمن تكوينا مهنيا في العديد من الاختصاصات.
ونحن على يقين بأن هذا المركز سيكون بوابة أمل جديدة في سبيل اتاحة فرص سانحة لتكوين وتوفير مقومات الحياة الكريمة أمام الاشخاص المعوقين ودعم فرص الاندماج أمامهم تكريسا لقيم العدالة والمساواة. كما أن الجمعية تدخل المرحلة القادمة وهي تستند الى ما فتحه برنامج رئيس الدولة للخماسية 2009/2014 من افاق جديدة أمام لاشخاص المعوقين في كل المجالات كالتشغيل والتربية والتكوين والتعليم والصحة والرعاية الاجتماعية والرياضة والترفيه علاوة على ما أتاحه لهم من فرص سانحة للانخراط في مجتمع المعرفة.
فهذا البرنامج جدد انحياز السياسة الاجتماعية للدولة لذوي الاحتياجات الخصوصية وحرصها الدائم على رعايتهم والاحاطة بهم وتوجيه كل الجهود من أجل النهوض بأوضاعهم.
وفي هذا خير حافز لجمعيتنا ولكل الجمعيات العاملة في هذا المجال الى أن تنظر لعملها المستقبلي بتفاؤل أكبر مع الالتزام بمضاعفة الجهد للنهوض بهذه الفئة العزيزة على قلوبنا وحمياتها.

لا يمكن أن نختم هذا الحوار الذي خصصناه للبعد الاجتماعي في شخصية السيدة الفاضلة ليلى بن علي دون أن نشير الى المولود الجديد وأعني بذلك جمعية «سيدة» لمكافحة مرض السرطان لماذا هذه الجمعية وما أبرز أهدافها؟

لقد بات مرض السرطان من أهم أسباب الوفاة في جميع أنحاء العالم. وتشير بعض الاحصائيات الى أنه يتسبب في ما يقارب 14 بالمائة من مجموع الوفيات أي ما يعادل 8 ملايين نسمة ويتوقع أن ترتفع هذه النسبة الى 12 مليون حالة في أفق عام 2030.
وتشكل الدول النامية 60 في المائة من الاصابات الجديدة و70 بالمائة من الوفيات. كما أن تكلفة هذا المرض وأعباءه مرتفعة وتأثيره السلبي على التنمية الصحية والاجتماعية والاقتصادية لا يحتاج الى تأكيد. هذه الارقام تؤكد أن هذا الداء تحول الى ظاهرة من ظواهر العصر وعلله الفتاكة. من هنا ضرورة أن تتضافر كل الجهود لمكافحته. وقد اعتمدت تونس خطة وطنية في هذا المجال كان لا بد من أن تجد امتدادا وسندا لها في مكونات المجتمع المدني.
وفي هذا السياق يتنزل بعثي لجمعية «سيدة» لمكافحة مرض السرطان بهدف المساهمة في الجهد الوطني المبذول للوقاية من هذا المرض والشفاء منه وتقديم المزيد من التسهيلات العلاجية خصوصا في اللحظات المبكرة لتلافي أضراره ومخاطره.
واذا كان لي أن أوجز أهداف جمعية «سيدة» فهي تتمثل في توعية المجتمع بمخاطر مرض السرطان الذي يفتك بأرواح الالاف سنويا في مختلف أرجاء المعمورة وتقديم خدمات مساندة لمرضى السرطان وذويهم والمساهمة في دعم البحوث العلمية وتشجيعها للوقوف والتعرف على أسباب السرطان وتوفير كافة أوجه الرعاية الطبية والعلاجية لمرضى السرطان والتخفيف من معاناتهم.
وستحرص الجمعية على أن لا تنحصر الجهود في العلاج فقط وانما ستعمل أيضا على دعم برامج التشخيص المبكر والوقاية من السرطان وخطره المتنامي.
وسيشكل بناء «معهد الزهراوي» حجر الزاوية في عمل جمعية «سيدة» اذ سيكون مركزا عموميا ذا صبغة جامعية مهمته تأمين التكفل الشامل والمندمج والناجع في مجال معالجة الامراض السرطانية وسيعمل على الوقاية والتشخيص المبكر من خلال توظيف أحدث أساليب الاستكشاف المتطورة فضلا عن القيام بأنشطة علمية وتثمين البحوث الطبية وكل ما يتعلق بهذا المرض.
ان هذا المعهد الذي سيكون جاهزا خلال سنتين سيشكل اضافة نوعية للمجهودات الوطنية لمكافحة الامراض السرطانية وسنحرص على أن يكون الى جانب مختلف أنشطتنا الاخرى عنوانا من أبرز عناوين الجهد الوطني السخي لتأمين سلامة مجتمعنا من كل الادواء».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.